(1)
يجيءُ الغيمُ ، أسودَ ، أطلسيّاً ، وتلك الريحُ تدفعُهُ ، وئيداً ، مع الشمسِ التي اختفت . البيوتُ
التي هي ههنا أمستْ ظلالاً ، لها شَبَهٌ بما كانَ البيوتَ .كأنَّ غرقى سفائنَ يُجهِشونَ . يكادُ
جِلْدي يئِنُّ مع المجاذيفِ التي في القاعِ .هل بحّارةٌ دخلوا إلى الحانِ العتيقِ ؟ هل النساءُ اللواتي
ينتظرْنَ مجَلْبباتٌ بالسوادِ ؟ الغيمُ يهبِطُ .سوف تلمُسُ ما ترَفّلَ منهُ أشجارُ الحديقةِ . سوف تبكي.
(2)
إذاً ... جاءَ الخميسُ !
سألبسُ الجِينْزَ الذي يبدو لِـعَيني أصفرَ . الأشجارُ في الـمَـرْجِ المحيطِ توشوِشُ . الـحِـدَأُ
اقترَبْنَ من التلالِ . وثَمَّ ، خلف السورِ ، أبصرتُ الغزالةَ تقضِمُ الورقَ الطريَّ . سيهبطُ السنجابُ
من أعلى الصنوبرةِ . الخميسُ الموعدُ ! الأيّامُ شاحبةٌ ، ولكنْ سوفَ تُـبْـلِغُني الخميسَ ...
صديقتي ستقولُ لي : كيفَ انتقَيتَ الجينْزَ أصفرَ ؟ سوف نضحكُ ، ثم نسترخي على ضَوعِ النبيذ.
(3)
أنا لا أُصَلِّي ...
غير أنّ الجمْعةَ اختلجَتْ .إذاً ، سأكونُ في مَكْناسَ . مقتبِلاً بها بوّابةَ المنصورِ ، مبتهِلاً ... عســى
مولاي إسماعيل يسمعُني . أقولٌ : يا مولاي ، هل تدري بما صنَعَ الهديمُ بنا ؟ بما صنعَ الهديمُ بكَ؟
الكتيبةُ لم تَعُدْ سوداءَ . سوف تقودُ ، يا مولاي ، مجموعاتِ سوّاحٍ ، إلى بوّابةِ المنصورِ . تعرفُها ؟
لقد أعلَيتَها حقّاً ، ولكنّ الزمانَ النذلَ حَلَّ . وأنتَ ممتقِعٌ بدونِ كتيبةٍ سوداء !
لندن 31.05.2013