.
في هذا الموضوع يعقد مركز (سني بروك) الطبي في تورونتو، ندوات تثقيفية لحث الناس على وقاية انفسهم من الاشعة فوق البنفسجية التي يتعرضون لها يوميا، خارج البيت، في العمل والمدرسة واللعب وخاصة عند أخذ الحمامات الشمسية المتكاثرة طلبا للون البرنزي للجلد. تقول احدي الناشطات في هذا البرنامج التثقيفي الصحي نحن نعرف بان الاشعة فوق البنفسجية من نوع (ب)، يمكن ان تحرق الجلد، وهي بالدرجة الاولى مؤلمة وتسبب تبدلات وتخريب لنسيج الجلد، وهذا الاذى عندما يحدث فان الانسان يشعر به، ويعي ما يحدثه من آثار على الجلد عموما، ولهذا يمكن تجنب اصابة الجلد بالحروق. ثم تقول مضيفة: (الاشعة فوق البنفسجية من نوع (ا) من ناحية اخرى، بسبب كونها تخترق الجلد عميقا، فانكم لا ترون عملية تخريبها للجلد، ولا تشعرون بها، وهي التي تعطي الجلد لون (التان) اي البرنزي، والناس يعتقدون دائما بان برونزية الجلد علامة صحية، ولكننا نعلم الآن بان برونزية الجلد تعتبرعلامة تدمير اكيد حدث للجلد، وقد يخف اللون بعد الصيف، ولكن التخريب يبقى على الجلد ويتراكم سنة اثر سنة). قبل ما يزيد من نصف قرن جننت (كوكو شانيل) النساء لجعل بشراتهن بلون (التان) اي (برونزي او نحاسي) بالتعرض لاشعة الشمس عاريات تسترهن ورقة عنب في شواطئ السباحة فكانت النتائج خطيرة اذ الكثير منهن اصبن بسرطانات الجلد.
التحذيرات اصبحت صارمة جدا وتقول بعبارات أكيدة بان الاعتماد على المراهم الواقية امر يزيد من حدوث سرطان الجلد، التحذيرات تؤكد على تجنب التعرض المباشر للشمس، خاصة بين الـ 11 صباحا والرابعة بعد الظهر، وعلى النساء والاطفال خاصة لبس الملابس الواقية، والشمس بالاضافة الى انها تساعد في إحداث السرطان فانها تسبب الشيخوخة المبكرة للجلد والوجه. اما الاطفال ذوي البشرة الغضة فينبغي تغطية رؤوسهم بالقبعات لحماية انوفهم وآذانهم وخدودهم بشكل خاص، وينبغي القول بان اصحاب البشرة السوداء يتعرضون لاذى الشمس كما يتعرض لها ذوي البشرات البيضاء والصفراء، مخاطر التعرض لأشعة الشمس كثيرة واليوم يعتبر التعرض لأشعة الشمس أكثر خطورة مما كان عليه منذ عقد من الزمان! لان فعاليات الانسان في اطلاق الغازات في الفضاء دون ضابط سببت انخفاضاً ملحوظاً في كثافة طبقة الأوزون التي تلف الغلاف الجوي للأرض وهي المصفاة الواقية التي تحمي الإنسان من ضرر الأشعة فوق البنفسجية. الواقع ان التفسيرات التي قدمها العلماء حول انكماش طبقة الأوزون ليست مجرد تخمينات بل حقيقة واقعة، وليس من شك أن العواقب وخيمة على بشرة الإنسان. ومن آثاره المأساوية التزايد الملحوظ في حالات سرطان البشرة فقد اصبح عدد الإصابات بسرطان الجلد يتضاعف كل عقد خلال السنوات الخمسين الماضية. وهذه المخاطر التي تصيب البشرة جرّاء التعرض لأشعة الشمس وتحمل هذه العواقب التعرض للأشعة هي فوق البنفسجية (أ) و (ب).
الأشعة فوق البنفسجية (أ) تسبب حروق الشمس والتعرض لها بإفراط (كما يحدث في صالات اكتساب الوان التان او التنحيس) اي اكتساب اللون النحاسي الذي اوصت به قبل نصف قرن (كوكو شانيل) في الباريسية التي جننت النساء بتوصياتها فرحن يعرضن اكبر اجزاء اجسامهن لاشعة الشمس ساعات على سواحل البحار فان النتائج المروعة التي حدثت هي سرطانات الجلد وحدوث الشيخوخة المبكرة للجلد وهي التجاعيد والنمش وفقدان ليونة بشرة المرأة المخملية كما تسبب التسمم الضوئي والتحسّس ضوئي والاهم الأسراع في التسرطن وسرطان الجلدي والمهم ايضا ان الجلد يفقد مناعة البشرة. اما ما تفعله الأشعة فوق البنفجسية (ب) فهي الحروق الشمسية وتلوين الجلد بالنحاسية كما تسبب الشيخوخة المبكرة للبشرة وتحدث النمش. تدهور البشرة يجعلها سهلة التعرض للاصابات البكثيرية وانواعها كثيرة، كما هي الاخرى تساعد في حدوث التسرطن الجلدي.
الشمس كانت في الماضي نعمة للارض ولاتزال فهي مفيدة للحياة لكنها غدت الآن شديد الأذى إن لم نتعامل معها بحذر شديد، اذ لايزال الان الكثير من النساء يعرضن انفسهن للخطر في الشواطئ مستخدمات دهونا واقية مشكوكة الفعل. النصائح التالية لوقاية البشرة من أشعة الشمس الحارقة الآن، الواقع أن ثلثي مدد التعرض لأشعة الشمس تحدث خلال الحياة العادية دون معرفتنا بها، تحدث خلال المشي في الشارع المكشوف لفترة طويلة من اجل الذهاب الى العمل او العمل في البناء او العمل في الحديقة. فالرمل يعكس 71% من أشعة الشمس والماء والثلوج تعكس 58% منها وكذلك الأرصفة أو الجدران، التي تعتبر (عاكسا طبيعيا للأشعة. الأيام الغائمة والمعتمة لا تمنع من تسرب الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض بنسبة 80%.
لتفادي اضرار أشعة الشمس على لبشرة، اتبعوا ما يلي. لا تطيلوا الجلوس تحت الشمس ولا تنسوا ان ذوي البشرة الشاحبة الذين يذهبون لقضاء أسبوعين تحت أشعة الشمس إنما يزيدون من خطر إصابتهم بسرطان الجلد. وينبغي الحذر من شمس منتصف النهار بين العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر حيث اشعة الشمس في ذروتها حيث يكون المرء ظله أقصر من طوله. وغطوا الجزء الاكبر من اجسامكم بالملابس الاكثر وقاية واستخدموا العوينات الشمسية الداكنة والاهم احموا اطفالكم من بلايا الشمس فبشرات الأطفال في اقصى انواع االحساسية لانها تحرق بشراتهم الغضة، مهما يكن لون البشرة فإن الحيطة من اشعة الشمس لابد منها خاصة للاطفال والنصيحة الاخيرة التي نقولها، تجنبوا التعرض لاشعة الشمس حتى وان كانت باهتة.
توما شماني - تورونتو عضو اتحاد المؤرخين العرب