ربات الكعوب العالية يدرن امريكا باصابعهن المطلية بالخضاب وعشرة منهن اقواهن بأسا في الحياةالامريكية 
ماهي القوة؟ ومن يملك زمامها في امريكا؟ هذه الاسئلة لا يمكن الاجابة عنها، فالقوة الآن رجراجة ولكن رغم ذلك فان الاكيد ان المرأة اليوم في مواقع اعظم وفي ميادين كثيرة جدا لم تكن ممكنة سابقا. تقول مجلة (انكارتا Encarta) الآن هناك في الولايات المتحدة الامريكية عشر نساء يصنعن ويشكلن ويبدلن العالم، شاء ذلك اصحاب اللحى المخضبة بالحناء ام ابوا. هن كما يلي:
1 - (نانسي بيلوسي): ولدت عام 1940 وهي الشخصية الثالثة في امريكا بعد رئيس الجمهورية ونائبه. وُلدت (بيلوسي) في بلتيمور في اسرة كبيرة ايطالية - أمريكية وتنتمي للكثلكة. هي الآن (متحدثة المجلس)  مجلس النواب.

 (بيلوسي) المرأة الاولى في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية التي تقود حزبا في (الكونغريس) مجلس النواب الامريكي تترأس الحزب الديموقراطي الاقل تمثيلا في البرلمان لمدة خمس سنوات. كانت الناقدة لسياسة بوش في قضية العراق ومما قالته (بيلوسي) في عام 2004 (على امريكا ان تكون ضوء للعالم وان لا تكون صاروخا).

 دورها هذا حدد معالم (جيل جديد للمرأة القائدة). (نانسي بيلوسي) كثيرا ما تشاهد على شاشات التلفزيوني وهي تتحدث باسلوب أخاذ ومنطق عالي وكامرأة تترأس الحزب الديموقراطي الذي يتضمن الكثير من الرجال المشاهير لكنها فاقتهم جميعهم في الرئاسة. انتخبت (نانسي بيلوسي) بأغلبية 223 صوتا، وهي غالبية أصوات أعضاء مجلس النواب المؤلف من 435 عضوا. هي واحدة من بين 126 عضو ديموقراطي في مجلس النواب صوّتوا ضد استخدام القوة في العراق عام 2002 الا أنها عادت وصوّتت لتمويل الحرب بعد ان تمّ الاحتلال.

2 - (كوندوليزا رايس): في اسم كوندوليزا الوردة السوداء حلاوة تعبير موسيقية، ويعني بالايطالية (حلاوة الأداء) وكانت وزيرة بلا وزارة مستشارة فعالة منذ عهد جورج بوش في رئاسته الاولى، مما جعلها عضوة موثوقة في دائرة بوش في رئاسة الجمهورية. وفي العهد الثاني من رئاسة بوش اصبحت وزيرة زمن الحرب ولا شك ان اسم (كوندوليزا رايس) سيدخل في كتب التاريخ. (كوندوليزا رايس) بالاظافة الى صوتها المدوي في واشنطن فهي الصوت الذكي المدوي في العالم، عندما تتحدث في المحافل الدولية تجد كلماتها تنساب انسيابا من فمها دون تبدل في لمحات وجهها وهذا شأن السياسيين المحترفين الذين يعرفون ما يقولون وما يعنون. وفي الاجتماعات العديدة مع الرؤساء تجدها تضع ساقا على ساق وكانها المتملكة للموقف وفي كلماتها افحام للطرف الآخر وعندما تخطف الكامرات التلفزيونية مشيتها تأخذ بألباب المشاهدين، وكأنها ظبية يمشي خلفها العشاق.

 اخذ تدرج كوندوليزا رايس في السياسة منحا سريعا. التحقت اولا بالحزب الديموقراطي ثم تركته 1982، الى الحزب الجمهوري. عملت في أوائل التسعينيات مديرة لمجلس الأمن الوطني، وكبيرة خبراء الشؤون السوفيتية وشؤون شرق أوربا تحت إدارة الرئيس بوش الأب؛ لانها تتكلم الروسية بطلاقة، و خبيرة في التاريخ الروسي وفي عام 1993 أصبحت أول وأصغر سيدة سوداء تشغل منصب رئيس مجلس جامعة ستانفورد. كانت (كوندوليزا رايس) موضع اعتماد الرئيس بوش الأب لمعرفتها الواسعة في سياسة الاتحاد السوفيتي، وفي احدي المناسبات قدّدمها بوش الأب للرئيس السوفيتي (ميخائيل غورباتشوف) قائلا له (هذه كوندوليزا. إنها تخبرني بكلّ شيء أريد أن أعرفه عن الاتحاد السوفيتي).

