أدْرِيان رِيتشْ
Adrienne Rich
ترجمة : سعدي يوسف
" كنت أتابعُ أدْرِيان ريتش، شاعرةً، ومناضلةً، وشخصيـةً أكاديميّـةً مرموقةّ . المصادفةُ أتاحتْ لي فرصة لقائها . سارة ماغواير قالت لي إن ريتش في لندن . هكذا رأيتها مع سارة، في مقهى بْرَيرا عند " المسرح الغنائيّ " بهامرسمِثْ
Lyric Theatre
حيث أفضِّلُ أن ألقى قومي الفنّانين ..."
*
القصيدة الأولى
" على العموم فضّلت ريتش أن تجعل للقصائد السحاقية هذه، أرقاماً لا عناوين "
نائمتين
مثل أجرامٍ سماويّةٍ
تدور في مرْج منتصف الليل :
لمسةٌ واحدةٌ تكفينا لنعرفَ
أننا لسنا وحيدتَينِ في الكون، حتى في المنام :
تهاويلُ أحلامِ عالمَينِ
يرودانِ تهاويلَ بلداتهما، كأنهما تتخاطبان.
لكنّ لنا صوتينِ مختلفَينِ، حتى في المنام.
وجسدانا، متماثلان، لكنهما مختلفان
والماضي الذي يئزّ في عروقنا
محمّلٌ بلغةٍ مختلفةٍ، بمعانٍ مختلفةٍ –
مع أن أيّ سجلٍّ للعالَم الذي نقتسمه
سيُكتَب بمعنىً جديدٍ
نحن كنا عاشقينِ من جنسٍ واحدٍ
كنا امرأتَينِ من جيلٍ واحدٍ .
القصيدة الثانية
مهما حدثَ لنا،
سيظلّ جسدُكِ يسكنُ جسدي – رخيّاً، رقيقاً
وفِعْلُكِ الحـُبَّ، كالسعفةِ نصف المقوّسة
لسرخُسِ الغابةِ
الغسيلةِ توّاً بالشمسِ .
فخذاكِ المترحلتان، السخيّتان
اللتان جعلتُ وجهي كلّه، بينهما، مِراراً _
بَراءةُ وحكمةُ المكانِ الذي وجده لساني هناك –
الرقصةُ العنفوانُ العطشى، لحلمتَيكِ في فمي –
لَـمْستُكِ عليّ، قويّةً، حاميةً، تستخرجُني
لسانُكِ القويّ، وأناملُكِ الرقيقةُ
تبلغُ ما كنتُ أنتظرهُ منكِ، سنينَ، في كهفي الرطب مثل وردةٍ
ولْيكُنْ ما يكون .
القصيدة الثالثة
لو استلقيتُ معكِ على ذلك الشاطيء
أبيضَ، خالياً، ذا ماءٍ أخضر، صافٍ، دفّأهُ تيّارُ الخليجِ
لو استلقَينا على ذلك الساحل فلن نستطيع المكثَ
لأن الريح تدفع رملاً ناعماً علينا
كأننا ضدّها
أو كأنها ضدّنا
لو حاولْنا العنادَ وأخفقْنا –
لو ذهبنا بالسيارة إلى مكانٍ آخر
لننام بين ذراعَي بعضنا
وكان السريران ضيِّقَينِ مثل مَهاجع السجناءِ
وكنا متعبتَين، فلم ننمْ معاً
هذا ما وجدناه، وهذا ما فعلناه –
أكان ذلك ذنْـبَنا ؟
إنْ تشبثتُ بالظروف فبإمكاني الشعورُ بانني لستُ مسؤولةً.
فقط، تلك التي تقول إنها لم تخترْ
هي الخاسرة في نهاية الأمر .