شارعُ الملِكةْ
يتمدّدُ
من ملتقىً لجسورٍ معلّقةٍ
في حدود البحيرةِ
حتى المصارفِ في الساحةِ الأمِّ
قلبِ تورنتو
المدينةُ ذاتُ سبيلَينِ من مَذْهبٍ بائدٍ
...شارعِ الملِكةْ
شارعِ الملِكِ
*
الناسُ في شارعِ الملِكةْ
يجهلون ، تماماً ، فداحةَ ما يجهلون
ورُبّتَما لم تكنْ كنَدا غيرَ ستِّ علائمَ
في صفحةٍ من جوازِ السفرْ
ستظلُّ الشوارعُ مُشْرَعةً
للرياحِ
وللثلجِ
للعابرين من الهملايا إلى نياغارا
وللراحلينَ إلى حيثُ لا عودةَ
القَرُّ والثلجُ قد مَسَحا منذُ دهرٍ ملامحَهم
وطِلاءَ البيوتِ التي أدمَنوها إلى أن أتى مَن يقول : سلاماً
لقد آنَ ليلُ الرحيلِ
ولكنْ : إلى أينَ ؟
..........................
…......................
…......................
في حانةٍ لم تُضأْ جيداً
كنتُ أجلسُ : كان في آخرِ النُّضْدِ مَن يقرأُ
الليلُ يهبِطُ
والضوءُ يشحبُ
أيُّ كتابٍ سيأخذُنا نحو أرضِ الخيولِ الطليقةِ؟
من أيّ عينٍ سنشربُ ؟
من أيّ بابٍ سندخلُ ؟
والدربُ ؟
طالَ بنا أم يطول؟
*
القبائلُ ، مثل الزجاجِ الهشيمِ ، مدوَّخةٌ في الأزقّةِ
في شارعِ الملِكةْ
ثَمَّ ، من كوكبِ التِبِتِ ، انتثرتْ في وحولِ الشتاءِ ، المسابحُ
وانتثرتْ من جامايكا روائحُ من قصبِ السّكَّرِ
الخمرِ والماريوانا
الثعالبُ قد تجدُ القوتَ في شارعِ الملِكةْ
وكذلك ،مَن تركوا عشبَ إفريقيا للذئابِ
أنا الآنَ أدخلُ في غرفةٍ قد تليقُ بِلِصٍّ
أنا الآنَ في شارعِ الملِكةْ
*
كيف لي ، يا أميرةُ ، أن أتمشّى ، هنا ، رافع الرأسِ ؟
كيف لي ، يا أميرةُ ،أن أحتسي قهوتي
دونَ أن أتلفّتَ
في شارع الملِكة ؟
كيف لي أن أرى الناسَ
في شارع الملِكةْ ؟
............................
............................
............................
كيف لي أن أُحَبَّكِ
في شارعِ الملِكةْ ؟
تورنتو 23.3.2014