بعدَ أن تغلقَ المقاهي ، ويمضي السائحون الكِثارُ
عن سِيدي بوسعِيد ... أرى وجهَه ولِيّاً مُضاعاً
غابَ في الصخرِ ، مثل ما غابَ في البحرِ .
أناديه من غصونِ الشبابيكِ
أنادي :
بو سْعِيد
بو سعيد !
أين التفتَ العابرُ الأخيرُ بغرناطةَ ؟
أين التي أرادتْكَ بالحنّاءِ ؟
أين افتقدْتَ مفتاحَكَ الأوّلَ ؟
هل هذه المساميرُ في الأبوابِ كانت تشدُّ ألواحَ
" جَيّانَ " التي أُغرِقَتْ ؟
لماذا ، إذاً ، نادى من البحرِ مَن يناديكَ :
بوسْعِيد !
بوسعيد !
البلادُ التي تحبُّ ... بعيدةْ .
تونس 17.01.1985