لقد سمعت للتو من رفيقته الأستاذة أقبال محمدعلي أن الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف يصارع المرض . سعدي يعد من أعظم الشعراء المعاصرين الذين كتبوا بالعربية، وهو مع أدونيس ومحمود درويش، أحد عمالقة الشعر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين. استمدت ممارسة سعدي الشعرية من العديد من المصادر، من الأغاني الشعبية في جنوب العراق حيث نشأ إلى زهد المعري، ومن الصور الشفافة للشاعر الصيني لي بو إلى أغاني لوركا العميقة، بالإضافة لإرتباط وحوار مستدام مع شعر السياب. نشر سعدي ما يزيد عن 40 مجلداً من الشعر والمقال الأدبي والقصصي، وعددا أكبر من الترجمات تنوعت من قصائد والت ويتمان الامريكي لروايات نقوقي وا ثينغو الروائي الكيني. كان لي الشرف بتقديم أعمال سعدي الشعرية لقراء اللغة الإنجليزية، وعلى مر السنين أصبح سعدي صديقًا عزيزًا ومرشدا عميقًا ومضيفا كريما مبهجا كلما ألتقيت به. أتمنى لسعدي الشفاء العاجل وأن أراه قريبا في بيته المتواضع الجميل. ولا يفوتني كغيري ممن قرأوا شعره أن أشكره على ما أضافه للغتنا وللشعر العالمي من دقة في التعبير وروعة في الإيقاع، وللحس المرهف الذي صور به حياتنا ومعاناتنا والذي بات أسلوبا شعريا يكرم الفرد والإنسان أين ما كان. شكرا سعدي، قلبي وقلوبنا جمعيا معك .