يتفق السكان المحليون في قضاء القرنة على أن شجرة آدم التي تقع عند التقاء نهري دجلة والفرات في مركز قضاء القرنة 85 كم شمال البصرة، هي أقدم شجرة في المنطقة إلاّ أنهم لا يعرفون عمرها الحقيقي وسر بقائها، وهو الأمر الذي مازال يثير جدلاً في أوساط علماء النبات والمؤرخين .

لكن حسب تقديرات المختصين أن شجرة آدم لا يقل عمرها عن ألف عام وهي شجرة سدر فاقدة للحياة منذ عقود من الزمن، والغريب في الأمر أن ما تبقى من أثرها لم يتحلل على الرغم من اختفاء أثر مئات الأشجار المماثلة التي كانت تنتشر في نفس المنطقة .

بينما يرى خبير الآثار محمد خيون أنه من الصعب تعيين عمر شجرة آدم على وجه الدقة لأن عمرها يتجاوز حدود المألوف بفارق كبير .

ويذهب البعض إلى أن الشجرة الحالية ليست شجرة آدم التي ورد ذكرها في القرآن، ومن يروج لهذا الرأي يتجاهل العديد من ثوابت الأديان اذ أن هذه الشجرة كانت تعرف حتى عهد قريب بشجرة إبراهيم، لأن النبي إبراهيم الخليل قد وطأت قدماه القرنة سنة 2000 قبل الميلاد حيث صلى في مكان الشجرة وتنبأ بوجودها عندما قال : ستنبت هنا شجرة كشجرة آدم في جنة عدن، وهناك رواية دينية أخرى تشير إلى أن نبي الله إبراهيم الخليل هو من قام بزرع هذه الشجرة .

إن العقد الأخير من القرن الماضي شهد تعرض الشجرة إلى الكثير من التجاوزات من أبرزها تشويه جذعها من قبل بعض الصبية الذين يحاولون تخليد ذكرى زيارتهم للشجرة بكتابة أسمائهم بآلات حادة، وأن هناك نوعا آخر من التجاوزات لا يزال قائماً رغم تشديد الحراسة الأمنية على موقع الشجرة حيث تقوم النساء باقتطاع أجزاء صغيرة منها اعتقاداً منهن بأن الإحتفاظ بها يجلب الحظ ويضاعف من فرص السعادة والنجاح في حياتهن الإجتماعية . وكما أن السفرات المدرسية أثرت أيضاً على الشجرة لأن التلاميذ يتسلقون جذعها والتشبث بأغصانها من دون الإمتثال إلى توجيهات الحراس أو الإستجابة إلى تحذيراتهم  .