هي قريةٌ ساحرة، بنيت على جبالٍ شاهقةٍ، فأصبح ارتفاعُ منازلها يفوق ارتفاع السحب، من على قمم جبالها تستطيع أن ترى لوحات غاية في الإبداع، ولأنها بُنيت على سفح جبل مرتفع جدا، فانها تمكّن من رؤية السحب تجري وتمطر من تحتها ...
ارتفاعها جعل منها قريه ساحرة فى أحضان السحاب، فموقعها في اعالي جبال شاهقة يجعلها تنفرد بمناظر طبيعية، كأنها لوحات جماليه غاية في الإبداع .
إنها قرية “الحطيب”، التي تقع غرب العاصمة صنعاء. تقع هذه القرية اليمنية التي تحمل اسم "الحطيب" في منطقة شرقي حراز، التابعة لمديرية مناخة، يبلغ عدد سكان مدينة الحراز 440 نسمة، وتقع غرب العاصمة صنعاء، وحراز منطقة جبليه تتكون من عدة قرى وتُحيطها أسوار عاليه، وهِي تشبه القِلاع، فقد كانت يوماً ما معقلاً لآل الصليحي الذين بنوها في القرن الحادي عشر لحماية أنفسهم من هجمات العدو.. وأبرز قرى حراز هِي ( الهجرة, مسار, الحطيب, كاحل, شبام )، بنيت الحطيب عام 439-459هـ نفس تاريخ بناء قرية الهجرة، وقرية الحطيب يسكنها اليوم البهرة أو “المكارمة” كما يُطلق عليهم في المجتمع اليمني، وتمتاز مباني هذه القرية بالطابع المعماري اليمني القديم ...
والحطيب قرية معلقة على صدر الجبال، جعلها موقعها تحفة فنية نادرة عُلِقتْ على سفحٍ اخضر ليكسبها رونقاً وسحراً نادراً، وغالباً ما يبهر الناظر منظر ضباب يزحف ببطئ ليُعانق تلك القرية المعلقه على صدور الجبال، حتى تتحول الى تحفه فنيه نادرة، ويضيف عليها حُسناً، دماثة خلق ناسها الرائعيـن المتفائلين ذوو المعنويات العالية، كعلو قراهـم رائعة الجمال ...
وبالرغم من أن إرتفاع قرية الحطيب، حيث يصل إلى 3200 متر فوق سطح الأرض، إلا أن جوها دافئ ومعتدل.. ففي فصل الشتاء، يكون جوها بارد جداً في الصباح الباكر، ولكن سُرعان ما يجعل شروق الشمس جوها دافئاً جميلاً ممتعاً .
انها قرية طائفة البهره التي تعتبر من اجمل القرى اليمنيه، وهي القريه التي تُسابق العصر الحديث والتطور العمراني، فانها قرية تجمع بين سمات الريف وسمات الحضر ...
عُرفت منذ القدم بإنتاج أجود أنواع البن اليمني حيث تُزرع أشجار البُن في وديانها، وتسقى من أنهارها وبالتالي ليس من الغريب أن تكون هذه المدينة من أهم المعالم الأثرية في اليمــن .
يوجد في الحطيب اكثر من خمسه مساجد وعدة فنادق ومطاعم سياحيه، ومستشفى مزوداً بكافة وسائل التطبيب، وتتمتع القرية بحدائق ومتنزهات وبوابتي حراسة، ومبان أخرى عبارة عن شقق مفروشة وموقف خاص للسيارات وكهرباء خاصة بالقرية ..
والكثير ممن يزور منطقة الحطيب، يدفعهم الفضول للتعرف على القرية وحصونها التاريخية وهذا يساعد في رواج البيع والشراء، فتستستفيد منه الدولة ومستثمرو القرية .
من المعالم المهمة في منطقة الحطيب، مزار وقبة حاتم محيي الدين التابع لطائفة البهرة الاسماعلية، الحصن الذي كان الحامدي يدرّس فيه طلاباً من طائفة البهرة قبل 800 عام، يقع الحصن في رأس الجبل، وفي كل عام يتوافد عشرات الآلاف من أتباع البهرة "الداؤوديين" إلى منطقة حراز التي تبعد عن صنعاء بحوالي 90 كم لزيارة ضريح حاتم محيي الدين حيث يؤدي ذلك إلى انتعاش اقتصادي ورواج للكثير من البضائع ليس فقط عند أهل قرية الحطيب والمكارمة، بل في أغلبية مناطق حراز وسوق المغربة، من خلال استهلاك البضائع المتنوعة، وأيضاً رواج سياحي لدى بعض الشركات المؤجرة للسيارات التي تنقل الذاهبين إلى حراز من صنعاء والعكس وأيضاً في داخل العاصمة صنعاء.. وينتظر أبناء حراز هذا الموسم التجاري طوال العام ..
البهرة الإسماعيلية
البهرة هم اغلبية سكان الحطيب، وهم طائفة إسماعيلية داوودية تنحدر من الدولة الفاطمية في مصر والدولة الصليحية في اليمن، ويتبعون محمد برهان الدين الذي يعيش في بومباي ويأتي الى اليمن كل ثلاث سنوات، وأنهم موالون للدولة ويعملون لنصرتها ولا يكفّرون أحدا . وتعتبر هذه الطائفة امتداداً لإحدى فرق الشيعة الإسماعيلية، المنتسبة إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، والتي تشعبت فرقها وامتدت عبر الزمان حتى وقتنا الحاضر...
اما الإسماعيلية فانها تصف البهرة، بأنهم المستعلية، نسبة إلى الإمام المستعلي ومن بعده الآمر، ثم ابنه الطيب، وهي طائفة ترفض العمل في السياسة وتركز على العمل بالتجارة، انطلقوا إلى الهند واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعُرفوا بالبهرة، وتعني كلمة البهرة في اللغة الهندية ( التاجر ) وذلك لاشتغالهم بالتجارة عن غيرها من المهن .
وينقسم البهرة إلى ثلاثة أقسام: بهرة علوية، بهرة داوودية، وبهرة سليمانية: وتوجد أساساً باليمن .
توجد في القرية مدرسة خاصة بتعليم العقيدة الإسماعيلية، تلزم الطالب لبس سروال طويل مفصل بالطريقة الهندية إضافة إلى قميص مفصل بالطريقة الهندية أيضاَ، وجبة تلبس من فوقهما وكوفية عربية، وجميعها باللون الأبيض باستثناء الكوفية الملونة بلون ذهبي .