أنا أسكنُ ضِمْنَ محيطِ الغابةِ ...
أعني أني أبعُدُ عشرةَ أمتارٍ عن أولى شجراتِ الغابةِ ؛
أعني ، أيضاً ، أنّ الورقَ الـمُـسّاقِطَ كل خريفٍ ، يبْلغُ بابي .
بل أنّ ثعالبَ ترقصُ في القَمْراءِ
أراها من نافذتي ...
أحياناً ، يَمْرُقُ ، في الفجرِ غزالٌ .
وثمّتَ ، دوماً ، في لُعبتِنا الأبديّةِ ، في لعنتِنا : حِدأٌ وأرانبُ .
لكنّ الليلَ ، مع الغابةِ ، مختلفٌ .
في ليلِ الغابةِ أصواتٌ لايسمعُها أحدٌ
أصواتٌ أعلى من أعلى الأصواتِ ، وإنْ لم يسمعْها أحدٌ ...
نغَمٌ من طيرٍ مجهولٍ
حشرجةٌ لغزالٍ مفترَسٍ
رفّةُ أغصانٍ من هَبّةِ ريحٍ ...
...........
...........
...........
لكنّ الوحشةَ تهبِطُ ، أقسى من مقصلةٍ
حينَ تمُرُّ ، الطائرةُ الحربيّةُ ، عبرَ الغابةِ ، نحوَ القاعدةِ الجوِّيّةِ ...
تلك الطائرةُ الحربيّةُ
من أين أتتْ ؟
وعلى مَن ألقَتْ ، في الفجرِ ، قنابلَها ...
أتكونُ أتتْ من بغداد ؟
لندن 25.11.2014