قصيدة : أودِنْ
ترجمة : سعدي يوسف
كان طليقاً ، في الأقلّ ، آنَ وصلَ ، لأداءِ مَهمّتِه
في هذه البلادِ التي لم تقعْ عيناه عليها
البلادِ التي كُلِّفَ تقسيمَها
بين شعبَينِ متعاديَينِ
ذوَي قُوْتٍ مختلفٍ ، وآلهةٍ خصيمةٍ .
في لندن ، قالوا له :
" الوقتُ قصيرٌ . ولم يَعُدْ ، ثمّتَ ، مجالٌ للمصالحةِ أو النقاشِ المنطقيّ.
الحلُّ الوحيدُ ، الآن ، هو في الإنفصالِ .
ويعتقدُ نائبُ الملِكِ ، كما سترى في رسالتِهِ ، أنّ من الخيرِ ألاّ تُرى برفقتِهِ كثيراً.
هكذا أعددْنا لكَ ترتيباتٍ أخرى .
سنعطيكَ أربعةَ قُضاةٍ تستشيرُهم ، اثنان من المسلمين ، وإثنان من الهندوسِ
لكنّ القرارِ الأخيرَ يظلُّ قرارَكَ أنتَ ".
*
هو مقيمٌ ، الآن ، في منزلٍ ناءٍ
يحرسه رجالُ الشرطةِ ، ليلَ نهارَ
خشيةَ الإغتيالِ ،
وهو يعملُ ، بهمّةٍ ، ليقرِّرَ مصيرَ الملايين .
الخرائطُ التي بين يديه قديمةُ العهدِ
ونتائجُ الإحصاءِ غيرُ دقيقةٍ ،
لكنْ ليس لديه متّسَعُ وقتٍ لتدقيقِها
أو لتفتيش المناطقِ المتنازَعِ عليها .
كان الجوُّ حارّاً حدّ المخافةِ
وهو مصابٌ بالدوزنتاريا .
لكنّ المسألةَ انتهتْ بعد سبعةِ أسابيعَ .
الحدودُ قُرِّرَتْ ،
والقارةُ قُسِّمَتْ ، إنْ خيراً ، وإنْ شرّاً .
*
في اليوم التالي أبحرَ ، عائداً ، إلى إنجلترا ،
حيثُ نسِيَ ، القضيّةَ ، سريعاً
كما ينبغي لمحامٍ جيّدٍ .
وقد أخبرَ " النادي "
أنه لن يعود إلى هناك
خوفاً من إطلاقِ النارِ عليه !
تمّت الترجمة في لندن بتاريخ 22.06.2015