من قبلِ أن نأتي القواعدَ
كنتَ قاعدةً أمامَ اللهِ والطبقاتِ
كنتَ تفتِّـتُ الأحجارَ بين الناصرية والشمالْ
تقولُ للوردِ : الـتُّـوَيجُ مخبّـأٌ
وتقول للبُرديّ : خـبّـأنا البنادقَ فيكَ
للورقِ : الجريدةُ أنتَ
للمتياسرينَ : إلَـيَّ
للفوضى : سلاماً للذين ينظِّـمون مدائحَ الفوضى
وينتقلون بين الناصرية والشمالْ .
*
لوجهكَ : الظلماتُ مطْـبِـقةٌ
لأهلكَ : ليس بعد الليلِ إلاّ الليل
للتاريخِ : نحن الفجرُ
لم ننزلْ على خيلٍ مُـسَـوَّمةٍ
فأطلَـقْـنا خيولَ الجنِّ
تجدحُ،
وانطلقنا قبلَ أن نأتي القواعدَ
نحو قاعدةٍ أمام الله والطبقاتِ
كانت مثلَـنا في الناصريةِ
مثلَـنا في صورةِ الأسلافِ
والكوفيةِ الرقطاءِ
والدمِ مُـدْلَـهِمّـاً في خطوطِ الوشــمِ
أيّـامَ النساءُ محجّـباتٌ
في المآتمِ والقطاراتِ البطيئةِ
والمساجدُ تختفي في النخلِ
أيامَ الكنائسُ لم تزلْ بيضاءَ، يونانيّـةَ القُـدّاسِ
أيامَ المسـمّـى ، أنتَ : قاعدةً أمامَ اللهِ والطبقاتِ
سارتْ مثلَـنا مقروحةَ الأقدامِ
تحملُ مثلَـنا ما يحملُ الأسلافُ
وشْــمَ الحِـنْـكِ والكفَّـينِ
والمنشورَ أزرقَ
والرصاصةَ في عيونِ الخيلِ
تحملُ مثلَـنا ما يحملُ الأسلافُ
بين الناصريةِ والشمالْ .
*
سنُـعِـيدُ هذي الدورةَ الصـمّـاءَ
هذي الوردةَ المقطوعةَ الأعضاءِ
نُـقتَـلُ في الخلايا
ثم نُـقتَـلُ في المواقفِ،
ثم نُـقتَـلُ في قواعدنا
نعيدُ الدورةَ الصمّـاءَ والوردةْ
نعيدُ رهافةَ الوحدةْ
ونسكنُ في التفرُّدِ … في اخضرارِ الوشمِ
نسكنُ
في خلايا لم ترشِّـحْـها الخلايا
في مواقفَ لم تُـعَـرِّفْـها المواقفُ
في قواعدَ تحتفي بدمِ الزمانِ النذلِ
ننأى في التفرُّدِ
في تفاصيلِ الـهُـوِيّـةِ والكلامِ
وملْـمسِ الأيدي التي وُشِـمَـتْ ،
وإيقاعِ الرصاصةِ والسؤال :
أتطْـلُـعُ الأشياءُ ؟
فلتطْـلُـعْ بنا الأشياءُ كالأشياءِ
تطلُـعْ
رايةٌ حمراءُ في التكوينِ : بين الناصرية والشمال.