سقطرى لغزٌ في تاريخ الحضارات

2009-09-29

 سقطرى هي جزيرة يمنية تعد أحدى أغرب الجزر في العالم والذي يشاهد هذه الجزيرة يعتقد انها ليست على كوكب الارض وذلك بسبب الاشجار والصخور الغريبة فيها والتي تبدو وكأنها مصممه بشكل هندسي دقيق علما انه لم يقم الانسان بالتدخل في تصميمها ويبلغ عمر هذه الاشجار والصخور اكثر من 6 ملاين عام

وسقطرى او جزيرة السعادة كما يسميها البعض  هي أكبر الجزر اليمنية تقع في أرخبيل سقطرى في البحر العربي المتصل بالمحيط الهندي ويتحدد موقعها في نهاية خليج عدن وبمواجهة الساحل الإفريقي على مدخل المحيط الهندي وهي واحدة من أهم المحميات الطبيعية الكونية التي تتميز بالتنوع الحيوي وفن العادات والتقاليد واللغة والتركيبة السكانية  وقد تم عام 1999 الإعلان  عن إختيارها كمحمية طبيعية علاوه على ان موقعها جعلها تتمتع بأهمية جيوبوليتكية .وترجع شهرة سقطرى وأهميتها التاريخية الى بداية  ازدهار نشاط الطريق التاريخي القديم الشهير بطريق اللبان إذ كانت الجزيرة أحدى الاماكن الرئيسية لإنتاج تلك السلع.

 اسمها

لقد ضبط ياقوت اسمها في معجمة بضم اولة وثانية وسكون طائة والف مقصورة (سقطرى). وروى الاسم بالمد في اخره (سقطراء) ويكتب ايضا بالتاء المربوطة (سقطرة) والارجح سقطرى . ويعتقد ان الاسم سقطرى محرف عن الكلمة السنسكريتية (سكهادارا) و (دويفا سكهادارا) تعني جزيرة (دار السعادة) على ان مدى قدم التسمية الهندية غير معروف مما قد يرجح ان التسمية الهندية تحريف للاسم الاصل (سكرد) في لغة النقوش اليمنية القديمة، وقد دلل (والتر موللر) في بحثة عن اللبان على ان اسم المكان (سكرد) الوارد في نقش (كوربوس 621 سطر 6)وفي نقش (ينبق47سطر- 5)هوالمقصود بة سقطرى ، اي ان سكهادارا تحريف بأبدال الدال والراء من سكرد، ولااعتبار في مثل هذة الحالات لاصوات اللين ،اذ هي لاترسم في لغة النقوش اليمنية ، كما ان اثبات الهاء او اهمالها امر شائع ، وقد تقتضية طبيعة رسم الاسم في الهندية، واسم الجزيرة في المصادر اليونانية (بطليموس وبلينيوس ) دو سكريدس /دو سكريدا وهي فيما يرجح ايضا تحريف للاسم اليمني القديم نفسة سكرد حيث دو او ديو السابقة في التسمية اليونانية هي على الارجح تحريف ذواداة النسبة في لغة النقوش فيقال ذو غيمان ، اي الغيماني ،وفي حال الجمع ذوغيمان اي اهل غيمان ، ويقال ذو نشق ،اي سكان مدينة نشق (البيضاء في الجوف )ويمكن ان يقال ايضا الانشوق وقد تدل صيغة الافعول هذة على المكان ايضا كقولهم اليوم الاعبوس والاحكوم والمقصود بلد الاعبوس ووادي الاحكوم وهكذا، ودو سكريدس ديو سكريدس هي تحريف ذو سكردا بأهمال صوت اللين (الياء) واعراب الاخر باليونانية (س) وابدال الراء والدال كما هي في حالة التسمية السنسكريتية تماما، ومثل هذا الحذف او الابدال في نقل الاسماء بين اللغات امر معلوم

يتمتع أرخبيل سقطرى بتنوع حيوي فريد حيث يتميز بنباتاته المتنوعة والمتعددة فتكثر فيها أشجار العندم وأشجار(دم الأخوين) المعروفة علميا باسم Dragon Tree Blood وشجرة (امتة) المعروفة علميا باسم Euphorbia Arbuscula وشجرة (سيرو) المعروفة علميا باسم Jatropha Uni cortata وتنتشر شجرة الاسفد بشكل واسع في الجزيرة التي تشكل احد ابرز معالم الأرخبيل وتتميز بجدعها الضخم والأوراق ذات الشكل النجمي. ويستخرج من هذه الأشجار اللبان وأنواع مختلفة من الدواء والبخور والأصباغ التي يُستخدم بعضها للتزين. ويقطن الجزيرة حوالي 35000 نسمة . وتعد جزيرة سقطرة ومجموعة الجزرالتابعة لها وهي عبدالكوري وسمحة ودرسة من الجزر الغنية جداً بالحياة الفطرية وعلى رأسها الطيور والنباتات الفريدة اذ يوجد فيها مايزيد عن 900 نوع من النباتات منها مايربو على 300 نوع متوطن في الجزيرة ليس له مثيل في العالم ، اما الطيور فيتواجد في الجزيرة حوالي180 نوعاً من الطيور بين متوطن وزائر ومهاجر ومن تلك الانواع سبعة انواع نادرة على مستوى العالم ، ومنها ايضاً41 نوعاً تتوالد في الجزيرة وتعيش فيها معظم اوقات السنة اذ تعتبر الجزيرة مكاناً هاماً لجميع الطيور اثنا ءهجرتها السنوية عبر العالم، كما توجد بالجزيرة العديد من الكهوف والمغارات وتمتاز بشواطئها الرمليةالجميلة..

أما بالنسبة للحشرات فقد ذكر أعضاء البعثة الفرنسية  أن أرخبيل سقطرى يتميز بحشرات لا توجد إلا به، منها  انواع الفراشات مثل فراشات النهار والتي يوجد منها نحو 15 نوعا مستوطنا إضافة الى60 نوعا من فراشات الليل كما يوجد 100 نوع من الحشرات الطائرة 80 نوع منها لا يوجد إلا في سقطرى.

ومن الزواحف يوجد في سقطرى العديد كالسحالي النادرة ذات لأحجام الصغيرة والكبيرة وكذا الثعابين والعقارب منها أنواع سامة تشكل خطورة على الإنسان .وأيضا يوجد فيها الدلافين التي تقوم باستعراضات بديعة على سواحل الأرخبيل كما توجد أنواع متعددة من أسماك الزينة ومن القشريات كالشروخ والجمبري ومن الأحياء المائية البحرية الأخرى يوجد هناك نحو 60 نوعا  من الإسفنجيات إضافة إلى أنواع أخرى من الصدفيات والأحياء البحرية المائية الأخرى والتي تلعب دورا مهما في عملية التوازن لبيئي كما أن أنواعا من الإسفنجيات المائية لها خصائص حيوية تتسم بالتأثير القاتل لأنواع من البكتيريا الضارة وهذا يعني  انه بالإمكان استغلالها في الصناعات الدوائية. أما ما يتعلق بالطحالب والهوائم النباتية فيوجد نحو 15 نوعامنها 6 أنواع سامة. كما تعتبرأعماق البحر في أرخبيل سقطرى غنية بالشعاب المرجانية التي اكتشف الباحثين بأنها لا تزال تحتفظ بالخصائصها الطبيعية

 

عثرت بعثة أثرية روسية في أرخبيل سقطرى اليمني على بقايا أثرية هي الأولى من نوعها، تعود إلى إنسان العصر الحجري، وقد قال رئيس البعثة، فيتالي ناؤميكن، إن الآثار المكتشفة ترجع إلى ما يقارب المليون سنة. وأشار ناؤميكن، إلى إن هذه الاكتشافات تدل على أن وجود الإنسان البدائي في سقطرى يعود إلى نحو 600 ألف عام، وهدا «يشكل لغزا جديدا في تاريخ الحضارات في العالم»

وكانت بعثة أثرية بلجيكية- يمنية مشتركة قد أعلنت في وقت سابق عن العثور على كهف جبلي يمتد بطول ثلاثة كيلومترات ويضم مجموعة من المباني والمعابد القديمة، إلى جانب أوان فخارية ومباخر وغير ذلك من الأدوات المرتبطة بأداء الطقوس والشعائر. ويعود تاريخ هذه المعابد - حسب التحليلات الأولية- إلى القرن الثالث الميلادي، في حين أعلنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية عن اكتشاف خمس مستوطنات بشرية و6 مقابر قديمة تعود إلى حقب تاريخية ضاربة في القدم. وقد قامت دراسة قالت إنها تشير إلى أن اليمن هو موطن الإنسان الأول. وعرض نائب عميد كلية الطب بجامعة صنعاء، الدكتور علي محمد الميري، نتائج الدراسة التي قام بها بمشاركة علماء متخصصين من جامعتي فلوريدا الأمريكية وكامبردج البريطانية في مضمار تتبع تاريخ البشرية من خلال الحمض النووي وشريط الجينات الوراثية.