3 - (ساندرا دي اوكونور): متقاعدة قاضية المحكمة العليا في الولايات المتحدة الامريكية بدأت الرئاسة منذ 1981 مارست انتمائها قوية في الحزب الجمهوري، بيد ان اختيارها الوسط جعلها عنصرا شرسا بين الجمهوريين والديموقراطيين. (ساندرا دي اوكونور) كانت اول امرأة تعمل في المحكمة العليا. قالت (السلطة التي فرضتها على المحكمة العليا بقوة منطقي ليست متواجدة في جنسي) اي المرأة. تقاعدت عام 2006. أعلنت (ساندرا دي اوكونور) أخيرا انها ستتقاعد. وكان صوت (ساندرا دي اوكونور) في كثير من الأحيان حاسما مما حدى ببعض المعلقين الامريكيين الى وصفها (بأقوى امرأة أمريكية). وهي أول قاضٍ في محكمة العدل الأمريكية تحيل نفسها على التقاعد منذ عام ،۱۹۹۴. كان الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان قد عينها في منصبها عام ۱۹۸۱ .

في بيان صدر عن البيت الأبيض وصف بوش (ساندرا دي اوكونور) بأنها (قاضية مجتهدة ومثابرة حصلت على احترام بمستوى عالمي). ورغم ان (ساندرا دي اوكونور) كانت محافظة حين التحاقها بالمحكمة العليا الا أنها أصبحت تنتمي الى الوسط لاحقا وصوتت لصالح قضايا ليبرالية ومحافظة على حد سواء. وكانت تنظر الى الاجهاض على انه (لا يتنافى مع الدستور وليس فوق الجدل) وهذه من المواقف التي اهتدت بها المحكمة العليا. وكانت هناك استعدادات على مدى سنوات لخوض معركة بين الليبراليين والمحافظين حول تعيين قاض جديد في المحكمة العليا. وكان الاعتقاد السائد أن رئيس المحكمة (وليام ريهنكويست) البالغ من العمر ۸۰ عاما والذي يعاني من سرطان الغدة الدرقية سيكون أول القضاة الذين سيتقاعدون، ولكن تقاعد (ساندرا دي اوكونور) التي توصف بأن صوتها كان حاسما جعل موضوع تعيين قاض جديد أكثر الحاحا.

4 - (هيلاري كلنتن): اول زوجة رئيس جمهورية تصبح عضوة في مجلس الشيوخ ممثلة نيويورك الولاية الثالثة في كثافة السكان ولها دور في الحزب الديوقراطي وهي الآن تسعى بجنون لتكون اول رئيسة جمهورية في الولايات المتحدة الامريكية عن الحزب الديموقراطي في انتخابات هذا العام 2008. (هيلاري كلنتن) أنثى فولاذية ترنو إلى أعلى المناصب وإلى منازلة أقوى الرجال. لذا لما عرض (بيل كلينتون) عليها الزواج رفضته أكثر من مرة لأنها كانت تريد التركيز على مستقبلها بواشنطن، ويقال إن (كلينتون) لم يمل من تكرار عرضه. فشلت (هيلاري كلنتن) مرة في اجتياز امتحان الحصول على اجازة ممارسة المحاماة في واشنطن، وفي تلك اللحظة قررت (هيلاري كلنتن) الزواج من (بيل كلينتون).

خلال فترة حكم (بيل كلينتون) لأركانساس تعرض لاتهامات مختلفة بإقامة علاقات جنسية غير مشروعة، ويقال إن (هيلاري كلنتن) ضاقت ذرعا منه كثيرا بتلك الاتهامات وفكرت أحيانا في الطلاق منه. (هيلاري كلنتن) تقدم نفسها كامرأة متحررة ومناصرة لحقوق النساء تطالب بمساواة المرأة مع الرجل وترفض معاملة المرأة أو الزوجة غير العادلة، لذلك لم يفهم أحد كيف ترضى لنفسها الحياة مع رجل كثير النزوات مثل (بيل كلينتون)، بل كيف أنها غطت على تلك الفضائح إلى حد سعيها إلى تقويض حجج النساء اللاتي اتهمن زوجها، والظهور معه أمام عدسات الكاميرا للدفاع عنه، حتى بعد اعترافه بإقامة علاقات غير شرعية في فضائح شغلت أميركا والعالم كفضيحة (مونيكا لوينسكي) ولابد ان (هيلاري كلنتن) في غرفة النوم قد ضربت زوجها (بيل كلنتن) المجنون بالجنس مع الاخريات.

قبل نهاية رئاسة (بيل كلينتون) رشحت (هيلاري كلنتن) نفسها لعضوية مجلس الشيوخ عن إحدى أهم الولايات الأميركية (نيويورك)، وفازت بالمنصب مرتين متتاليتين ولولا كونها كانت الامرأة الاولى في البيت الابيض لما فازت بتلك الانتخابات ولو كان (بل كلنتون) قد نحي من منصبه اثر فضيحته مع (مونيكا لوينسكي) لما نالت هذه الشهرة.

 معضلة المرأة الفولاذية قائمة على مواقف (هيلاري كلنتن) المتقلبة حول الشرق الأوسط، ففي عام 1998 قابلت (سهى عرفات) زوجة (ياسر عرفات) في الأرض الفلسطينية المحتلة، وهي زيارة عرضت هيلاري لسخط اللوبي الإسرائيلي في أميركا الذي عارض مواقفها المساندة لقيام دولة فلسطينية مستقلة. وعندما دخلت (هيلاري كلنتن) السباق على عضوية مجلس الشيوخ الأميركي في العام التالي أعادت صياغة مواقفها نحو الصراع العربي الإسرائيلي سعيا لكسب ود لوبي إسرائيل في نيويورك وعبر أميركا. فأعلنت تأييدها لجعل القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، كما طالبت بنقل السفارة الأميركية إلى هناك، وركزت على نقد مناهج التعليم الفلسطينية باعتبارها تنشر الكراهية وتعلم الأطفال الفلسطينيين كراهية الإسرائيليين، مطالبة بمراقبة ومكافحة (العداء للسامية) في أوساط الفلسطينيين. كما أكدت (هيلاري كلنتن) أنها تسعى للحوار المباشر مع نظم معادية كإيران بهدف معرفتها من الداخل ومعرفة كيف يمكن (هزيمة ايران).

5 - (ماركريت "ميك" ويتمان): ولدت عام 1956 الرئيسة التنفيذية في مؤسسة (اي بيه eBay) منذ 1990 حتى 2008 المؤسسة الفضائية الشهيرة وعملت في المؤسسات التجارية التقليدية كشركة (والت ديزني) وغيرها بيد انها ابرزت (اي بيه eBay) بقوتها وجعلتها (منافسة شرسة في فضائيات المزادات العالمية). ماركريت "ميك" ويتمان التحقت بمؤسسة (اي بيه) عندما كانت صغيرة تضم 30 موظفا براسمال قدره 4 ملايين دولار وبقدرتها وخبراتها جعلت من مؤسسة (اي بيه) محركا تجاريا عالميا له ليس له ضريب في العالم والتاريخ. تقول مجلة (فوربس) ان (ماركريت "ميك" ويتمان) تساوي الآن 1.4 بليون دولار عام 2007. وجعلتها (مجلة تايم) الامريكية الشهيرة واحدة من سبع نساء شهيرات كن (الاكثر تأثيرا في العالم). كانت في بداية حياتها تعمل مع اكبر مؤسسة تتولى توصيل الزهور للبيوت ثم انتقلت الى مؤسسة تصنع احسن انواع لعب الاطفال.

6 - (روث بيدر كينزيرك): قاضية في المحكمة العليا في الولايات المتحدة الامريكية، اثر تخرجها من جامعة كولومبيا بالمرتبة الاولى كافحت (روث بيدر كينزيرك) كفاحا عنيفا للحصول على وظيفة يتولاها تقليديا الرجال. علمها وممارساتها قلبت شكل المهنة المخصصة للرجال وبذلك انهت شكل المهنة المبرمجة للرجال وبذلك انهت التمييز الذي تمارسه (المؤسسة التقليدية) تجاه المرأة.

7 - (آن سويني): تتولى ادارة الاعمال الاعلامية، رئاسة (شركة والت ديوني) ومجموعة (تلفويون أي بي سي ABC Television Group). منذ ان اصبحت (آن سويني) رئيسة عام 2004 وهي تقدم برامجا يشاهدها الملايين.

8 - (اوبرا وينفري): مقدمة برامج حواري ولها شخصيتها العالية العالمية، تحظى بالاهتمام على مواقع الانترنت والصحف والمجلات وفي القنوات التلفزيونية والاذاعية. اشتهرت من خلال برنامجها التلفزيوني (برنامج اوبرا وينفري Oprah Winfrey show)، وهو برنامج يومي يتضمن مقابلات ومناقشات، يبث في 112 دولة ويترقبه 30 مليون امريكي اسبوعياً، تثير الكثير من مشاكل المجتمع الامريكي بهدف ايجاد الحلول فتوجدها .

