قصيدةُ مديحٍ إلى مؤرِّخٍ مغربيّ

2011-04-27

( إلى حسن أورِيد مؤرِّخاً )


هكذا نغرقُ
بين السّـفُنِ اللائي تراءَينَ ، ورملِ الأنظمة
ربّما في لحظةٍ مستحكَمةْ
يولَدُ الضبّاطُ ، أو يهجرُنا نَسْرٌ إلى الريفِ
ولكنّأ سنبقى دائرينْ
في زجاجِ " البلدِ المخْزَنِ" ... نحن المالئينْ
_ كلّما استُنفِدَ بيتُ المالِ _ أوراقَ الدواوينِ
وأوراقَ مُرورِ الـجُـنْـدِ .
قالتْ في الحريقِ الشجرةْ :
هذه النارُ التي امتدّتْ إلى البذرةِ ...
هل تَنبُتُ منها شجرةْ ؟


كان في " سَبْـتَـةَ " هذا الطفلُ ...
لم يحملْ إلى الشاطيءِ ، والبحرِ الذي يُغرِقُهُ ، وهماً
وما كان نبيَّ القهوةِ المغتربةْ
كان بسين الأتربةْ
يفصلُ الصخرَ عن الرملِ ، ويُقصي الأجوبةْ .


يُمطرُ الوحْلُ على أسوارِ مُرّاكشَ
تلك الوردةُ الطينيّةُ الأوراقِ
أيّامَ شمَمْناها تعلَّقْنا بها
ثم انكسرْنا
مثلَها ...
أيّانَ يأتينا زمانُ النظرةِ الأولى
وأيّانَ ترانا قرطبةْ ؟
نحنُ خلفَ العربةْ
قد تَعَلَّقْنا ، وعُلِّـقْنا ، قناديلَ
ولكنْ من زجاجِ " البلدِ الـمَخْزَنِ " ... حيثُ الـمأدُبةْ
حلْقةٌ من رؤساءِ البدوِ
في خانٍ على النهرِ ...
سكارى
يَحكمون الساعةَ المنقلبةْ .


هكذا نغرقُ ، بين السُفُنِ اللائي تراءَينَ ورملِ الأنظمةْ
ربما في لحظةٍ مستحكَمةْ
يولَدُ الضبّاطُ ، أو يهجرُنا نَسْــرٌ إلى الريفِ ...
ولكنّا سنبقى دائرين .

21.01.1975

هامش :
ما فيه لَوٌّ ولا لَيتٌ فتُنقصَهُ لكنّما أدركتْهُ حِرفةُ الأدبِ

 

 

 

 

 

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved