حين تقرر كتابة مادة معينة ..مَن يبدأ بتغير مسار الكتابة ؟ هذا التساؤل تشظى عبر ثريا من الأسئلة :
*مَن بَدأ الكتابة ؟ ومَن غيّر مسار موضوعها؟
*هل أنا الذي يكتب ؟ أم هناك مَن يكّتبني ؟ أعني يملي عليه
أماليه ؟!
*ومَن يكتبّني هل هناك من يملي عليه ؟ أعني هل ثمة آخر من خلاله ؟
*وهذا الآخر هل يملي مايريده هو شخصيا ؟ أم ماتريده اللغة المنكتبة من خلاله ؟ وهنا يتشقق السؤال التالي:
*هل أنا أملي شروطي على اللغة ؟ أم هي التي تتحكم ؟ فأنفّذ ماتمليه عليّ اللغة ذاتها .ومن خلال هذا الإملاء اللغوي ،كم نسبة
خسائري الإتصالية لغويا ..فيما كنت ُ أريد كتابته
*مَن أكثر صدقا ؟ اللغة ؟ أم مشاعري في التعبير؟
*هل أنا أفعل اللغة حين أكتبها ؟ أم استجيب لدوافع اللغة ذاتها ؟
واللغة ذاتها تتعلم من أخطائي وأنا أمارسها ؟
*كم المسافة بين (سلاّية )القلم وعذرية الورقة أو الكيبورد والعين البيضاء المستطيلة للحاسوب ؟
*أحيانا نبدأ بما نريد كتابته ونقطع شوطاً مبهجا ،ثم...؟! ثم نهجره والأصح يهجرنا الى حين .. و(حين ) ليس ظرف زمان واضح الملامح ..؟ تبقى هذه الاسئلة شفرات عصية ،غموضها داكن وعذريتها محصنة ،مهما استعنا بالحلاج أو النفري أو إبن عربي او البسطامي أو السهروردي أو استعنا بصائغ الألسنية الحديثة فردينياد دو سوسير أو فتوحات سيجموند فرويد ،جاك لاكان ، جيل دولوز،فيلكس غواتاري ،ياكوبسن..وقبل كل هؤلاء اللغوي العربي الكبير مؤلف كتاب الخصائص إبن جني...
*طريق الشعب / 9/ كانون الثاني / 2014