ثالثةُ الأثافي ...

2016-07-04
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/d316b47b-db97-4efe-b950-ee740835266a.jpeg
بعد الدخول العسكريّ التركيّ ، في الأرض العراقية ، وهو أمرٌ  لم يكن غائباً ، البتّةَ ، منذ عقودٍ ، أقولُ
بعد الدخول التركيّ ، تأخذُ الصورةُ أبعادَها الواضحةَ :
الإجهاز على العراق العربيّ .
الأتراك . الأكراد . الفُرس .
هذه الأقوامُ الثلاثةُ لها مصلحتُها،  أعني أن لكل منها مصلحتَه في الإجهاز على العراق العربيّ .
الأتراك لم يُخفوا، أبداً، ادِّعاءهم بأن الموصلَ لهم، ولايةً تركيّةً، وأن سايكس بيكو اقتطعتْ هذه الولايةَ
وضمّتْها إلى العراق البريطانيّ .
والأكرادُ، حقّقوا تمدُّدَهم في الجبل، بمساعدة من أطرافٍ عدّةٍ بينها إسرائيل، وهم الآن يريدون أن يوسِّعوا
تمدُّدَهم ؛ بل وسَّعوه، حتى بلغوا أطرافَ بغداد .
أمّا الفُرسُ،  فهم يحكمون العراقَ، ويتحكّمون به، عن طريق المرجعية الإيرانية ( السيستاني )، وعن طريق حزب الدعوة العميل، والميليشيات الموالية، وفِرَق القتل التي يشرفون عليها .
الخوَنة المتحكِّمون بالبلد، أمثال العبادي، والخرسان ( الذي هبط مؤخراً بالباراشوت )، هم  إيرانيّو الهوى، بالرغم من عبوديّتِهم للمحتلّ الإنجليزي / الأميركيّ .
ستيف جونز، السفير الأميركيّ الممسكُ بخيوط مسرح الدمى، في منتهى السعادة، إذ لم يجد في حياته قشامرَ كالعراقيّين، حكومةً وشعباً !
ماذا تبقّى من العراق العربيّ ؟
الصحراء، وما جاورَها .
الغرب العراقيّ ...
الآن يحاصرون هذا الغربَ العراقيّ الأبيّ .
يريدون إبادةَ أهله .
جرّبوا المدفعية
جرّبوا الفوسفور الأبيض أيّامَ المجرم علاّوي .
هجّروا الناسَ
انتهبوا منازلَهم
جعلوهم مهاجرين، مهَجَّرين، في بلدِهم .
هذا كله، لم يكفِ .
العراقُ العربيّ ظلَّ متحدِّياً، صامداً .
*
ليأتِ الأتراك .
ليأتِ الأكرادُ ويحتلّوا بغداد .
ليأتِ الفُرسُ فتعودَ بغدادُ ( كما قال مسؤولوهم ) عاصمتَهم كما كانت قبل الإسلام .
العراق العربيّ باقٍ .
باقٍ لأنه عمقُ حضارةٍ عربيةٍ ، ولغةٍ فصحى ، وآيٍ كريمٍ .

لندن   06.12.2015


سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved