قصيدة احتفاء بالتأسيس الشيوعيّ في العراق
من قبلِ أن نأتي القواعدَ
كنتَ قاعدةً أمامَ اللهِ والطبقاتِ
كنتَ تفتِّـتُ الأحجارَ بين الناصرية والشمالْ
تقولُ للوردِ : الـتُّـوَيجُ مخبّـأٌ
وتقول للبرديّ : خـبّـأنا البنادقَ فيكَ
للورقِ : الجريدةُ أنتَ
للمتياسرينَ : إلَـيَّ ...
للفوضى : سلاماً للذين ينظِّـمون مدائحَ الفوضى
وينتقلون بين الناصرية والشمالْ .
لوجهكَ : الظلماتُ مطْـبِـقةٌ
لأهلكَ : ليس بعد الليلِ إلاّ الليل .
للتاريخِ : نحن الفجرُ ...
لم ننزلْ على خيلٍ مُـسَـوَّمةٍ
فأطلَـقْـنا خيولَ الجنِّ ...
تجدحُ ،
وانطلقنا قبلَ أن نأتي القواعدَ
نحو قاعدةٍ أمام الله والطبقاتِ...
كانت مثلَـنا في الناصريةِ .
مثلَـنا في صورةِ الأسلافِ
والكوفيةِ الرقطاءِ
والدمِ مُـدْلَـهِمّـاً في خطوطِ الوشــمِ
أيّـامَ النساءُ محجّـباتٌ
في المآتمِ والقطاراتِ البطيئةِ
والمساجدُ تختفي في النخلِ
أيامَ الكنائسُ لم تزلْ بيضاءَ ، يونانيّـةَ القُـدّاسِ
أيامَ المسـمّـى ، أنتَ : قاعدةً أمامَ اللهِ والطبقاتِ
سارتْ مثلَـنا مقروحةَ الأقدامِ
تحملُ مثلَـنا ما يحملُ الأسلافُ
وشْــمَ الحِـنْـكِ والكفَّـينِ
والمنشورَ أزرقَ
والرصاصةَ في عيونِ الخيلِ
تحملُ مثلَـنا ما يحملُ الأسلافُ
بين الناصريةِ والشمالْ .
سنُـعِـيدُ هذي الدورةَ الصـمّـاءَ
هذي الوردةَ المقطوعةَ الأعضاءِ
نُـقتَـلُ في الخلايا
ثم نُـقتَـلُ في المواقفِ ،
ثم نُـقتَـلُ في قواعدنا ...
نعيدُ الدورةَ الصمّـاءَ والوردةْ
نعيدُ رهافةَ الوحدةْ
ونسكنُ في التفرُّدِ ... في اخضرارِ الوشمِ
نسكنُ :
في خلايا لم ترشِّـحْـها الخلايا
في مواقفَ لم تُـعَـرِّفْـها المواقفُ
في قواعدَ تحتفي بدمِ الزمانِ النذلِ ...
ننأى في التفرُّدِ
في تفاصيلِ الـهُـوِيّـةِ والكلامِ
وملْـمسِ الأيدي التي وُشِـمَـتْ ،
وإيقاعِ الرصاصةِ والسؤال :
أتطْـلُـعُ الأشياءُ
فلتطْـلُـعْ بنا الأشياءُ كالأشياءِ
تطلُـعْ
رايةٌ حمراءُ في التكوينِ : بين الناصرية والشمال .