إذا كانت أول امرأة خلقها الله قويةً بما فيه الكفاية لتقلب العالم رأسًا على عقب بمفردها، إذًا فهؤلاء النساء معًا لا بدّ قادرات على إعادة العالم إلى مجراه الطبيعي مرة أخرى ! وها هن الآن يطالبن بذلك، لذا من الأفضل للرجال السماح لهن . ( سوجورنر تروث )
هل أنا لست إمرأة ؟ هكذا تساءلت في خطابها في أوهايو خلال مؤتمر حقوق المرأة سنة 1851، هكذا كان سؤالها الذي لفت الأنظار بشكل مؤثر وأعطى انطباعاً قوياً عن قضايا التمييز والعبودية ... ، انها المرأة التي نادت بالمساواة بين الجنسين . رغم أنها ولدت في زمن العبودية، وانها المرأة السوداء التي حققت وللمرة الأولى فوزاً بقضية ضد رجل أبيض، ولتكون قادرة على استعادة ابنها من العبودية ... وانها المرأة التي استطاعت الهروب للحرية مع ابنتها عندما كانت في سن الـ 29 وعندما أحست ان من حقها ان تعيش حرة .
سؤالها "ألست امرأة" لفت الأنطار وحقق الكثير، قالت فيه :
"ألستُ امرأة "؟ فلتنظروا إليَّ ! انظروا إلى ذراعي ! لقد حرثت وزرعت وحصدت، ولم يشرف عليّ أي من الرجال ! أولست امرأة ؟ أنا أستطيع أن أعمل وأن آكل الطعام - عندما أستطيع الحصول عليهما - تمامًا كالرجل، حتى أنني يمكنني تحمّل ضربات السوط ! ألست امرأة إذًا ؟ لقد أنجبت ثلاثة عشر ابنًا وابنة، بيعَ أغلبهم كعبيد أمام ناظري، وعندما بكيت فقدي وألمي، لم يستمع لي أحدٌ سوى يسوع المسيح! وأنا، أولستُ امرأة ؟ "
هي ناشطة في حقزق الإنسان، كاتِبة، مناهضة للعبودية، وناشطة في حق المرأة بالتصويت، اليزابيلا بونفري، التي حملت اسم سوجورنر تروث Sojourner Truth فيما بعد، حاصلة على جائزة صالة الشرف النسائية في ولاية ميشيغان، وقاعة الشهرة الوطنية للمرأة
هل أنا لستُ امرأة؟ هو خطاب جماهيري ألقته الناشطة النسوية الأمريكية-الإفريقية (1797-1883) سوجورنر تروث بمدينة آكرون، في ولاية أوهايو، في التاسع والعشرين من شهر مايو عام 1851، والذي شكل نقطة تحول في نضالها ضد التمييز العنصري ضد السود بشكل عام، وضد المرأة السوداء بشكل خاص .
ولدت تروث كواحدة من العبيد بولاية نيويورك، وألقت خطابها "ألستُ امرأة؟" بعدما نالت حريتها سنة 1827 . ومنذ وقتها أصبحت تروث متحدثة مشهورة ضد العبودية . نُشر الخطاب بدون عنوان في جريدتين محليتين وفي صحيفة "البوق لمكافحة العبودية" سنة 1851 . ومن ثم حاز على شهرة واسعة سنة 1863 أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، نشرته "فرانسيس دانا باركر غيج" تحت عنوان "ألستُ امرأة ؟"، بسبب تكرار الكاتبة لهذا السؤال في خطاباتها .
بين عامي 1851 و 1853 ألقت العديد من الخطب أمام مئات من الناس، ولفتت الأنظار مع ماريوس روبنسون حول التمييز العنصري والعبودية وحق السود بالتحرر من العبودية ...
في عام 1797 ولدت سوجورنر تروث في سوارتكيل, التابعة لنيويورك، كواحدة من الرقيق . تم بيعها لشخص يدعى نيلي الذي اغتصبها، والذي كان يضربها بشكل يومي . في عام 1815 التقت تروث بأحد العبيد ويدعى روبرت من المزرعة المجاورة وأحبته . اعترض مالك روبرت على هذه العلاقة، وقام بضرب روبرت بشكلٍ قاسي، ولم يلتق بها روبرت مرة أخرى .
في عام 1817 أجبرت تروث بواسطة مالكها في ذلك الوقت (دومونت) على الزواج من عبد كبير في السن يدعى توماس وأنجبت منه عدة أبناء .
في عام 1826 هربت تروث مع ابنتها الرضيعة "صوفيا" بحثاً عن الحرية .
في 1 يونيو 1843 قالت لأصحابها "إن الروح تناديني فعلي الذهاب"، فانتقلت إلى مساتشوستسالتابعة لنيويورك، وغيرت اسمها إلى "سوجورنر تروث" . بعد انتقالها التقت بوليام لويد گاريسون، وفردريك دوگلاس، وديڤد رگلز. وبدأت بعدها بإملاء مذكراتها على إحدى صديقاتها "أوليڤ گلبرت"، وفي عام 1850 نشر لها ويليام لويد جاريسون بشكل سري، كتاب يحتوي "قصتها اسمه "واحدة من عبيد الشمال"
قبل عدة أيام من وفاة تروث جاء مراسل من صحيفة غراند رابيدس إيجل لمقابلتها: «كان وجهها هزيلًا مسلولًا، ويبدو أنها كانت تعاني آلامًا شديدةً. كانت عيناها مشرقتين ويقظة للغاية رغم صعوبة الحديث عليها». توفيت تروث في منزلها في باتل كريك في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1883.
كرّمت تينا آلن سوجورنر تروث بتمثال صُنِعَ لها في عام 1999 بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلادها؛ والتمثال من الببرونزبقياس 12 قدم طولًا، وهو موجود في متنزه باتل كريك التذكاري. ويوجد أيضًا تمثال لسوجورنر تروث في فلورنس- ماساتشوستس، وكذلك تمثال برونزي آخر في حرم جامعة كاليفورنيا بسان دييغو للفنان مانويليتا براون .
\
ا