سلطة تشكلت من دماغ الشيطان..!!

2009-04-10
ماذا يمكن أن تصنع السلطة حين تجد أنها لم تعد قادرة على مواصلة مسلسل التعمية والكذب ، وإنتاج الأزمات ، ومحاولة حرف نضالات الناس بتوتير الأجواء وتعتيم الحقائق، بالتأكيد حين أن تجد أنها محاصرة وغير قادرة على الخداع ، وأن الوعي بها كسلطة قاصرة ، وغير مؤهلة لصنع شيء إيجابي تتجه نحو تعزيز الانفلات الأمني ، وارتكاب الجرائم الخفية ، والوقيعة بين الناس كي تثير نوعا من عدم الاستقرار ، وكي تعزز من مفعول الاحتشادات الذي لم يعد ممكنا وفات زمنه ، هذه السلطة التي كما لو أنها تشكلت في دماغ الشيطان ، سلطة مجرمة ، ذات تكوين قاتل ، يفتل شوارب الموت بعناية فائقة ، كي يربك الناس ، ويرتكب ذووها الجرائم البشعة بسرية تامة ، ليبقى الفاعل مجهول، ويصبح ذلك المجهول شعبا يقاتل بعضه في معركة ثأر لا ينتهي ، وبهذا تضمن استمراريتها على هذا المنوال ، كموال قديم ، ألفته ، وكانت تمرره دون ، أن يعي الناس أنها هي من صنعته .
هذه السلطة تمتلك لفيف من شياطين ماكرين، تطلق عليهم مفكرين وسياسيين ، هم من يقومون باختراع مثل هذه الأزمات ، هم من يستعيرون من رأس الشيطان أفكار الفوضى ، من يمددون مساحات الجهل الأعمى كي يبقى العقل محاطا بألغازها ، مختنقين بغازاتها السامة التي لا يستشعر مستنشقها خطورته .
هذه السلطة ومجاميعها الخفية وأجهزتها القاتلة ، هي من تتعمد دوما قتل المناضلين ، والمفكرين الوطنيين ، والسياسيين الشرفاء ، هي من اغتالت صناع الثورة ، وكل من جاء بفكر جامع ، كي تدير لعبتها بجدارة فيما بعد وكي تمارسها عبثها لكل شيء للأرض للثروة للإنسان ، هي من تبني حولها سياجا من الانتهازيين سواء على المستوى الجغرافي أو الإداري ، بغرض جعلهم حارسا لها ، إنها تشتري بأموال الشعب أردا أبناءه ، وتوظفهم في مهمة مواصلة ملهاة الفوضى اللذيذة بالنسبة لها ، هذه السلطة تتشكل بكل وعاء -كالماء- لديها قدرة على أن تخلق ما يهدم ، لأنها ذو سيكلوجية هدامة ، انتقامية أقامت أعمدة وجودها على كل ما يمكن أن يكون فاسدا ، مفسدا ، إنها تنتقي ذوي القلوب الميتة والضمائر المصادرة ، تتعمد دوما إنتاج من يسمم الحياة الوطنية بكل أشكال القهر وألوانه ، سلطة تسهر على تغذية لانقسامات ، تتغلغل في مسامات النسيج الاجتماعي كميكروب الايدز كي تفقده المناعة والممانعة والمقاومة، وكي تحول دون اتحاده في مسيرة النضال وتقويض وجودها المدمر ، الذي يصنع التجزيء ويؤسس لديناميت الحرب والدم.
هذه السلطة لم تنجز سوى الأشكال الفارغة ، المفاهيم القاتلة ، تدمر الأفكار العقلانية لتبقي على كل سيء أو جديد قديم لا يصنع إلا الانقسام ، إنها سلطة تحتضر ، لقد شاخت وشاخ معها عقلها الماكر ، لأن عقول الشعب شبت عن الطوق ، لتطوق وجودها الذي استنفد رصيد بقاءه وممكنات استمراره.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved