تعتبر التنمية أحد أهم العناصر الأساسية للتطور الإنساني والاستقرار؛ فهي عملية شاملة ومستمرة تهدف إلى التطور بما يتوافق مع الاحتياجات البشرية والإمكانيات الذاتية والمجتمعية في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعيه والثقافية وغيرها؛ وصولاً إلى حالة من الإستقرار والرفاه .
ويمكن اعتبار التنمية عملية ممنهجة لإحداث التغييرات على مستوى الفرد والمجتمع لتطوير وتحسين الإتجاهات والسلوكيات والقدرات للتقدم والإنجاز والإنتاجية .
ومن خلال التنمية يمكن الإرتقاء بالفرد والمجتمع إلى أوضاع أفضل في ظل الجهود والأنشطة المشتركة من كافة الأفراد والمؤسسات .
وإن أهم أشكال التنمية يتمثل في التنمية البشرية للإنسان؛ فهو العنصر الفاعل الذي يمتلك المعارف والمهارات والخبرات والقدرات التي تمكنه من البدء في إحداث التغييرات على المستوى الشخصي والانتقال إلى المستوى المجتمعي؛ وهو بذلك يستخدم فاعليته في التأثير والتأثر لإحداث التغيير المطلوب .
ويبدأ الفرد بتطوير ذاته عن طريق تقييمها واكتشاف ما لديه من طاقات كامنه، وجوانب قوة، والعمل على تنميتها وتعديل افكاره وسلوكياته نحو الإيجاب؛ وبناء نمط حياة وخطة شخصية لأهدافه ومعنى لحياته .
إن لتنمية الذات وتطويرها قدرة هائلة على النهوض بالفرد والمجتمع؛ فتغيير العالم المحيط يبدأ من التغيير الذاتي ! فالتحديات والظروف المحيطة بالفرد لا تؤثر على حياته بقدر تأثير استجابته لها؛ وأفكاره تجاه ذاته والآخرين؛ وآلية تفاعله معها .
وبالتالي يمكن لكل فرد العمل على فهم ذاته؛ استثمار إمكانيته؛ وإطلاق طاقاته الكامنه لاختيار أهدافه والتقدم نحوها دون خوف أو تردد .
وفي ظل التنمية الذاتية لا بد أيضاً أن يبدأ الفرد بفهم السياق العام الذي يتواجد فيه ويتفاعل معه؛ وتطوير قدرته على التفاعل والتكيف الإيجابي . فالفرد لا يمكنه العيش وحيداً؛ وإنما يتواجد في عدة سياقات ثقافية واجتماعية يتفاعل فيها من خلال أدواره الإجتماعيه المختلفة فيتأثر بها ويؤثر فيها وصولاً إلى حالة من التوافق والانسجام .
تنمية الذات...هي بداية الطريق إلى النجاح، لذلك إبدأ الآن في اكتشاف مهاراتك وقدراتك وامكانياتك .
وابحث دائماً عن التعليم والتدريب؛ فأنت شخص يمتلك الكثير من الطاقات وتستطيع إحداث التغيير في حياتك ومحيطك .