الجدير بالذكر ان برنامجها يتميز بالبعد عن الابتذال، كما أن طريقة تقديمها للبرنامج ارتقت إلى الحوار المتحضر والتواصل والتشويق المستمر. وهي مديرة تنفيذية في الاعلام عندما نجحت في تنفيذ برامجها منذ عام 1986 في الوكالة الوطنية قررت في النهاية تاسيس وكالة انتاج ملك لها كما احتفظت بحق التوزيع وبذلك خلقت (امبراطورية اعلام), اما (نادي الكتاب) الخاص بها فقد اصبح القوة الفاعلة العظمى في عالم النشر في العالم. (التأثير الاوبري) جعلها توا في قمة الكتب المباعة.

 في 2004 قدرت مؤسسة (فوربس) ارباح اوبرا وينفري اكثر من (بليون) - ليس مليون - دولار. الواقع ان (اوبرا وينفري) قبيحة الوجه الا انها بالاستعانة بملكات التجميل الملحقة بتلفزيونها وبالجراحة التجميلية جعلها تظهر بوجه جميل وبشعر اخاذ الى درجة انها تظهر على غلاف احدى المجلات في كل اسبوع تقريبا وكانها ملكة جمال. الواقع ان (اوبرا وينفري) هي و (كوندوليزا رايس) من المنتميات الى السود الذين يريدون ترك الماضي للسود والبدء بحياة جديدة عكس ذاك القس الاسود (جيسي جاكسن) الذي يظهر على التلفزيون ناظقا ياسم التزمت الاسود ومحرظا على العنف.

9 - (مارثا ستيوارت): قطبة اعلامية بارعة الجمال انشأت (امبراطورية اعلامية) مستغلة كفائاتها في الطبخ والحدائق والبيت. في عام 1999 شكلت (مؤسسة اومني ميديا Omnimedia) وادرجتها في (بورصة نيويورك). الا انها لاقت الصعاب في فعالياتها التجارية حبث أدينت بالاحتيال في سوق الأسهم حسب معلومات سرية وسجنت فبقيت في السجن من عام 2004 حتى عام 2005 ، لكنها ماتزال الآن تدير برامجها التلفزيزنية عبر الولايات المتحدة الامريكية والعالم. شركة (أومني ميديا) التي ترأسها(مارثا ستيوارت)، تملك اكثر أسهمها المتخصصة في تسويق المواد التجميلية والديكور والمواد الغذائية وكانت (مارثا ستيوارت) تقدم برامج تلفزيونية تتخصص بوصفات الوجبات والترتيب المنزلي والماكياج النسائي وغيرها من الأمور التي تهم السيدات وربّات البيوت، واستخدمت برامجها التلفزيونية ومجلاتها لتسويق منتجات الشركة. وبلغ إيراد أومني ميديا قبل دخولها السجن 175 مليون دولار وانهار إلى 127 مليون دولار بعد إدانتها وسجنها اما السمسار الذي دفعها الى الخطأ فهو لايزال في سجن في نيفادا، الا ان مارثا ستيوارت عادت من السجن متعافية ورجعت في تقديم برامجها التلفزيونية.

10 - (الدكتورة جولي لويس كيربردنك): مديرة (مراكز السيطرة ومنع الامراض), وهي بالاظافة الى ذلك مديرة (وكالة المواد السامة, وتسجيل الامراض) منذ 2002 وهي تتولى (جهود التحضير لمواجهة الارهاب الحياتي) اي استخدام المكروبات في الاعمال الارهابية في مقدمة اهتماماتها. (الدكتورة جولي لويس كيربردنك) استجابت لهجمات (مكروب الانثراكس) في عام 2001 واثرها وضعت برامج منع انتشار الاصابات والمقاومة المضادة للمكروبات وتجنب الاخطاء الطبية خلال المواجهة وتوفير العلاجات.

 الدكتورة جولي لويس كيربردنك تخصصت في ابحاث (الايدز) ثم غدت متحدثة بارزة وناطقة رسمية حكومية عندما حدثت هجمة مرض الانثركس، ومن ثم عينت رئيسة لمراكز السيطرة ومنع الامراض. وهي متخصصة ايضا في الامراض الداخلية،واول الباحثين في موضوع تعرض العاملات والعاملين في الحقل الشفائي للامراض اي الممرضات.
توما شماني - تورونتو عضو اتحاد المؤرخين العرب