بالأمسِ في قرطبة الميساء ..
قد سكتت نوارسُ عُرسنا ..
فوقَ المنائرْ
واليوم في موصلنا الشهباءْ
تُنتهك المساجدُ والكنائسُ والمنابرْ
كيفَ الُلحى الشوهاء تغتالُ الحضارهْ ؟
هوذا جنونٌ ..
أن يضلَ المرءُ في هذا الزمانِ ..
بلا جنونْ
أيصحُ أني وسطَ غابْ ؟
إن لم اكن ذئباً ..
ستأكلني الذئابْ
ماذا سأقرأ في كتابكِ ياقتيلةْ
ماذا سأكتبُ في رمادكِ ..
عن شبق الخرابْ
كلماتي ميتةٌ ..
وتصرخُ في إنطفاءِ دمي المراقْ
سقطَ القناع ..
وصرتُ عرياناً بلا مأوى
ولا وطنٌ يلملمُ لي عظامي
وطني رمادٌ من حرائقْ
نحروكِ ياشهباءُ في وضحِ النهارْ
قتلوا القتيلَ وساروا خلفَ نعشهْ
حدباءُ يامعشوقة الله على كلِ العصورْ
كُنتِ التوازن والتألق والمصيرْ
سواكِ ياشهباءْ ..
لا مدنٌ ولا خيمٌ يلمُ هشيمَ عُمريْ
سواكِ ياشهباءْ ..
لا شريانَ يجري بالدماءْ ..
سواكِ ياشهباءْ ..
لن تلهث
نجومٌ في السماءْ
كم مرةً جاءَ المخاضْ؟
الفٌ والفان من الأعوامِ ..
نهبٌ للرياحْ
تتساقط الأشجارُ والأعوامُ ..
عاماً بعدَ عامْ
كم مرةً والموتُ هوَّمَ تحت جلدكِ
وكنتِ عنقاء التحديْ
ما أعلنوا يوماً قراركْ
سأضل أبحثُ عن إمامٍ ..
لم تلوثهُ السياسةْ
10/6/2014