إذاعــات
هنا إذاعة " سميرة " : في برامج الليل.
تقول المذيعة:
- مرحبا بعمالنا في الخارج.
يرتد الصدى:
- لا مرحبا بعمالنا في الداخل.
تستطرد المذيعة:
- نترككم - عمالنا بالخارج - مع . . . . .
يقاطعها التقني:
- " أما عمالنا بالداخل فقد تركناهم عند الترحيب "
تخفي المذيعة حنقها، وتعود:
- نترككم عمالنا في الخارج مع أغنية عن العشق والغربة و . . . .
وهناك إذاعة "القاهرة " في وصلة غنائية مع المطرب الكبير . . . . .
وهنا " سميرة " وهناك " القاهرة " :
القاهرة قاهرة وسميرة مقهورة.
وبين هنا وهناك خبر - في مجلة كثيرة الصور والابتسامات - لم تذعه إذاعة " سميرة " ولاإذاعة "القاهرة" ولا إذاعة "أهل سميرة".
يقول الخبر :
- " عزيزي بليغ:
هنيئا لك بالبراءة من التهمة التي نسبت إليك والمتمثلة في الزعم بتحريضك على الفساد في بيتك بين المغربية سميرة. م والسعودي س.س والتي انتحرت برمي نفسها من شرفة بيتك المصون و . . . . . "
ويسأل طفل تعجبه الخرافة:
- وأين دفنت سميرة ؟ !
- في القلوب. يجيبه العاشق.
- وهل القلوب تحفر ويدفن فيها الأموات؟
- حين تكبر يا ولدي Lوتعشق سميرة. وتغادرك سميرتك شرقاأوغربا وتحترف أقدم مهنة في التاريخ مع أدنس رجل في الجغرافيا.ستعرف ما معنى أن يكون القلب قبرا.
يخرس الطفل طويلا، ثم يشرع في فك قطع المذياع . .
ذبــول
مد اليها الوردة ،وابتسم.
قالت لها الوردة:
-لا تصديقه فهو كاذب.
أما هي فقبلته في خده، وانتشى.
قالت له الوردة:
- لا تصدقها، ففي شفاهها بقايا من خده.
وضعت الوردة جانبا على السرير، ومدت له يدها.اشتبكت أيديهما.قبلها. ابتلع ريقها .ضمها إليه.تأوها . خمدا. صارا يتحدثان.
كانت يده تعبث بخصلات شعرها. ويدها تعبث بشعيرات صدره.
- أحبك. قالت له.
- ليس بحجم حبي. ردَّ عليها.
- كانت موسيقى " خوليو " بفرنسيته الركيكة شاهدة عليهما. ولما انتبها وجدا الوردة قد ذبلت. قالت الوردة:
- أذبلني صدقي وكذبكما.
رصـاص
تساءل ياسر بعد أن بلغه نبأ وفاة أبيه برصاصة شرطي:
- كيف يمكن للرصاص أن يقتل؟؟
ردد السؤال أكثر من مرة في داخله. ثم فكر:
أخوه الأكبر يشتغل في شركة لسبك الرصاص ومع ذلك يعود كل مساء إلى المنزل سالما ومعافى.خالته الحاجة "الذهبية " عندما تزورها النسوة لتقرأ لهن الطالع أو تفسخ عنهن السحور، تحضر قطعة رصاص، تصهرها فوق " الفاخر " الفحم ثم تدسها في طبق الحلفاء المليء بالدقيق لتخبو فيه . ومن خلال التشكل الجديد لقطعة الرصاص تخبرهن بالكائن وبالممكن وبالمحال.
قلم رصاصه الأبيض المزين بفراشات ملونة لم يحدث أن قتل ورقة أوفراشة.
أعياه التفكير ولم يهتد إلى سر الرصاص القاتل.
حين أطلق رصاصة على صديقه، وهما يلعبان في " عاشوراء "، ولم يمت صديقه، جاءه السر طائعا:
- لابد للرصاص من بندقية.
عــقــم
حالتها جعلتها تخبر الأولياء وتعرف تخصصاتهم، وحين دلوها على سيد "العابد" الوالي الصالح الرابض هناك في جبل " المحصر " فرحت كثيرا. حملت إليه الشموع وديكة حمراء وسوداء وقوالب سكر و . . و . .
ترددت عليه مرات كثيرة . ربما يكون قادرا على أن يهبها " المولود "الذي طالما انتظرته . فقد هدَّها العقم ، وتوجساتها من زواج ثان لزوجها وغضبه الدائم غير المبرر. في آخر مرة زارت سيد "العابد" لتبيت هناك كما نصحتها نسوة الدوار، فوجئت بمقدم الوالي يقول لها:
انوي خيرا يابنتي ف " سيد العاقر " بركاته لا حد لها.