أواخرُ أيلول
وهاهوذا الغيمُ ، تَدفَعُ قُطعانَ حِيتانِهِ والخيولِ التي تترنّحُ ، ريحٌ شماليّةٌ
والطيورُ تهاجرُ
منذ الصباحِ الطيورُ تهاجرُ
منذ أن خلَقَ اللهُ تلكَ السماءَ ، الطيورُ تهاجرُ ...
ما كان قبلَ دقائقَ بحراً مُحِيطاً تَدافَعُ حيتانُهُ والخيولُ استوى حاجزاً من دخانٍ وماءٍ ثقيلٍ
ولكنّ تلك الطيورَ التي بدأتْ في الصباحِ تهاجِرُ
ظلّتْ تهاجرُ .
هل تبصرُ الطيرُ ما نُبصرُ :
البحرَ ؟
حيتانَه
والخيولَ
وذاكَ الدخانَ
وماءَ السماءِ الثقيلَ ؟
وهل تعرفُ الطيرُ
أنّا هنا ،
سجناءُ منازلِنا الحجريّةِ
ذاتِ الحدائقِ ؟
أنّا هنا ،
الموثَقونَ إلى طينِ أجسادِنا ؟
وهل تعرفُ الطيرُ
أنّا هنا
الزائلون؟
لندن 20.09.2010
غِـبْــطــةٌ
أصابعُ القَدَمِ اليســرى ، تُـنَـمِّـلُ ...
جسمي واهنٌ
وعلى مَشْـتى البسيطةِ ، كان الليلُ
أطولَ حتى من مُعَلَّقةِ امرىء القيسِ
كان الليلُ ...
..............
..............
..............
أنهضُ
أخطو
أنثني وجِلاً ، مستَنفَداً ، صوبَ شُبّاكي
وألـمُسُــهُ
لعلَّ روحَ الزجاجِ ....
.............
.............
.............
الليلُ يَـثْـخُـنُ
حتى في البحيرةِ أمسى الماءُ
لوحَ رصاصٍ .
لا أرى أحداً في الـبُعْدِ
لا ضوءَ
لا نَوءَ
لا أغصانَ ....
أدخلُ في بعضي
أُلَـمْـلِـمُ ، مثلَ المصطفى ، الـخُـصُـلاتِ البِيضَ
أضفِرُها
تاجاً
وآوي إلى عرشــي
وأغتبِطُ .
لندن 19.09.2010
محطّةُ قطارِ أَكْـسِـبْرِجْ
تغمغِمُ إذْ أُقَبِّـلُـها طويلاً
على بابِ المحطّةِ ...
ثم تمضي ، وقد سحبَتْ حقيبتَها القماشَ
ولم تقُلْ حتى وداعاً ...
أتحسَبُ أنني قد ضِقْتُ ذَرْعاً بها ؟
واللهِ
سوف أظلُّ آتي
إلى بابِ المحطّةِ ...
سوف أبقى هنالك ثابتاً
ليلاً
نهاراً
فقد تأتي ، وقد شَـدّتْ بحبلٍ ، حقيبتَها القماشَ .
............
...........
...........
أُحِبُّ لِــيْــزا !
لندن 03.11.2010