03.07.2011
الأحد ليس كسواه من الأيّام في " حانة البريد " ، فالزبائنُ الثابتون يأتون متأخرين ، ليجدوا أن أماكنهم الأثيرةَ احتلَّها سواهم ، من روّاد الأحد .
والحقّ أن روّاد الأحد ، مثل سيارات الأحد التي لا تظهر إلاّ فيه ، يختلفون عن الزبائن الثابتين ،
إذ هم يَبدون شبه مرتبكين في مكانٍ لم يألفوه ، وبين وجوهٍ لم يعتادوا على مَرآها.
في العادة ، يأتون مبكّرين ...
لا أدري إنْ كانوا سيغادرون الحانةَ مبكِّرين .
هذا أوّلُ أحدٍ لي في المكان ، وآخرُ أحدٍ ، فلسوف أفارق طنجة يوم الجمعة التاسع من تمّوز
( يوليوز ) عائداً إلى لندن ذات الصيف البهيّ.
جئتُ مبكراً ، في الحادية عشرة ونصفٍ صباحاً .
لم أطلب نبيذاً أحمرَ.
الوقت مبكرٌ .
طلبتُ بيرة " اللقلق " العريقة ، الآتية من فاس .
فاس للبيرة . مكناس للنبيذ !
لستُ من شاربي البيرة ، لكنْ لابدَّ ممّا ليس منه بُدُّ !
أجلسُ وحدي ، مع الّلابتوب .
أصدقائي المغاربةُ ذوو مواعيد غير انجليزيّة ، وعوائدَ غيرِ انجليزية في ما اتّصلَ بالوقت والساعة .
أنا أيضاً لستُ انجليزيّاً !
خيرٌ لك أن تُجالسَ الّلابتوب منتظراً جودو !
( للمناسبة ، زار صموئيل بيكيت طنجة وكان يجلس في " قلب طنجة " غير بعيدٍ عن حانة البريد هذه ).
مساءَ أمسِ ، قال لي عبد الله ( وهو نادلٌ في مقهى ويكتب روايات بالأمازيغية ) إنه سيأتي إلى
" حانة البريد " ليلقاني ، فهو لا يشتغل يوم الأحد .
عبد الله لم يأتِ .
ومَن قالوا إنهم سيأتون لم يأتوا أيضاً .
وزجاجةُ " اللقلق " كادتْ تَفرَغ.
الصفحة اكتملتْ . أنا الآن أطلبُ نبيذاً ، فالساعة تجاوزت الثانية عشرة ، وأنا حريصٌ على الأخذ بوصيّة سركون بولص ، وصيّته ضد الإدمان !