بحزن وأسف ومرارة تلقى أدباء وكتاب ومثقفو مدينة البصرة رحيل الشاعر (مهدي محمد علي) ليل27 / 28 الجاري في أحد مستشفيات مدينة حلب السورية ، والتي يقيم فيها مع زوجته وابنته منذ أكثر من عقدين. ويؤكدون إن وفاة العزيز (مهدي) خسارة فادحة لهم و للثقافة الوطنية العراقية الديمقراطية . لقد أجبر النظام المنهار الزميل الشاعر (مهدي محمد علي) من خلال مطاردته ومحاولة اعتقاله، على الرحيل بعيداً عن مدينته ووطنه عبر بادية السماوة، في رحلة مضنية وشاقة استمرت لمدة ثمانية أيام، بواسطة المهربين نحو الكويت،
في نهاية عام 1978. بقي (مهدي) منذ ذلك التاريخ وهو ينتقل من منفى إلى منفى، وعينه على وطنه العراق ومدينته البصرة التي خصها بكتابه النثري المتميز (البصرة..جنة البستان) دار المدى دمشق 1998، كما واصل التعلق بمدينته وناسها وأصدقائه فيها، عبر كتاباته النثرية المتنوعة، وقصائده التي ضمتها دواوينه التي أصدرها في المنفى، إذ صدر للفقيد الغالي ديوانه الأول /رحيل عام 78/ وزارة الثقافة والإرشاد القومي / دمشق 1983 /. وصدر له بعد ذلك المجاميع الشعرية التالية: سِر التفاحة/دار بابل/ دمشق 1987/، شمعة في قاع النهر/وزارة الثقافة السورية 1995/، خطى العين/ اتحاد الكتاب العرب/ دمشق 1995/ ، سماع منفرد/ دار المدى للثقافة والنشر/ دمشق 1996/، ضوء الجذور/ وزارة الثقافة السورية 2001/ ، قَطْرُ الشَّذى/ الهيئة العامة السورية للكتاب 2008. والراحل الشاعر(مهدي محمد علي) ولد في البصرة عام 1945 ونشر أولى قصائده في عام 1961. تخرج من كلية الآداب /جامعة بغداد/ عام 1968 ومارس التدريس في مدارس البصرة، حتى لحظة هروبه منها، وهو عضو هيئة تحرير مجلة "الثقافة الجديدة".
إن أدباء وكتاب البصرة ينتابهم الأسى العميق والمرارة البالغة على هذا الرحيل المبكر لزميلهم الشاعر والصديق الرائع (مهدي محمد علي) الذي لم يهادن في حياته المؤسسات السلطوية أو يتناغم معها قط ، تحت أي ظرف قاس مرّ به أو واجهه، ويؤكدون إن (مهدي محمد علي) سيبقى مثلاً يحتذي به في مسيرتهم الثقافية داخل مدينتهم، ووطنهم العراق وشعبهم الناهض من رماد القمع والتعسف والحروب العبثية الخاسرة والاحتلال، والذي سيواصل بصلابة ودون تراجع مسيرته كما واصلها مواجهاً الدكتاتوريات السابقة والراهنة. الذكر الطيب والدائم للصديق الفقيد الغالي الشاعر(مهدي محمد علي) والفخر بسيرته الحياتية الناصعة ، ومنجزاته الأدبية والثقافية المتنوعة المتميزة والمتعددة.
" صديقٌ "