التراسل / التحاور ... في ( العبور الأخير ) للروائية العمانية بدرية البدري
من غابة السرد الروائي، تختار الروائية العمانية معبرين لتأثيل روايتها ( العبور الأخير ) هما : التراسل / التحاور .. والمعبران متجاوران، فالتراسل للبعيد الخاص . والتحاور للقريب الذي هو توأمك في العيش مع بعض الاختلاف المشروط بالسمات الحياتية الخاصة .. تنتسب هذه الرواية للروايات الصوتية، أعني التي تكون السيادة فيها للصوت بتنويعاته المنولوج – الديالوج- التحاور المباشر أو التحاور بتوقيت وصول الرسائل الصوتية عبر الموبايل ...
إذن قوة الأشتغال الروائي، يكون على مستويين هما :
*الخاص
*العام
الخاص: يتوهج بالحب المفصوم بين حورية ومختار .. التوهج من لظى عشقهما والفصم هو نتاج الخوف من ذلك العدو الأكبر الشرس الذي من أسمائه المقبوحة : الفقر. أداة الفصم : ( حورية ) التي تطلب من مختار تخليصها من الفقر، قبل الزواج، حتى لا تكون نسخة طبق الأصل من نهاية أمها القتيلة بالفقر أثناء ولادتها لحورية .. وهاهي تخاطب مختارا في أحدى تراسلاتها ( أنا امرأة متمردة، تعلم أنني لست كباقي النساء لم أخلق لأختبىء خلف خيمة من حرير، كنت دائما أحلم بأن أخطف من صوتي صمت كل نساء الأرض، وأصرخ في وجه الموت ذاك الذي خطف أمي، حين ولدتني وتركت لي حسنها وعمرها كما يقول الجميع وليتها أخذت عمري وحسني المولود معي كما تنطق أعينهم . لماذا تلومني حين أخشى الفقر؟ أليس الفقر هو من أختطفها حين لم يجد أبي المال الكافي لأخذها إلى مستشفى خاص لتلدني هناك ؟ أليس الفقر نفسه هو ما جعل أسرّة المستشفى الحكومي تمتلىء فجأة وتهش أمي خارج المستشفى وآلام الطلق رفيقتها والولادة المتعسرة تسلب الحياة منها رويدا رويدا وبكثير من الألم../ 167 ) .. ما تقوله حورية صحيح بنسبة معينة فهي نطقت من جمرة أحاسيسها الصادقة، لكن هناك اللامفكر به بالنسبة لحورية هو : الفساد الإداري في المنطقة العربية كلها .. هيكلة القطاع العام بطريقة ناعمة وسامة في الوقت نفسه : مستشفياتنا – مدارسنا- جامعاتنا الحكومية : ظهورها العلني محض فاصل إعلاني يستعمله القطاع الخاص مجانا، حتى نتوجه كلنا المتمكن والمضطر، إلى الأهليات من المستشفيات والمدارس والجامعات .. إلخ
(*)
التراسل السردي بينهما ( حورية + مختار )، من خلال الموبايل .. أو الفيسبوك وسأكون كقارىء بمنزلة الشخص الثالث يستلم مابينهما .. وهذا التراسل يستطيل أحيانا مما يتسبب في جعل سيرورة السرد متباطئة في حركيتها ومؤثرية التباطوء هي تشتيت فاعلية التلقي لدى القارىء النوعي، فكيف بالقارىء العادي !!
(*)
المستوى العام في الرواية مزدهر جدا، وهو يتقدم في الرواية بحيوية عالية وله مسحة طبقية بمنزلة حجر كريم في الرواية العربية المعاصر، أعني تحوّل الطليعة المثقفة من خلال اضطرارها للهجرة إلى محض عمال غير منتجين وبلغة التراتبية المجتمعية حسب الفيلسوف أريك هوبزباوم : تحويلهم ( حثالة بروليتاريا ) ..!! والمتسبب أيضا الفساد الإداري العربي بلا إستثناء لأي دولة عربية .. بطل الرواية محمد المختار يحمل شهادة عليا بالهندسة، يضطر للتغرب !! ( ابن البلد لا أحد يثق بقدرته على الانتاج، ولا يمنح الفرصة وإن أمتلك الشهادات، لاتزال عقدة الأجنبي حاضرة حتى وقتنا الحاضر، هم الخبراء والمدراء، وعلى العمانيين التعلم منهم دائما، التعلم حتى التقاعد، لايمكن لعماني أن يحل محل أجنبي خبير، وربما كان ذلك الخبير يستمّد خبرته من العماني المهّمش../ 133 )... هنا ستنشط الآواصر الحميمة بين الناس وحصريا تلك النفوس المتخلقة بالمثل الناصعة.. ( بعض العمانيين ممن لهم أصول بدول أخرى، إذ ينسبون أقاربهم إليهم وإحضارهم ليعيشوا هنا من أجل حياة ٍ أفضل باعتبارهم مواطنين عمانيين ../132 ).. رغم أغتراباتهم في كدحهم فهؤلاء العمال .. يحتفون بالحياة بشكل ملفت للنظر : بعد ليلة ماطرة خربت أحوالهم، تحوّل سقف غرفتهم غربالا ..( كلما زاد انهمار المطر علت قهقهات السقف / 70) صورة سردية جميلة بأختزالها :
انهمار -------------- قهقهات : علاقة طردية في علم الرياضيات، تتحول هذه القهقهات ضمن الفضاء المغمور مطرا : الغرفة، إلى عزف منفرد على الآواني وستكون علاقة طردية أخرى :
أزدياد المطر ----------- أزدياد الأواني / الألات الموسيقية :
( وزاد عدد الدلاء الموضوعة لجمع قطرات المطر المتمردة على استماتة السقف في التصدي ../70 ).. قسوة العمل المأجور + قسوة الاغتراب + الغربة + قسوة الطبيعة .. ( الشتاءالماضي كان قاسيًا ببرودته ومطره الذي انهمر طويلا حتى تحولت أرضية غرفتنا إلى طمى رمليّ نتيجة انجراف بعض التربة من المبنى الذي كان لايزال هش الاساس.. صحونا والمياه تجري من تحتنا محملة بالكثير من التراب.. ) .. هنا سينسى هؤلاء الشغيلة المطيّنة والمغمورة بمطرة البارحة كل الأسى الذين غمرهم، حين يعثرون على بهجة الجديد النباتي .. ( ونحن - نعيد ترميم الغرفة – حين وجدنا نبتة صغيرة شقت طريقها وسط الطين بغرفتنا فقررنا أن نتعهدها بالرعاية والأهتمام لننظر ماستؤول إليه غير آبهين للحيز الذي ستشغله، يكفي أنها لن تفكر في خطف نَفَس ِ من صدورنا، لأنها تتنفس ثاني أوكسيد الكربون الذي نتخلص منه بتنفسنا، أي إنها نعمة أخرى تضاف لفيض النعم هنا../70 ) ..
طفولة هذه النبتة بإخضرارها المبلول : منظوريا : حجبت / أزاحت عن عيونهم كل آثار المطرة والطمى الرملي، وجديد الأخضرار النباتي : نشّف الفرش المغمورة بالمطر، النازل مفلتراً من سقف الغرفة .. أبهجتني هذه الصورة الشعرية المسرودة فأنا كقارىء نوعي أتماهى هنا في إنتمائي الطبقي وتبأرت رؤيتي مع صوت الشاعر البصري العراقي القتيل محمود البريكان في قصيدته الرائعة ( احتفاء بالأشياء الزائلة ) أقتطف منها هذه الأسطر الباذخة الجمال :
( أربع ُ أيد ٍ
تمتد إلى دفء النار معاً
وعيون ٌ أربع
تتأمل طفلا ً في مهده
مائدة ٌ
من زاد الفقراء
وحديث هادىء
أنسام الفجر ترف ُ رفيف َ جناح فراشة
العشب اللين بعد الغيث
يبدو منتعشا ونظيفا ً
الذكرى تمرق في لحظة
خطة ُ يوم ٍ قادم
نور الشمس
مجرد نور الشمس
أجمل مافي العالم
مشهده العابر
ومباهجه الصغرى
طوبى لك
إن كنت بسيط القلب
فستفهم مجد الأرض
سحر الأشياء المألوفة
إيقاع الدأب اليومي
وجمال آواصر لا تبقى
وسعادة ماهو زائل )
النبتة الجديدة الأخضرار، ستميتها فيوض محبتهم العمالية ( أخشى أننا أغرقناها بالماء حتى ماتت غرقا، فلم يبق َ عامل ٌ إلا وسكب من إنائه قليلاً.. ) لكن هذه النبة من خلال حراثة قراءتي للرواية ستزدهر في ذواكر القراء وتتخصب في تنموية دائمة .. وهؤلاء العمال هل كانوا كما يصفهم السرد ( ياللمساكين الذين يبحثون عن فُتات قيمة قد يجدونه في برعم يأملون أن يتفتح يوماً كزهرة ياسمين مثلا أو شجرة برتقال حامض فربما كان هذا البرعم لبذرة رماها أحدهم يوما ما../71 ) .. ربما هذا البرعم هو ( ماوراء الفقد ) الذي يعتور حيواتهم .. ربما تلك النبتة هي جوهر حياتهم المأهولة في التباس المجاز في العالم كنص ( يقرأ من علاماته وإشاراته ودواله وأبجدياته ../ 15- فاطمة الوهيبي – المواجهة وتجليات الذات –المركز الثقافي العربي- ط1/ المركز الثقافي العربي – بيروت - 2005 ) .. للبرعم بخضرته الزاهية شعريته المبثوثة في نفوسهم العمالية المستلبة وللصرصار تساؤلاته من خلالهما عبدالله ومختار وتصير حكايتهما بلهجتنا نحن آهالي البصرة ( سالفتك مكطوعة بصرصار ) !! فظهور الصرصار يحدّث قطعا حادا في تحاورهما ( يطل صرصار برأسه من تحت فراشي، أنتفض واقفا، مايجعل الصرصار يهرب ليلحق به عبدالله محاولا القضاء عليه / 219 ) ثم يتذكر مختار حادثة سابقة ( مازلت أذكر تلك العائلة من الصراصير.... نظراتها الواجمة وأنا أغلق منفذها للحياة بالإسمنت، هل تراها كانت تعرف مسبقا مصيرها بعد انتهائي من عملي ؟.. لا أدري لماذا تخيلت أطفالا خائفين ؟ يرتعدون، يتكومون بعضهم على بعض خوفا من هذا المارد الواقف أمامهم بقبضة الإسمنت ../ 219 ) ثم يخاطب عبدالله قائلا : ( أرأيت ؟ صار تافه لديه القدرة على إخراجك من كل مآسيك، وإجبارك على الجري خلفه للنيل منه، تتحول من ضحية إلى قاتل .. ) ( ثم يقدم مختار إستقراءه للمشهد ( يبدو أننا نحن البشر لا يمكننا كبح جماح رغبة القتل لدينا حين نجابه من هم أضعف منا وأصغر منا، نحن ضعفاء فقط أمام الأقوياء ../220 )
(*)
حتى لا تصاب تقنية التراسل بالترهل، يتوسل السرد، القطع السردي، والنقلة الزمنية المتراجعة . كما الحال حين كان مختار معتليا نخلة الخصاب ويأتيه العامل تاج الإسلام ( راكضاً وهو يردد بخوف : تفتيش تفتيش، أهرب . / 137 ) هنا يتم تعليق هذه اللحظة سرديا، ويتساءل القارىء العادي في الفصل التالي، عما سوف يحدث لمختار، لكن الذي سيواجهه القارىء، أن محمد المختار وبقية العمل في شغل ٍ عصيب وبشهادة محمد نفسه ( اجتمعت ُ وبقية العمال لمناقشة ماقد يؤول إليه حالنا بعد هرب مجاهد بميزانية المحل ../ 143 ) وسنصل إلى ص177 ونتابع محمد المختار الذي كان في ص137 على النخلة الخصاب وهو يخاطب تاج الإسلام :
( كدت ُ أفلت الحابول وأنا أسمع كلمة أهرب، ولكني تنبهت ُ قبل أن أقع صريع الخوف :
- ممّ أهرب ؟ أين؟ ما الذي حدث ؟
- لامجال للشرح الآن، فقط أهرب، هيا بسرعة . )
نزلت بسرعة وأخذت حاجاتي التي كان تاج الإسلام قد أحضرها معه، وهو يجري نحوي، وركضت إلى الجهة التي أشار إليها دون أن أعلم إلى أين ستوصلني ؟ ولا ما الذي تخبئه لي ../ 177 ).. نلاحظ أنّ تاج الإسلام لايمتلك أخلاقيات الأممية الدينية التي يتصف بها الدين الإسلامي الحنيف، فهي خديعة بنسقها العمالي الثالث في التخلص من العمال الذين معه .. والضديد له سلوكيا هو العامل اليمني عبدالله الذي فقد عائلة في الحرب التي ماتزال حتى كتابة هذه السطور في ضراوتها بين المملكة العربية السعودية واليمن .. عبدالله الذي يستحق دراسة نقدية لوحده فقد أولته الرواية عناية سردية بشكل دقيق ومؤلم وبصفتي عراقي من البصرة فقد عرفت مدينتي منذ 1980 لحد الآن كل أنواع القتل بدءا بالمدفعية البعيدة ومرورا بالتفخيخ والرصاصات اللاطائشة السعيدة والرسائل الصوتية المدوية بصيغة رمانة محلية الصنع أو مستوردة لكننا نكاية بالمخالب التي تتشظى فينا لم نتوقف عن مديح مباهج الحياة الناصعة.. عبدالله اليمني لا يمتلك صفحة جديدة، حتى يفتحها لتعقد معه الحياة ميثاق شرف ، وتجرّده من فجائعه التي هي روحه، فالنسيان يستحي من عبدالله، خلافا للطائرات المغيرة، فذاكرة عبدالله مكثت هناك تعيد المشهد الدمائي نفسه ( كلما رأيتها تجري وشعرها مسدل خلف ظهرها، أصابعها الصغيرة وهي تحاول قطف النجوم المتساقطة، ضحكتها وصرخاتها، وجهها الغائب الحاضر../ 95 ) كأن هذا المواطن اليمني منذور للخوف الممدود وللقلق وهو يقرّض أظافره بأسنان عبدالله والتوتو والارتجاف من الهلع وأنقباض الروح . خوفه متدفق من عروبيته ( منذ علمت ُ أنني عربي وأنا خائف ) وخوف متدفق من حدوسات أمه ( ..أعلمتني أمي أن هناك ثأرا بيني وبين جميع من أحبهم، وأنني قد أقع في أية لحظة ضحية رصاصة طائشة لا أعلم من أية جهة قد تأتيني .. ).. تقنيا هنا لعبة تصويتية أعني نقلات في جهوية الصوت من الباث إلى المبثوث فعبدالله المسكون بحضور عائلته التي غيبها القصف، يتنتقل بين الجواني / عائلته وبين البراني / صديقه العامل محمد المختار وبشهادة المختار ..( هكذا بدون أي فاصل تمهيدي ينتقل عبدالله من الحديث معي إلى الحديث إلى طفلته تارة وأبيه تارة أخرى، حتى زوجته أراه يحدثها ويسألها عن بكر الذي لم يره، هل تراه كبر في الجنة ؟ أم أنها لم تلد بعد ؟ هل ستنتظره ليأخذها إلى المستشفى ؟ أم أنها ستلد مبكراً كما فعلت مع يارا../ 96- 97 ) .. كلام عبدالله بمثنوي جهويته : كلام إلى/ مع : عائلته ----------- كلام مع / إلى مختار
أنتقلت عدواه، إلى مختار وبشهادته .. ( حتى أنا صرت أذهب بعيدا عن عبدالله حين أحدثه، فكلانا يحمل همه على ظهره، يبدأ أحدنا الحديث لصاحبه وينهيه وحده وهو يخاطب الراحلين طوعا أو أولئك الراحلين رغما عنه ../98 ) حين يتحدث عبدالله عن ابنته يارا أو ولده بكر الذي كان جنينا في بطن أمه ساعة القصف.. سيهوي مختار في بئر زمنه النفسي .. ( أخبره عن أختي التي رحلت حين كنتُ في السادسة، لم أكن أدرك معنى الموت، والحزن كان أكبر من أن ينتبه أحدهم لابن السادسة وهو يبتسم بسذاجة للمعزين / 97 ) ... ويتواصلان هكذا عبدالله ومختار : عبدالله يحدث مختارا عن طيبه أمه ومختار يخبر عبدالله عن العيد متجسدا في شخصية أبيه ( 211 ) ثم يتمازج صوتاهما : عبدالله ومختار . وكقارىء للرواية سأعمد إلى توضيح التحاور من خلال وضع اسمهما فقط دون المساس بالنص الروائي :
( مختار : ماذا لو ردت عليّ كما فعلت سابقا ؟ ماالذي يضمن لي ألا ترفضني مرة أخرى ؟
عبدالله : ماذا لو عادت صفية إلى الحياة، أتت وفي يديها يارا وبكر ؟ هل تعتقد أني سأفضل البقاء هنا ؟
- مختار : وضعك مختلف، حورية رفضتني )
التراسل بين الأصوات سينتقل نقلة أعلى من خلال تمازج صوتي : حورية + مختار .. حورية توصل صوتها عبر المنولوغ السردي وكذلك عبر الرسائل الصوتية، أو المدونة بواسطة الموبايل ( كنت حنونا كأمك، تمسح على رأسي وتحتويني وأنت ابن السابعة وكأنك ابن سبعين عاما من النضج، أحبك أنت تعلم ذلك، كان شيئا مفروغا منه .. ) تستمر حورية بالكلام عبر رسائلها الصوتية، يكمل بعدها مباشرة مختار ( تصمتين، نعم تصمتين، فقد كانت رسالتك صوتية هذه المرة، صوتك سرى في دمي حتى أضعفني .. أنفاسك لم تكن متسارعة ولا هادئة كانت أشبه بأجراس كنيسة تترنح علها توقظ الأيمان في قلب أحدهم ../ 169- 170 ) .. ويستمر كلامها حتى نهاية الفصل / 173) والسرد الروائي يومض مرة واحدة نحو جهة ما يسمى ( الرواية الواعية بذاتها ) فالمؤلفة الروائية بدرية البدري : تتوارى / تتماهي في شخصية مختار بخصوص مهيمنة الصوت والتراسل الصوتي بين الشخوص . هاهو مختار يخاطب حورية ..( تتصادم الكثير من الأصوات داخلي، ولا أدري أأعرفها أم أنها غريبة عليّ ؟ الأكيد أن أغلبها ذكوري، لا يوجد إلاّ صوت أنثوي وحيد، كان يجري نحوي يسبقه هلعه، ذلك الصوت كان صوتك ِ أنت ../247 ) ..
(*)
بأختصار : ( العبور الأخير ) رواية مفتّحة الأبواب لقراءات نقدية متنوعة .
*المقالة منشورة في صحيفة الوطن العمانية في 22/ 10/ 2017