بعد الدخول العسكريّ التركيّ ، في الأرض العراقية ، وهو أمرٌ لم يكن غائباً ، البتّةَ ، منذ عقودٍ ، أقولُ
بعد الدخول التركيّ ، تأخذُ الصورةُ أبعادَها الواضحةَ :
الإجهاز على العراق العربيّ .
الأتراك . الأكراد . الفُرس .
هذه الأقوامُ الثلاثةُ لها مصلحتُها، أعني أن لكل منها مصلحتَه في الإجهاز على العراق العربيّ .
الأتراك لم يُخفوا، أبداً، ادِّعاءهم بأن الموصلَ لهم، ولايةً تركيّةً، وأن سايكس بيكو اقتطعتْ هذه الولايةَ
وضمّتْها إلى العراق البريطانيّ .
والأكرادُ، حقّقوا تمدُّدَهم في الجبل، بمساعدة من أطرافٍ عدّةٍ بينها إسرائيل، وهم الآن يريدون أن يوسِّعوا
تمدُّدَهم ؛ بل وسَّعوه، حتى بلغوا أطرافَ بغداد .
أمّا الفُرسُ، فهم يحكمون العراقَ، ويتحكّمون به، عن طريق المرجعية الإيرانية ( السيستاني )، وعن طريق حزب الدعوة العميل، والميليشيات الموالية، وفِرَق القتل التي يشرفون عليها .
الخوَنة المتحكِّمون بالبلد، أمثال العبادي، والخرسان ( الذي هبط مؤخراً بالباراشوت )، هم إيرانيّو الهوى، بالرغم من عبوديّتِهم للمحتلّ الإنجليزي / الأميركيّ .
ستيف جونز، السفير الأميركيّ الممسكُ بخيوط مسرح الدمى، في منتهى السعادة، إذ لم يجد في حياته قشامرَ كالعراقيّين، حكومةً وشعباً !
ماذا تبقّى من العراق العربيّ ؟
الصحراء، وما جاورَها .
الغرب العراقيّ ...
الآن يحاصرون هذا الغربَ العراقيّ الأبيّ .
يريدون إبادةَ أهله .
جرّبوا المدفعية
جرّبوا الفوسفور الأبيض أيّامَ المجرم علاّوي .
هجّروا الناسَ
انتهبوا منازلَهم
جعلوهم مهاجرين، مهَجَّرين، في بلدِهم .
هذا كله، لم يكفِ .
العراقُ العربيّ ظلَّ متحدِّياً، صامداً .
*
ليأتِ الأتراك .
ليأتِ الأكرادُ ويحتلّوا بغداد .
ليأتِ الفُرسُ فتعودَ بغدادُ ( كما قال مسؤولوهم ) عاصمتَهم كما كانت قبل الإسلام .
العراق العربيّ باقٍ .
باقٍ لأنه عمقُ حضارةٍ عربيةٍ ، ولغةٍ فصحى ، وآيٍ كريمٍ .
لندن 06.12.2015