سمفونيةٌ منضبطةٌ

2020-12-02

ي

سونَيت

أرى الصفصافَ في شمسِ الغروبِ

يُحَيِّيني، أرقَّ من الصباحِ

هل الأشياءُ تَنزَعُ في المغيبِ

غلائلَها، مخضّبةَ  الجِراحِ ؟

*

أرى ماءَ البُحيرةِ من بعيدٍ

يرفرفُ بالزوارقِ والغصونِ

فيا امرأتي : ثِقي بِغَدٍ سعيدِ

ولا تَمضي مع الثوبِ الحزينِ

*

نثيرُ الثلجِ يحملُهُ النسيمُ

إلى ألواحِ نافذتي، فأرنو

إلى الأشجارِ تهدأُ إذْ تغيمُ

أتستبقُ الربيعَ ؟ هناكَ غُصنُ !

*

ستأتيني السناجبُ والطيورُ

وتتبَعُ موكبي أنّى أسيرُ ...

 

الحركة الأولى

صفصافةٌ خضراءُ

كان الماءُ يدنو من ضفائرِها، ويهمسُ :

يا حبيبةُ

ظَلّليني ...

إني سئِمْتُ العُرْيَ تحتَ الشمسِ ؛

هذي الشمسُ باردةٌ،

فيا صفصافتي الخضراء

يا عَلـمَ الضواحي :

دفِّئيني !

 

الحركة الثانية

صفصافةٌ زرقاءُ

كان الغيمُ يهبطُ، مثقَلاً برطوبةٍ زرقاءَ،

والصفصافةُ الزرقاءُ دلّتْ في القناةِ ضفائرَ النُّعْمى،

وكان الماءُ مُحْتفِياً :

لقد صيّرْتِني، كالحُـلمِ، أزرقَ !

فلْتكوني، دائماً، عندي ...

كأنّ أميرةَ الصفصافِ قد سمِعتْ

فها هي ذي ... أطاعتْ !

إنّ هذا الكونَ أزرق ...

 

الحركة الثالثة

 

صفصافةٌ بيضاءُ

كان العشبُ في ممشى القناةِ

مُكلَّلاً بالثلجِ،

كان الماءُ أبيضَ، ناصعاً، ثلجاً

وهاهي ذي تَـتيهُ كشأنِها

صفصافتي البيضاءُ،

هاهي ذي تُدَلِّي في القناةِ غصونَها

بِيضاً،

وتهمسُ :

ايُّ معجزةٍ !

لقد صارَ السبيلُ الفظُّ أبيضْ ...

 

لندن في 19.11.2020

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved