طفلين..
نجلس فوق جسر عتيق
معلق بين انتظارين..
نقرأ ما تيسَر من سِفْر الكذب الأبيض..
نراقب أزواج اللقالق
تختفي وراء جبل "بوعقيقة"*..
وأحكي لكِ نكاتا وقحة..
تزرع الكرز في وجنتيكِ
قبل عشرين سنة..
وحزنين
وذاكرة مشروخةٍ..
زرعنا في مجرتنا
بنفسجتين..
واحدة للحلم
وأخرى ألبس في مخدعها
ظلا أطول مني ..
وتلبسين ظفائر "جودي أبوت"..
أمسح مطرك
بمنديل نظرة بريئة
تطل من نافدة شوق يشاكس
شعرك الأحمر ..
نغني معا :
"أشعلت بدربي الشمعة ..
عن خدي مسحت الدمعة
فمن تكون؟
من تكون؟
أجبني من تكون من أنت؟
من تكون؟"
في الحلقة الأخيرة من المسلسل
تطل سحب الوداع من عينيك..
تنقلها رياح الشمال إلى بؤبؤ ظلي
أغطي نظرتي بورقة توت..
وألبس ظل "جون سميث" مرة أخرى
عندها أهرب..
للمرة الأولى!
بعد عشرين سنة..
يمضغنا السفر
ترمي بنا المسافات
في أمزون المتاهة..
يمسح بنا الوقت جدران
قبو ضريح الذاكرة
نحاول الهرب..
ندخن حشيشة النسيان
نلوك جلد فكرة
أقيم عليها حد الخروج
في مظاهرات دون ترخيص
تعتقلنا الذاكرة..
متلبسين ..
بمحاولة الهرب مرة أخرى!
جبل بوعقيقة*: جبل يوجد بمدينة وزان شمال المغرب
مــصــطـفـــى الـبـقــــالــي
شاعر وقاص من المغرب.
منتج أخبار، مراسل صحفي، ومدون
فائز بجائزة الإبداع الأدبي، إحدى أهم الجوائز الأدبية في المغرب، والتي تنظمها قناة "دوزيم"
المغربية لموسم 2008-2009.
له مجموعة قصصية قيد النشر (عندما قتل البنفسج!!) .
وديوان شعري " سأسرق الهيكل العظمي لظلي!!"
من أشهر المدونين العرب ..
حاصل على المرتبة الثالثة عالميا كأفضل مدون فيديو في مسابقة "البوبز" العالمية لسنة 2008 في تصويت المستخدمين.
للكاتب مساهمات أدبية كثيرة في الجرائد والمواقع الأدبية، بالإضافة... (read more)
ترجع أصوله إلى عائلة "أولاد البقال" التي تعتبر من اكبر العائلات العريقة في المغرب، حيث تعود جدورها إلى بيت النبوة..استقرت في المغرب بعد نزوحها من الحجاز قبل عدة قرون.
ظهرت موهبة مصطفى البقالي في الكتابة في وقت مبكر جدا، حين بدأ في نشر كتاباته في المجلات المدرسية وهو في عمر13 سنة .
قالو فيه
كان لقلم الشاعر السعودي رشدي الغدير الحائز على جائزة وارسو البولندية للشعر المعاصر دورًا في وصف رمز من رموز الإبداع !
فقال:قليلون هم الشعراء العرب الذين يتمتعون بحالة انقشاع داخل المحيط الشعري والعربي ومن بين هؤلاء، لا نعثر على واحدٍ استطاع فرض ذاته واحتلال موقعٍ مرموق في المحيطين معاً... باستثناء مصطفى البقالي وهو صديق وشاعر صاحب مسارٍ مزدوج وساطع، آخر محطاته هو فوزه بجائزة الادب
كنتيجة حتمية لجمال انتاجه وكثافة نصوصه السردية المنسدلة بالصور والتجليات رغم غموضها ،ولا بد من استجلاء بعض الغموض الذي يجعل صفة القصيدة عند مصطفى البقالي وسيلة حياة وبعث متجدد وعمل جدي منهك ومتعب ويقترب به من الموت
تحية حب واعجاب الى الصديق الشاعر مصطفى البقالي
ونبارك له في السعودية فوزه بجائزة الابداع الادبي على مجموعته القصصية ( عندما قتل البنفسج)
للتواصل: mustapha@elbakkali.com