وأشار الميري إلى أهم نتائج الدراسة وهي أن العلاقة بين التكوين الجيني للمورثات اليمنية والأفريقية ضعيفة جدا، أي أن الجينات الأفريقية ليست أساس الجينات اليمنية، وان الجينات اليمنية بشكلها المجمل تتطابق بشكل كبير جدا مع الجينات العربية بل إنها أصلها. كما أن الجينات اليمنية تتشابه بشكل كبير مع الجينات الأوروبية والقوقازية وبنسبة اقل مع الجينات الآسيوية والهندية وبقية العالم...وبالتالي فالجينات اليمنية هي الأقدم وهو ما يجعلها أصلا للبشرية.

تاريخها
لقد حاول الاغريق والفراعنة وكذلك الفرس والروم السيطرة على هذة الجزيرة الهامة كما ان البرتغاليون قد احتلوها لفترة من الزمن ثم رحلوا عنها سنة1511م كما تعرضت ايضا للغزو البريطاني وكان سلاطينها يقاومون تلك الهجمات حتى عام 1876م حيث ابرمت بريطانيا اتفاق حماية واستشارة مع سلطان الجزيرة حتى موعد رحيلهم في 30نوفمبر عام 1967 عند استقلال جنوب اليمن من الاستعمار اما اقدم الاثار التي عثر عليها في سقطرة فهي موقع قديم يقع بالقرب من قرية راكف شرق الجزيرة يرجح ان يكون بقايا مشغل لصنع الادوات الحجرية من احجار الصوان (العصر الحجري) وذلك حسب مصادر البعثة الروسية اليمنية التي عملت بالجزيرة اذ تغطي فيها اللقى الاثرية مساحة تقدر ب 1600متر مربع كما عثر في القرية على مجموعة من المدافن بها هياكل وجماجم وعظام وكذلك بقايا سكاكين حديد ودبوس برونزي وانا كروي من الفخارالاحمرويرجح ان تاريخ تلك المدافن يعود للنصف الثاني من الالف الاول قبل الميلاد وفي منطقة اريوش عثر على مخربشات ورسوم صخرية لم يحدد تاريخها لكنها شبيهة بالنقوش اليمنية القديمة وكذلك النقوش والرسوم التي عثر عليها في الجزيرة العربية من صور سحرية ومناظر للانسان والحيوان اما اللقى الاثرية التي عثر عليها في وادي حجرة فتدل على ان قطع من اواني فخارية مستوردة يعود تاريخها الى القرن الثاني حتى القرن السادس للميلادومن المعروف ان ذكر الجزيرة قد ورد في المصادر الكلاسيكية عند بليني في كتاب التاريخ الطبيعي (ديوسكريدو) وفي كتاب الطواف حول البحر الاريتري الذي ذكر ان سقطرى (ديوسكريدس ) جزيرة كبيرة سكانها قليلين  وهم خليط من العرب والهنود وبعض الروم وتخضع الجزيرة لملك بلاد اللبان الذي تخضع لة ازانيا وهو كرب ايل وعاملة في المعافر ويتاجر مع الجزيرة ملاحون من ميناء موزع كما جاء ذكرها في كتاب صفة جزيرة العرب للهمداني القرن العاشر الميلادي ضمن جزائر البحر اليمينة قال ( واليها ينسب الصبر السقطرى )وفيها من جميع قبائل مهرة وبها نحو عشرة الاف مقاتل وهم نصارى ويذكر ان قوما من بلد الروم طرحهم كسرى ثم نزلت بهم قبائل من مهرة فساكنوهم وتنصر معهم بعضهم واما اهل عدن فيقولون انه لم يدخلها من الروم احد ولكن اهلها الرهابنة ثم فنوا وسكنها مهرة وقوم من الشراة (فرقة من الخوارج )وظهرت فيها دعوة الاسلام

 

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/8573bbea-b828-48ee-9969-85bf8f398c5b.jpeg

 

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/730c8705-3e4e-4fce-a5e0-e6b8bfc61a9f.jpeg
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/5695d756-f794-4aea-8610-17254fe4c0d1.jpeg

 

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c5cf935b-91d7-4d4e-9040-5fa0c685fb7a.jpeg
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c578e887-e68f-4f84-ad26-b27bac48a3c4.jpeg

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/71010093-3cc3-4eca-818e-f170eaba7cb5.jpeg

 

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/5e8feafb-08ba-49db-89f7-db370041c208.jpeg

 

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a13c5efd-3eba-4003-b933-e5f42a2042f1.jpeg

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/7eb71d4c-7585-4b09-8c20-5d9565fe1b8a.jpeg

 

 

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved