تضاريس

2014-01-14

 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a305d0d5-200f-4347-b202-65a04277a3e0.jpeg


   1
إغفاءةٌ
أستحي أن أمُدَّ يدَيَّ إليكِ
لقد هدأَ البحرُ
والرملُ ما زالَ محتفظاً بحرارتِهِ ؛
كانت الشمسُ تلمعُ ما بينَ ساقَيكِ ...
هل أتوسَّدُ واحدةً منهما ؟
أنتِ تستمتعين بشَعري المبلّلِ
نافضةً بأناملِكَ الرملَ عن خصُلاتٍ تَناهبَها الشيبُ
أغفو
ويغفو معي البحرُ ؛
..............
..............
..............

ما أبسطَ البَسْمَلـةْ !

طنجة 05.03.2013
2
زورقٌ سِــرِّيٌّ

كيف لا أتصوّرُ عيشاً بهِ ؟
منزلٌ خشبيٌّ على الماءِ
تدخلُهُ ، ثم تبصرُ أنكَ منزلقٌ ، مثلَهُ ، فوقَ سطحِ البحَيرةِ ...
كان الشتاءُ مقيماً ببردائهِ
والثلوجِ .
البحيرةُ تثوي ، رصاصيّةً
أنت توشكُ أن تتجمّدَ ...
أرجوكِ :
هاتي التَّكيلا !

طنجة 05.03.2013


3
حُرْجٌ ليسَ بعيداً عن الطريق العامّ

أتذكّرُ :
كانت تدورُ بسيّارتي بين تلك القرى
حول لندنَ ...
كانت تسوقُ كمن تتنزّهُ فوقَ حمارٍ
وتضحكُ !
في بغتةٍ دخلتْ مَسْرَباً ضيِّقاً
ثم قالت : لننزلْ !
أتعرفُ أيَّ مكانٍ ندورُ بهِ الآنَ ؟
نحنُ في الحُرْجِ حيثُ الجنودُ يجيئونَ
ما بين يومٍ وآخرَ
كي يأْلَفوا نزَواتِ السلاحِ الجديد !

طنجة 05.03.2013


4

اللُـهاث

في الممرِّ الذي يصلُ السفحَ بالقمّةِ ، الثلجُ
كان الصعودُ بطيئاً
عواسجُ في الجانبَينِ
وعشبٌ ندِيٌّ ...
وأصعدُ ؛
كانت أمامي
وكانت لها خِفّةُ الـماعزِ الجبليِّ
وتضحكُ مني :
أتَلْحَقُني ؟
كنتُ ألهَثُ ...
كان الممرُّ يضيقُ ،
ولكنني سوف أمضي لألحقَ تلكَ الغزالةَ
حتى النهايةِ
في قمّةِ التلِّ ، حيثُ الخيول !

طنجة 06.03.2013


5

جبالُ الريف
منذُ ثلاثةِ أيّامٍ
ما عُدتُ أرى في الأفقِ الـمُـلْـتَزِّ
جبالَ الريفِ ...
كأنّ جبالَ الريفِ انجرفَتْ
تحت المطرِ الـثَّــرِّ
وأنّ الأرضَ انبسطتْ
حتى كادت طنجةُ تغرقُ في المتوسِّطِ ...
مثل سفائنِ ماجلاّنَ
الملعونةِ
في أمواهِ الشرقِ الأقصى !

طنجة 07.03.2013


6

البرق يلوحُ من " طريفة "

تخاطَفَ البرقُ ، فجراً ، من " طريفةَ " ...
كان الفجرُ أسوَدَ
حتى والمباني الضِخامُ البِيضُ ماثلةٌ
أمامَ نافذتي
البرقُ العجيبُ أتى من الجزيرةِ
تلك المشتهاةِ ؛
ترى الجزيرةَ رأيَ العينِ ...
رُبتَما أرادَ " طارقُ " أن يُبقي سفائنَهُ فيها ،
ورُبّتَما ...
لكنه البرقُ تأتينا غرائبُهُ
مع التخاطُفِ
إنْ صدقاً ، وإنْ كذِبا ...
أغلقتُ نافذتي ، ثم التففتُ بما لدَيّ
مكتفياً ، بالنفسِ ، مضطرَبا !

طنجة 10.03.2013
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• * طريفة جزيرة إسبانية صغيرة تُرى بالعين المجرّدة من ساحل طنجة .يقال إن طارق بن زياد استخدمها رأس جسرٍ في الفتح.

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved