تحريم النسيان/محمود عبد الوهاب في شمعته الرابعة

2016-07-18
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/02854d7b-8a2c-495f-902a-6f5c16191e38.jpeg
جماليات حضورك بطرواة شمس الضحى في شتوة بصرية، معك لايجدي ( خير الكلام ما قل ودل ) يا أجمل معالم بصرتنا : دروسك غزيرة كعطاياك .. وإبتسامتك هي هي .. من أنوار وجهك الوسيم : ألتقط استياءً جارحاً يعترض على مايجري بحق الشط والحدائق والشوارع والمكتبات .. مايجري صيّر بهجتنا أقصر من قصة بحجم الكف وحياتنا ذات مفاجآت تنافس المسلسلات الهندية المدبلجة الى اللهجة اللبنانية !! وحتى تبتسم أكثر هناك مسلسلات تركية مدبلجة الى اللهجة الخليجية !! اخبرك بذلك لأن تاج السخرية مايزال يحظي برأسك الحزين .... أيها الرجل الوتر : ثرواتك بمقاساتهم : سرير العازب .. وبقناعتك / قناعاتنا : محبة المعرفة والبصرة التي كانت تقلك الى وارشو.. ماذا تبقى من حبيبتك ( كراجينا) ؟ قصيدة بصيغة هدية من الوديع المسالم الشاعر مجيد الموسوي.. ؟! والأصح ان نقول ماذا تبقى من وارشو في وارشو ؟ ومن آية تحريم النسيان : قصتك الخالدة وهي المبادرة القصصية الاولى في الوطن العربي .. لكن يبدو ان النقد العراقي مصاب بأزمة ضمير أو بالزهايمر ،لا أحد من قادة النقد العراقي تناول قصتك القصيرة الفذة ( سيرة ) والتي هي بحق سرد الفوتوغراف .. قصة بصرية نسبة للبصرة  والبصر والبصيرة وكلها تعني البصرة .. أليس ( الدنيا : بصرة ؟) يغترف السرد من لقطة فوتوغرافية: صورة بالابيض والاسود لجسر سوق المغايز، تطل عليه ساعة سورين زمن اللقطة  1942 ثم ينتقل الفضاء القصصي من المدينة الى الاسرة’ فالسارد ومن خلفه المؤلف محمود عبد الوهاب، لاوجود في الصورة  ولولا شقيقه أحمد، لماتوفرت لديه نسخة من هذه الصورة، ( الواقفون في الصورة من اليمين الى اليسار: كمال وخليل وعبد الواحد وأخي ) المغيّب في الصورة ليس محمود عبد الوهاب بل ( مصطفى الذي كان آنذاك، في أيامه الاخيرة ملازما فراشه بسبب اصابته بسرطان المثانة / ص41 ) ماقام به محمود عبدالوهاب في القصة القصيرة الفذة، هو تكرار تحريم النسيان من خلال تحويل الخاص الى ملكية عامة.. والخاص هنا صورة فوتوغرافية، التقطت بتوقيت الحرب العالمية الثانية، وتثبيت التاريخ في قفا الصورة يدعو القارىء المجايل من اهل البصرة الى استعادة ماكان يجري في البصرة وتحديدا منطقة الشعيبة كقاعدة بريطانية وغير ذلك من الاحداث .. وسرد المؤلف لم  يحنّط الصورة بل قام بتحريك الشخوص كما يحدث في الشريط السينمائي، فقد التقط المؤلف آواخر ايام الشخوص البصريين .. هاهم داخل الفضاء القصصي يتحركون في امكنة البصرة هاهم اشخاص الصورة .. ( يتكلمون من دون صوت، ثم يواصلون سيرهم .. يبتعدون حتى تبدو رؤوسهم كرؤوس الدبابيس، تنبسط المسافات ويتناقصون كما لو أن الأرض أخذت تمتصهم واحد بعد الآخر ..)..
*عمود صحفي اسبوعي في طريق الشعب / 15/ 12/ 2015

مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved