أربع قصــائد

2013-10-30
عشيّةُ الميلاد

ويقولُ بدْرٌ :
مريمُ العذراءُ ...
" تاجُ وليدِكِ الأنوارُ لا الذهبُ "
ولكني هنا ، في لندن الكبرى
مع المذياع والـمِـشوافِ ، يا بدرُ العزيزُ
يَـؤودُني الذهبُ ؛
لا مريمُ العذراءُ تحت النخلةِ الفَرعاءِ

لا الطفلُ  الإلهيُّ  ...
المدينةُ ، سيّدي ، عطَبُ  .
عذارى !
ربما ، من بعدِ عشرينَ افتراشاً !
أيَّ طفلٍ نحنُ ننتظرُ ؟
المسيحُ مضى ، كما تمضي الأغاني دائماً ... 
صلَبوهُ
أو قالوا لنا : اخترَعوهُ من بُرْديّةٍ  ...
والآنَ
في الميلاد
عند عشيّة الميلادِ
تنفتحُ المخازنُ :
ليلُنا ذهبُ  !
.................
.................
.................
سلاماً ، بدرُ
وحدَكَ قلتَ :
" تاجُ وليدِكِ الأنوارُ لا الذهبُ "

لندن  22.12.2012

الشيوعيّ الأخيرُ يَـتـمازَحُ

كان الشيوعيُّ الأخيرُ ، مُوَلَّـهاً !
أمضى ثلاثةَ أشهُرٍ 
ما بينَ قريتِهِ بلندنَ ، والضواحي من أمستردامَ ...
وهو يُطاردُ الغزلانَ ؛
كان يظنُّ أنّ الـحُبَّ يأتي من سماءِ الصيفِ  !
كم هوَ ساذَجٌ !
كم من قطارٍ فاتهُ في الإنتظارِ
وكم قوافلَ أو جآذرَ غادرتْ حتى اختفتْ في الرملِ
أو عند الشــواطيءِ ...
قلتُ :
صبراً ، يا رفيقي
أيُّها الـمُـسْـمى شيوعيّاً أخيراً ...
كُنْ ، كعهدِكَ ، صامداً !
ما نفْعُ أن تشكو إذا نابتْكَ نائبةٌ ؟
أفِقْ
وادخُلْ ، بكل أناقةٍ ، في البهوِ
وانظُرْ نحوَ سُـلَّـمِـهِ الذي في الرُّكْنِ ؛
وادعَكْ قِرطَكَ الفضّيَّ :
................
................
................
سوف تجيء مَن تهوى !

لندن 20.12.2012

تنويعاتُ النبتة المنزليّة

بَعدَها
بعدَ تلكَ التي كنتُ سمَّيتُها
 أوّلاً ،
أقصدُ : النبتةَ المنزليّةَ  ...
أمسيتُ ذا أربعٍ :
نبتةٌ عند زاويةِ البارِ .
أُخرى تُفَضِّلُ أن تتفتّحَ في غرفةِ النومِ .
ثالثةٌ تتألّقُ في شُرفتي وهي تستقبلُ الشمسَ.
رابعةٌ تومِيءُ الآنَ ،  مُتْرَفةً ،  من أصيلِ الحِجازِ.
ولكنني أحفظُ العهدَ
أحفظُ أنّ التي كانت  النبتةَ المنزليّةَ
سوف تظلُّ  (كما كانت) النبتةَ المنزليّةَ
تلك التي كنتُ سـمَّـيْـتُـها 
أوّلاً !

21.12.2012  لندن

صديقتي التي كانت شيوعيّةً في البصرةِ

تقولُ مَن كنتُ أردتُ أن تصحبَني في رِحْلتي الآنَ :
ولكنّكَ ، يا سعدي ، بلا بيتٍ !
أجـبْـتُها : لكنّ لي سقفاً ...
ولي بيتٌ بهِ بابٌ
به غرفةُ نومٍِ
و به مكتبةٌ مُثلى
وما أستقبلُ الناسَ بهِ  : بيتُ معيشةٍ ؛ 
بل إنني ألمحُ من شُرفتهِ الغابةَ والبحيرةَ الكبرى ...
أنا شيوعيٌّ
ولا أريدُ أن أملِكَ .
مَنْ يملِكْ يكُنْ عبداً لِما يملِكُ ...
................
................
................
هل أسألُكِ الآنَ :
أما كنتِ، الشيوعيّةَ ،  في البصرةِ ؟
قولي ...
ما الذي غيَّرَكِ اليومَ إذاً ؟

لندن  21.12.2012

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved