طنجيس رمز الحب والوفاء

2015-08-02
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/372d8d8a-3f0a-4044-8831-1c0791a2364a.jpeg
 أجلسُ في المقهى
مقهى القدّيسةِ باولا
Cafe' Santa Paola
منذ الصّبحِ الباكرِ أجلسُ في المقهى :
طنجةُ تستيقظُ .
لستُ أنا مَن يُوقِظُ طنجــةَ ...
مَن قالَ : الـحُـلـمُ ينام ؟

.............
.............
.............
طنجةُ سيّدةُ الأنوارِ السبعةِ
أغنيةُ البَـحّــار !                                                ( الشاعر سعدي يوسف )

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/668a5182-9050-4025-8bda-dc4b38cfc13d.jpeg
 
طينجيس ، رمز الحب والوفاء، رمز العشق "الذي كان يكنه  أنتي"  ابن "بوسيدون" اله البحر و"غايا"،آله الأرض، لزوجته والذي جعله يسمي مملكته باسمها، وهكذا بقي اسمها شامخاً على مر الازمان والعصور...  كان حبه لها واسعاً كوسع مملكته التي  امتدت من سبتة إلى "ليكسوس" مدينة التفاحات الذهبية قرب العرائش .
 
 كثرت الأساطير في تسمية هذه المدينة، اسطورة اخرى شاع تداولها بين اهل طنجة، تقول : إنه بعد الطوفان ضلت سفينة نوح الطريق وهي تبحث عن اليابسة، وذات يوم حطت حمامة فوق السفينة وشيء من الوحل في رجليها، فصاح ركاب السفينة "الطين جا، الطين جا"، أي جاءت الأرض اليابسة، ومن ثم سميت المنطقة "طنجة".
 
 تقع طنجة عند مفترق طرق تجارية وحضارية، وكسائر المدن في العالم والتي تمتلك موقعها، فإنّها مدينة لا تتكرر، فموقعها عند التقاء البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، وبين القارة الأوروبية والأفريقية. جعلها من أهم المدن في أفريقيا عمومًا وفي المغرب خصوصًا، وهي طافحة بالبنوك والشركات الاقتصادية التي صارت تطلّ كلها على الميناء الجديد الخلاب. وبسبب ثرائها الاقتصادي تحوّلت إلى أحد أهم المراكز الثقافية في إفريقيا، حيث تجد فيها قاعات الفنون والمسارح والموسيقى والمتاحف والجمعيات الثقافية الشهيرة . بسبب موقعها عند مضيق جبل طارق، ويخال للمرء الواقف عند شاطئها أنّ صوت طارق بن زياد ما زال يتردّد مع الرياح: "البحر من أمامكم والعدو من ورائكم ....
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/4ddb10da-a76c-41c5-ad4e-27284a1e135c.jpeg
انها أقدم مدن المغرب تأسست على يد الأمازيغ، وعلى مرّ التاريخ تحصّنت اسوارها، فبلغ عدد الأبواب التي تحيط بسورها العريق ١٣ بابًا وعدد من الأبراج التي ما تزال ماثلة . إنها اليوم مركز لتنوع حضاري كبير، أفريقي-أوروبي غنيّ يحثك من اللحظة الأولى على التجوال واكتشاف أزقتها الغامضة. يمكنك قبل الغوص في أزقتها أن تذهب إلى كهوف هرقل الواقعة على بعد ١٤ كم عن المدينة والتمتع بطبيعة خلابة نادرة هناك، خصوصًا أنّ فتحات الكهوف مُطلة على المحيط الأطلسي الذي يرسل مياهه المتدفقة إلى هذه الفتحات في مشهد آسر. و"القصبة" في طنجة هي من الأمور الإلزامية لكلّ سائح مُحبّ للسّياحة، فهي من أهمّ ما تقدّمه هذه المدينة لعدسات الكاميرا. إنها تقع في أعلى نقطة في المدينة ومنها يمكنك الإطلال على ما تريد، وصولا إلى إسبانيا. 
 
 
يرجع تاريخ مدينة طنجة إلى العهد الفينيقي، ثم تعاقب عليها الرومان والبرتغاليون والعرب والإسبان. وقد أدت دوراً مهماً في التاريخ، ولاسيما على صعيد التجارة حيث كانت مركزاً لشحن البضائع ما بين العرب والبرتغاليين منذ عام 1471م.

وقد تنبهت القوى الأوربية المتنافسة على المغرب إلى أهمية هذه المدينة، وتعود أهميتها الى عهد الأمير تشارلز الثاني في إنكلترا، ونالت شهرة كبيرة وشهدت ازدهاراً مهماً في عهد الأميرة كاترين من براگانزا Catherine of Braganza، ثم أصبحت مجرد مرسى للسفن بعد أن اتخذت مكاناً لإيواء القراصنة، وخاصة في عام 1684. ثم أخذت هذه المدينة تستعيد أهميتها شيئاً فشيئاً، وبدأت بالتوسع حيث أصبحت تشغل مساحة تقدر بنحو 140 كم²، ومع إقليمها تصبح المساحة نحو 373 كم²، بعد أن شكلت المدينة مع إقليمها وحدة غير قابلة للتجزؤ.

بعد فترة من السبات، استعادت طنجة حيويتها مع انطلاق الغزوات الإسلامية لغزو الأندلس علي يد طارق بن زياد سنة 711، ثم من طرف المرابطين والموحدين الذين جعلوا من طنجة معقلا لتنظيم جيوشهم وحملاتهم. بعد ذلك تتالت على طنجة فترات الغزو الإسباني والبرتغالي والإنجليزي منذ 1471 إلى 1684، والتي تركت بصماتها حاضرة بالمدينة العتيقة كالأسوار والأبراج والكنائس.
لكن تبقى أهم مرحلة ثقافية وعمرانية مميزة في تاريخ طنجة الوسيط والحديث هي فترة السلاطين العلويين خصوصا المولى إسماعيل وسيدي محمد بن عبد الله.

بعد استرجاع طنجة من يد الغزو الإنجليزي سنة 1684 في عهد المولى إسماعيل، استعادت طنجة دورها العسكري والدبلوماسي والتجاري كبوابة على دول البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي عرفت تدفقا عمرانيا ضخما، فشيدت الأسوار والحصون والأبواب. وازدهرت الحياة الدينية والاجتماعية، فبنيت المساجد والقصور والنافورات والحمامات والأسواق، كما بنيت الكنائس والقنصليات والمنازل الكبيرة الخاصة بالمقيمين الأجانب، حتى أصبحت طنجة عاصمة دبلوماسية بعشر قنصليات سنة 1830، ومدينة دولية يتوافد عليها التجار والمغامرون من كل الأنحاء نتيجة الامتيازات الضريبية التي كانت تتمتع بها.

بين عامي 1911 -1912م تم التوقيع على البروتوكول الدولي حول المدينة، وأصبحت مدينة طنجة وإقليمها منطقة دولية في عام 1923م، وكان يحكم المنطقة بمقتضى اتفاق عقد عام 1925 مجلس تمثل فيه الدول الكبرى، وجمعية تشريعية يرأسها ممثل سلطان المغرب (الخليفة). وفي عام 1929 قامت إنگلترا وفرنسا وإسبانيا بوضع اتفاق دائم فيما بينها يخص المدينة، إلا أن إسبانيا وضعتها تحت مراقبتها، ضاربة عرض الحائط بالبروتوكول الدولي الذي عين هيئة تشريعية دولية للإشراف عليها فيما بين عامي 1940 - 1945م.

في عام 1956م أنهت إسبانيا الإشراف الدولي عليها. وفي 29 تشرين الأول من العام نفسه أُلغي النظام الدولي للمنطقة، وعادت جزءاً من المملكة المغربية.


طنجة احدى مدن شمال المغرب، عدد سكانها حوالي 700.000 نسمة حسب تعداد 2008. وتقع على الساحل الشمالي لأفريقيا في المدخل الغربي لمضيق جبل طارق حيث يلتقي البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي . 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/fea0e188-cc06-4dc4-85b2-bd1f84b7b474.jpeg  
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/5d15ad35-aa53-43de-83cc-14d83e1b5933.jpeg 
 
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/33c5723d-9804-49a0-bf70-f5523ca3189f.jpeg 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/cd87123c-6000-47c5-b753-fa96836366d3.jpeg  
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/6828e925-1f8b-440b-a3a6-39cb0b4f500b.jpeg 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/794b42d2-4632-42b6-97d0-98874845ed56.jpeg 

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/6828e925-1f8b-440b-a3a6-39cb0b4f500b.jpeg

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved