ســنُّ الذهبِ أميناً عامّاً للحزب الشيوعيّ العراقيّ !

2012-09-20

بدأَ حديثٌ إعلاميٌّ حذِرٌ عن " المؤتمر التاسع " للحزب الشيوعيّ العراقيّ ، ثم اختفى هذا الحديثُ فجأةً.
والحقّ أن المرء لن يستغربَ لهذا ، فالأفق غائمٌ ، والأميركيون يغادرون ، والعراقُ يتفكّكُ شِلْواً شِلْواً ، و لا من أحدٍ يشعرُ بالمسؤولية التاريخية إزاءَ ما يَحدث.
الحزب الشيوعيّ العراقيّ لم يَعُدْ لاعباً في الساحةِ.
هذا أمرٌ متّفَقٌ عليه كالحديث الصحيح.
لقد ضحّى بتاريخه الوطنيّ المجيد ، في لحظةٍ غيرِ مجيدةٍ ، آنَ ارتضى أن يكون جزءاً من آلياتِ الاحتلال السياسية ،
المتمثلة في " مجلس الحـُكم " ، وفي وزارة بريمر الأولى ، وقبلَ هذا كله ، في المشاركة المنهجبة مع الداعين لاحتلال العراق.
هل من مراجعةٍ شجاعةٍ ؟
الظواهرُ لا تشجِّع :
الحديثُ يدورُ عن " تنصيب " وزير الاحتلال ، مفيد الجزائري ، ذي سنّ الذهب ، أميناً عامّاً ، بعد أن انهارَ
حميد مجيد موسى ، الظريف ، تحت وطأةِ إفراطه في الطعام ، وتفريطه بالشيوعيّة .
الحديث يدور أيضاً عن دورٍ رئيسٍ لرائد فهمي ( أبو رواء ) الوزير الآخر في سلطة الاحتلال.
لِمَ التعتيم الإعلاميّ على المؤتمر التاسع؟
أظنُّ الأمرَ متّصلاً بصعوبة تمرير الصفقة:
مفيد الجزائريّ أميناً عامّاً !
أبو رواء !
هذه المهزلة ، لو حدثتْ ( وأظـنُّـها ستَحدُث ) ستكون نهايةً غير شريفةٍ، لحزبٍ ذي تاريخٍ شريف.

لندن 12.12.2011

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved