قصص قصيرة جداً

2008-03-13
فـ//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/30716743-ed14-493f-98a1-b50d53f15ca2.jpeg ـي أسبـــــوع

عندما بدأت أفك الحروف، اشترى لي أبي كتابا اسمه " كيف تتعلم الصلاة في أسبوع؟». قرأت الكتاب. مر الأسبوع.. ولم أ تعلم الصلاة.
وحين التحقت بالمدرسة عشقت اللغات. جمعت بضعة دراهم واشتريت كتابا اسمه " كيف تتحكم في خمسة لغات في أسبوع".
تحكمت في نفسي. هجرت اللعب. كبرت على أصدقائي والتصقت بالكتاب . مر الأسبوع ولم أتحكم في اللغات . وعدت إلى اللعب إلى أن فصلوني.
ولما فصلوني لم أغضب كثيرا .جمعت دراهم أخرى واشتريت كتابا اسمه "كيف تصبح مليونيرا في أسبوع ". حفظت الكتاب. مر الأسبوع ولم أصبح مليونيرا.
سؤال واحد ظل يخنقني: ""ماذا يقصدون بالأسبوع ؟ هل لهم أسبوعهم ولنا أسبوعنا ؟ "
سألت صديقي : ألا يوجد كتاب اسمه ""كيف تنتحر في أسبوع ".
ضحك وقال:
- الانتحار لا يحتاج إلى أسبوع.
- الانتحار يحتاج إلى دقيقة أو دقيقتين.
-الانتحار شجاعة وقرار وتنفيذ.
تشجعت وقررت ولم أستطيع التنفيذ.
مرت دقيقة. مرت دقيقتان وأعلنت في فرح ونشوة:
- لقد صار أسبوعي مثل أسبوعهم. وغدا أتعلم الصلاة واللغات وأصبح مليونيرا وانتحر "في أسبوع".

عبـــــارة زائـــــدة

 

أثبت النص مرفقا بأسئلته على السبورة السوداء المثقوبة في أكثر من مكان. الحصة حصة تركيب. كان مطلوبا من التلاميذ أن يشطبوا على كل عبارة زائدة. فوجئ بأكسل تلميذ في الفصل يتقدم نحو السبورة السوداء المثقوبة في اكثر من مكان. حمل الممسحة البنية الصغيرة . تراجع خطوتين إلى الوراء . تقدم نحو السبورة ثانية. أشار بسبابته إلى السؤال : "شطب على كل عبارة زائدة."
ودون أن ينبس بحرف مسح التاريخ.
ألقى الممسحة البنية الصغيرة وغادر الفصل بينما تعالت التصفيقات.

 


طـــوفــــان


على الشاطئ تخلص الطفل من ثيابه.عاريا فبدا هزيلا.التقط عقب سيجارة رخيصة وأشعلها. ارتشف رشفة أو رشفتين.
- أريد أن أكبر.
قال لصديقته ، وهو يسلمها الثياب ويرسم قبلة على خدها .ويسرع مندفعا نحو البحر .
-أنا في انتظارك.
قالت صديقته
وحين ابتعد، أردفت:
- ودادي لك ، وتحياتي إلى النورس.
غاب الطفل في البحر . انتظرته صديقته حتى غابت شمس المساء. ولما غابت شمس المساء انتابتها حيرة وقلق كبيرين. عادت باكية إلى منزلها. سألتها أمها فلم تجبها. مرت سنوات كثر كان الجفاف فيها سيدا لا يقهر. بكت الطفلة حتى طالت ضفيرتها. ولما طالت ضفيرتها خطبها ابن والي المدينة.
وليلة الزفاف، اقتحم القصر رجل عار تتبعه مجموعة من النوارس. حرروا الفتاة وعادوا إلى البحر. غضب الوالي وأمر بأن يصادر البحر من مدينته في الصباح . لكن مع الفجر، اقتحم الطوفان المدينة وحلقت النوارس في فضائها ، وكتب المؤرخون :
" قديما كانت هنا يابسة".

قـرار


امتطى الطفل حصانه القصبي وصار يجوب شوارع المدينة لخالية. كانت يده تمتد حينا إلى رأس القصبة تطعم الحصان وحينا آخر خلف ظهره تحثه على الإسراع . أوقفه الشرطي .استل من بين فخذيه حصانه القصبي وانهال عليه ضربا وسبا وشتما. ولم يهرب الطفل وإنما لملم أشلاء حصانه المترامية. خطا واثقا وقد قرر في داخله :
- أبدا لن أعزف عن ركوب الخيل.

 

حـلـم


ظل زكرياء يجوب الشوارع وعلبة السجائر في يده أملا في بيعها بالتقسيط . كان دخلها كافيا له ولأمه في اليوم لشراء البيض والخبز وتوفير ثمن علبة السجائر للغد. دخل كل المقاهي لكن أحدا لم يكلمه أو يشتري منه فقد كان الرواد يجلسون إلى طاولاتهم وأمامهم علبهم الأنيقة الملونة. ظهرا،وقرب بائع ساندويتشات أحس زكرياء بالجوع فتوقف كثيرا أمام المحل يتابع الزبناء وهم يأكلون.انتبه إلى علبة السجائر وقد ابتلت عرقا بين يديه الصغيرتين. كانت الشمس تميل نحو مغربها. عد الدراهم الخمسة التي استطاع أن يوفرها طيلة يوم كامل. هده العياء وعلى الرصيف جلس يستريح وعيناه مشدودتان إلى الصبية الأنيقين بحقائب مدرسية أنيقة يعبرون الطريق.أخرج الولاعة وأشعل سيجارة ولم يحلم بشيء غير الجلوس إلىطاولة في المقهى يرتشف شايا وأمامه علبة سجائر ملونة.

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved