أسئلة حوارية للشاعر يحيى السماوي

2010-02-11
 ما هي الانطباعات التي تتركها لنا قراءة مُتمعنة في أحد دواوين يحيى السماوي، وأي نوع من الحديث سيثيره لدينا؟

إن تنوع الانطباعات يبدو متشابكاً للوهلة الأولى، إلى الحد الذي نشك فيه بقدرتنا على أن نجد نظاماً لها، لكن السذاجة في طرح مثل هذه الأسئلة، قد تقود إلى التوصل إلى أجوبة شرط أن تكون الأسئلة مختارة وموجهة إلى إضاءة جانب مهم من تلك المجموعة الشعرية أو زاوية هامة ومؤثرة من شخصية وملكة الشاعر التي يتميز بها عن غيره من الشعراء ..


هل يمكن تفسير ظاهرة الإبداع من داخل الشعر الذي يتحفنا به يحيى فحسب "كالحساسية الخاصة" و"القدرة الانطباعية" و"القدرة الفائقة على البناء" أو "القدرة الفائقة على الحدس" ؟

وهل هذه الأسئلة هي من الكفاية للإجابة على القدرات الإبداعية لمثل هذا الشاعر ؟

عندما صَدَر قبل أكثر من عقد من الزمان كتاب "أسئلة الشعر" للناقد جهاد فاضل، وكان هذا الكتاب على شكل حوارات شتى أجراها الكاتب على مدى سنوات خلت مع شعراء ومذاهب وأجيال شعرية مختلفة، تلاقفته الأيدي برغبة شديدة، وأنا واحدٌ من الذين قرأته لعدة مرات واستمتعت آنذاك بهذه الحوارات التي تمت مع شعراء جيل يسبق شاعرنا يحيى السماوي بعقدين من الزمن على الأقل، وعدد كبيرٌ منهم قد فارق الحياة .. وبعد تطور ملموس لدي في قراءاتي الأدبية والشعرية عدت مرة أخرى قبل بضعة سنوات لأعيد قراءة هذا الكتاب "أسئلة الشعر" ... ولتتولد لدي انطباعات جديدة وتوق لتوجيه أسئلة من نوع جديد للشعراء المحدثين في أنحاء الوطن العربي، معتمداً على بعض الملاحظات التي بدأت أجمعها عن النثر الشعري وتدفقه كماً ونوعاً، وكنت أنوي نشر كتاب جديد عن الحركة الشعرية الحديثة .. ولكن التزاماتي الحياتية والأكاديمية أعاقت كثيراً من طموحاتي، فتوقفت عند أمنياتي تلك .. واليوم عندما نحتفل بعبور شاعرنا يحيى السماوي المتربع على عرش آخر عمالقة الشعر العربي، الستين من عمره ونتمنى له العمر المديد كي تبقى عبقريته تتحفنا بما يجود به من إبداع باذخ، فأنني أعود ببعض الأسئلة التي كنت قد اقترحتها لشعراءنا المحدثين للكشف عن سيكولوجية عبقريتهم ولأني أعتقد بأن تاريخ الشخصية ليس مجرد أكوام مكدسة من آثار الخبرات، بل هو كلُ منظم يُساهم في تنظيم الخطوات التالية ليربط بين حاضر الشخصية وماضيها ومستقبلها، وعلى هذا الأساس استنتجت أن الإطار الأستاطيقي هو أساس ديناميكي للذوق، وأن تاريخ الشخصية هو كلٌ ديناميكي ليس مجرد وحدة ساذجة بسيطة، بل هو وحدة مركبة تضم بداخلها عدة نظم أو عدة أطر على حسب نواحي الأنشطة المختلفة التي تمارسها الشخصية، ومن بين هذه الأطر الإطار الإستاطيقي ... وأنا لم التق من قبل شخصياً بالشاعر المبدع يحيى السماوي (وهذا نقص واضح في قدرتي على كتابة النقد عنه) وحتى محاولاتي القليلة للالتقاء به في زياراته الى دمشق، قد باءت بالفشل ... فقد قمت بالحديث مع أحد زملاءه من طلبة مرحلة اليفوعه والشباب (وهو يقوم بالتدريس الجامعي في نفس الجامعة التي أعمل فيها اليوم) لأمسك ببعض خيوط هذه الشخصية التي تمتلك الموهبة الظاهرة عليها منذ سنين الصِبا ..

لذلك فأني اليوم واستكمالاً لما جمعته من انطباعات عن المبدع يحيى السماوي أتوجه إليه بالرجاء لإجابتي عن أسئلتي التالية، والتي بالتأكيد ستغني موضوع الشعر، وتضئ الطريق امام الشعراء المحدثين الذين يتلمسون طريقهم للإبداع الشعري .

ربما أسألك عن آخر قصيدة لكَ، فهل تتذكر عملية الإبداع، هل عاشت في نفسك صورها وأحداثها كاملة قبل النظم؟ أما هل بزغت عليك وقت النظم فحسب؟ وإذا كانت قد عاشت معك قبل النظم فهل عاشت بداخلك بشكلها كاملة، وظلت كما هي حتى انتهيت من كتابتها؟ أم تطورت في حياتها معك قبل الكتابة أو إثنائها وجعلتها تمتلئ وتنضج في بعض نواحيها، وتتضاءل وتتلاشى في نواحي أخرى؟
أذا صادف أنها تطورت وتغيرت، فهل تمارس أنت عملية تغييرها؟ أم تشعر بأن الأمور تجري بعيداً عن متناول توجيهاتك وكل ما هنالك أنك تشهد آثار التغيير؟
هل لديك عادات تمارسها ساعة النظم أم لا (كأن تبحث عن جو خاص، أو استعمال قلم خاص... أو ...إلخ)
أتشعر بوجود صلة بين أحداث حياتك الواقعية وبين ما يرد في قصائدك من أحداث وصور؟ وإذا كانت هناك صلة تحسها فلتحدثنا اذاً عما تشعر به إزاء ما يرد عليك من صور وأحداث تضمنها أعمالك، أتشعر من أين تأتي وكيف؟
أترى نهاية القصيدة قبل أن تبلغ هذه النهاية؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل تراها واضحة أم لا، وإذا لم تكن تراها فما الذي يحدد لكَ أنك ها هنا قد بلغت النهاية؟ وإذا كنت تراها فهل تنتهي القصيدة حيث كنت ترى؟

بعد أن طرحت هذه الأسئلة متوجهاً بها لشاعرنا الكبير انتابني الشعور بأن أجابته ستكون بإسهاب واسع (بحيث يغطي على الدراسات المكتوبة عنه باحتفاليتنا به لبلوغه الستين)، لغزارة ما يملك من براعة أدبية في كافة النصوص التي يُصيغها والتي عودنا عليها في تعليقاته على بعض القصائد أو في رده على التعليقات الواردة على قصائده .. شاكراً لموقع المثقف لدعوتي للمشاركة.

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved