تقديم مجموعة " اجساد وقبرة " / د.جمال بو طيب

2007-09-25

 أجساد وقبرة " للقاص المغربي "رشيد البوشاري

 قدر المسرحي - الممثل بخاصة - ان يكتب.وقدره أن يكون مسرحيا وهو يكتب.
هذه القدرية تكاد تطال أغلب من عانقوا الركح، وبالجسد خطوا على صفحاته بعضا مما لا يقال الا بلغة الالقاء والمدى والرنين والخطو والامتداد و ... الخ
وحسبي أن أذكر ممن عرفتهم بعضا من الذين عاشوا هذا القدر أو صادفوه.
ففي العراق الدكتور بدري حسون فريد خريج قسم التمثيل والاخراج وفاضل عباس الممثل المتألق وغيرهما.
وفي الأردن الممثل والمخرج والقاص غنام غنام وفي سوريا الممثل والمخرج فائق عرقسوسي.
وفي المغرب الدكتور والباحث الجمالي محمد المعزوز والمسرحي والمخرج والممثل والزجال محمد بلهيسي والممثل والمخرج والروائي عبدالحق الزروالي والمرحوم الممثل والمخرج الدكتور محمد الكغاط والسينوغراف والقاص عبدالمجيد الهواس وغيرهم.
هذا القدر الذي قاد الى كتابة نصوص مسرحية وزجلية وقصصية وروائية وشعرية وغيرها، وحده القادر على تفسير هذا اللجوء الآمن والمربك في الوقت نفسه. وأخال أن باحثا سوسيولوجيا سيكون أقدر على مساءلة الظاهرة وتفسيرها والحكم عليها.
أقول هذا وأنا أقدم المجموعة القصصية للقاص رشيد البوشاري الذي أصر أن يقدم لي نفسه من خلال نصوصه قبل أن يقدمها من خلال اشتغاله المسرحي.
وتعلن المجموعة القصصية " أجساد... وقبرة " عن نفسها باعتبارها منجزا قصصيا يؤسس أفقه الكتابي على أنقاض سلبيات المتنافرات، فتؤلف ايجابيا بين هذه السلبيات ، إن على مستوى الشخصيات أو الأحداث أو الأزمنة أو الأفضية. وهو
التأليف/ التوليف الذي تبدى في مواقف الشخصيات ورؤاها وتداخل الفواعل وتفاعلها، بل وحتى في حجم النصوص ومتونها. ويعي القاص رشيد البوشاري هذا الالتباس بين المتنافر والمتآلف، فينوّع أنماط قصه حجما ورؤية وتقنية، تنويعا يشي بحسه الابداعي المرهف ويفضح تورطه في الحرفة التي تابى إلاّ أن تدركه كما أدركت قبله الكثيرين من المدحورين في عشق الكتابة.
حين تلقيت نصوص رشيد البوشاري مجتمعة بعد أن ضللت أشجعه على نشرها وظل يتردد في ذلك وجدت فيها - كما حدث لغيري- بعضا مما يشي بعدم براءة الكتابة عنده وحاجتها اليه كما هو في حاجة اليها. قد تكون جزءا مكملا لاشتغاله المسرحي. وقد تكون شظايا له. شظايا التي عنون بها نصوصا قصيرة جدا امتدت من حالات خاطفة الى امتدادات مبرقة.
هل المجموعة كلها امتداد لحالة / حالات ركحية.
لا أملك جوابا جازما.
لكني أملك لائحة لأسماء كثيرة تعيش هذا القدر.

 

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved