( رائدات المسرح العراقي ) 3

2017-10-11
فخريه عبد الكريم ( زينب ) ( 1931 - 1998 ) ارتقت خشبة المسرح عام 1958
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/6d1666af-22e3-41e4-9868-95fd5aa3830c.jpeg
 
ولدت فخريه عبدالكريم ( زينب ) عام (1931-1998)  في الكوت، وسط عائله كبيره يعيلها موظف حكومي ( مدير زراعة الكوت )، وشهدت طفولتها في المدينه تناقضات ونمو التيارات السياسيه الوطنيه المعاديه للاستعمار، ووجدت انعكاس هذا التيار في البيت، احد اشقائها كان ينتمي الى حزب الاستقلال، والاخر كان شيوعيا، ووالدها رجل متدين متسامح .

مالت منذ ان بدأت تعي بقوه الى افكار اخيها الشيوعي، وفي سن مبكر، انخرطت تشارك في المظاهرات التي كان يقوم بها الشيوعيون، وكانوا آنذاك كما تصفهم زينب (... يوجد منهم نفر قليل العدد في المدينه، لكن بأستطاعتهم انذاك تجييش المظاهرات الجماهيريه الضخمه ) .

في نهاية الاربعينات انهت الدراسه الثانويه، ودخلت دار المعلمين العاليه في بغداد، وتخرجت عام 1952 تحمل بكالوريوس في الادب العربي .

وبعد التخرج من الجامعه، عينت مدرسه لّلغه العربيه في الكوت في عام 1953 لم تستمر في عملها سوى اشهر، ومن البدايات اظهر المتنفذون في المدينه انهم غير راغبون بان تستمر المدرّسه الشيوعيه في عملها بالمدرسه، فطلبت الانتقال للعمل في مدرسه اخرى في مدينة العماره، وبعد اشهر فوجئت بنقلها من العماره الى الرمادي، وبعد شهر نقلت الى مدينة الشطره، وبعد ايام من اتتقالها طردت من العمل مع اخويها لاسباب ( مقتضيات المصلحه العامه ) .ولم تعد للعمل الا بعد تموز 1958، تفرغت في فترة البطاله الطويله للعمل الحزبي بعد ان تزوجت من زميل كان لها في الدراسه بدار المعلمين العاليه ( نوري اكبر )، زوجها الاول الذي دعمها وشجعها وساند خطواتها الاولى بمعية اشقائها في السينما ( سعيد افندي ) 1967، ثم في المسرح لاحقا بعد تموز 1958، مفتتحه مجدها الفني، ومجد المسرح السياسي، في اول مسرحيه لها، ولفرقة المسرح الفني الحديث ( اني امك ياشاكر )، الذي دام عرضها بلا توقف لشهر كامل وثلاثة ايام في العرض الاول لها، وثلاثة اسابيع في العرض الثاني لها في العام التالي، وهذا الرقم يعتبر في حينها اطول مدة عرض لمسرحيه تقدم في العراق . ولاقت المسرحيه انبهارا غير عادي حتى على مستوى رجال المسرح آنذاك، تذكر زينب بأعتزاز كيف ان قيادة ثورة 14 تموز قد شاهدت المسرحيه وجاءوا ليحيوها خلف الكواليس وتذكر ايضا ان سلام عادل وحسين ابو العيس واخرين من قيادة الحزب هنأوها على ادائها في المسرحيه، وتصف بتأثر اول لقاء بها بيحيى فائق فتقول (...جاءني وانا خلف المسرح بعد العرض، رجل اشيب وجثم على الارض واخذ بيديه قدمي، وانا في ملابس ام شاكر، فارتعبت وحاولت ان اسحب قدمي، الا انه اصر وقال لي انه يفعل هذا تقديرا منه لام شاكر التي هي رمز لكل ام عراقيه مناضله )
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/7079036c-bca3-4e39-bdba-357c924334a2.jpeg
برزت زينب بسرعه بعد هذا العمل كما لم تبرز أي ممثله من قبلها، اذ احدثت ( آني امك ياشاكر ) ضجه اعلاميه كبيره في الصحف والاعلام حول المسرحيه وحولها كممثله، حتى ان الناس في الشارع ومعارفها واصدقائها اخذوا يلقبوها ( بأم شاكر ) واطلق عليها بعد ادائها لهذا الدور لقب ( فنانة الشعب ) عززت كثيرا من ثقتها بنفسها، والشعور بالرفعه والشموخ والسمو التي لازمت شخصيتها حتى وفاتها، وظلت وفيّه لمثل ( أم شاكر ) البطوليه التي تقمصتها في حياتها العاديه، وهي في الواقع رغم ثراء تاريخها الفني الحافل بالاعمال المسرحيه الهامه، وتنوع الشخصيات التي ادتها طوال 45 سنه في المسرح، الا انها بقيت للنهايه معتزه بأدائها لهذه الشخصيه، كأنها لم تؤد في حياتها سوى شخصية ( آني امك ياشاكر ) لربما استمدت في اواخر ايامها وهي تصارع السرطان سر القوة في مواحهه المرض من هذه الشخصيه التراجيديه .

المسرح بالنسبة لها كما تذكر في لقاءاتها الصحفيه عباره عن وسيله للتعبير عن افكارها ومعتقداتها وانحيازها الى جانب الشعب، ولاتعتبر نفسها انها فنانه وكفى، بل هي فنانه شيوعية .

اضطرت بعد انقلاب شباط 1963 الاختفاء في كردستان الى نهاية عام 1964 حيث طرد الانقلابيين بأنقلاب عسكري مضاد، وعادت الى بغداد بعد ان هدأ الوضع، لتبدأ حياة صعبه فقد انفصلت في هذه الفتره عن زوجها الاول، وعاشت في بيت شقيقها، في وضع اقتصادي صعب، فمارست مهنة الخياطه بالقطعه في البيت لتعيش، ولم تعد الى الوظيفه الا بعد عام 1968 .

عادت لفرقتها ( فرقة المسرح الفني الحديث ) بعد اعادة اجازتها عام 1965، وسافرت معها الى الكويت سنة 1966 ،

تزوجت ثانية من الفنان لطيف صالح في بدايات السبعينات من القرن الماضي، وتركا معا العراق في عام 1979 ليعيشا حياة شاقه وصعبه في المنافي بدءا من الكويت وبلغاريا واليمن وسوريا واخيرا في السويد حيث توفيت بمرض السرطان هناك عام 1998، ودفنت في مدينة يوتوبوري بالسويد حيث كانت تعيش .

كانت تحاول في أي بلد تحل فيه في الغربه ان تلف حولها الشباب المسرحيين وتشكل منهم فرقه تقدم عملا او عملين وينفرط عقدها، بتشتت اعضائها، وزينب مثقفه من طراز جيد، كتبت القصه والمقاله ونشرتها في الصحف منذ اوائل الخمسينات بأسماء مستعاره، مرة بأسم ( سميرة الفقراء ) ومره اخري بأسم ( زينب ) وكتبت التمثيليه التلفزيونيه والاذاعيه .

اشهر اعمالها بعد ( آني امك ياشاكر ) ( الخال فانيا ) و(عقدة حمار ) و( البستوكه ) و( فوانيس) و( وصوره جديده ) و( النخله والجيران ) و( الخرابه ) واخر اعمالها في الفرقه قبل ان تغادر العراق ( بيت برناردا البا )

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved