تروا رفيير(Trois -Rivières )عاصمة الشعر والشعراء

2012-07-26

.300 قصيدة حب على جدران المدينة، تعلن عن حب عميق للشعر والشعراء

 تروا رفيير احدى مدن الشمال في مقاطعة كيوبك الكندية، مدينة البرد والصخور الرمادية، مدينة النقاء والتلال الرملية، جمال طبيعتها، هدوؤها ... اوشئٌ ما في هذه المدينة جعل أغلب سكانها مولعين بالشعر، كما جعلها تنجب العديد من الشعراء المهمين واللامعين، ربما لصناعة الورق أيضاً اثر في ذلك، إذ أن هذه الصناعة ومنذ أكثر من قرن من الزمان، تشكل إحدى أهم ثرواتها، ففي هذه المدينة يكثر قراء الجرائد والمجلات والدوواين الشعرية، في كل مكان وكل موضع من هذه المدينة، تجدهم منهمكين بقراءة شئ ما ... أغلب طلاب الأدب في جامعتها، يكتبون الشعر، مقاهيها، باراتها، ومطاعمها، تتحول كل يوم الى أماكن لقراآت شعرية، ومناقشات وجدل لا ينتهي ...
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/3a6d10cd-7ee9-409c-8680-15780edaf058.jpeg إذا تركت مقاهيها، لتتجول في شوارعِها التي تجعلك دون أن تدري، تستسلم لرومانسية حالمة، ولتكتشف 300 قصيدة حب منقوشة على ألواح معدنية، معلقة على جدرانها، تعلن عن حب عميق للشعر والشعراء ...
 يقول أحد سكان المدينة : عندما مات الشاعر الكبير جاتيان لابوانت Gatiek Lapointe، شَعَرْنا بإفلاس من يغادره الجميع، قلنا بدونه سوف لا يكون للشعر مثل هذا الحضور، بغيابه سوف لا نتكلم عن الشعر أبدا، حيث فقد الشعر متعته، اصبح كالحوادث التي لا تثير الإهتمام عندما تفقد ألوانها ...
كان لخطاب نيلكس كلير، الرئيس الفخري للمهرجان، صداً لا ينسى، ومن بين ما قال : إذا كانت مدينة لوكاب تورمونت، عاصمة الطيور البيضاء، ومونتريال عاصمة الجاز، فلماذا لا تكون تروا رفيير عاصمة للشعر ؟ وبذا أصبح مهرجان الشعر تقليداً سنوياً فيها .


تروا رفيير في مهرجانها الرابع عشر

في مهرجانها الرابع عشر استقدمت تروارفيير 115 شاعراً من عشرين بلداً أروبي، أفريقي، ومن الأمريكتين، وخمسة وعشرون الفٍ جاءوا من أطراف العالم ليملأوا ساحاتها، مقاهيها، باراتها، ومطاعمها، فتحولت هذه الأماكن الى منابر شعرية، حيث ينهض من حين الى آخر شاعر يفرض بوقوفه الصمت المجل ..
ويتحول الجميع الى مستمعين ومتلقين لما ينشده الشاعر، بلغته، كرواتية كانت أم سلافية، إسبانية أم روسية، فإنه ينشد شعراً يجعلك تحلم، أو تستسلم للحظات قد استثمر فيها الحياة .. أو ينهض أحدهم ليتحدث عن الشعر كحقيقة ولعب بالكلمات، وصور وإيقاعات من وحي المشاعر والأحاسيس.
كل ذلك في هذه المدينة التي كان للشعراء فيها يوماً حكماً على المشاعر والأحاسيس، حكماً على طبيعة مجتمع المدينة ومكانتها .
لا بد لكل مهرجان من مهرجانات الشعر في تروا رفيير افتتاح يليق بمقام الشعر وابداعه، فعند الإستعدادات تتفتح ابداعات شعراء المدينة  لرسم تظاهرات افتتاح المهرجان، وتظاهرة هذا المهرجان كانت، الف وخمسمائة طفل من أربعة عشر قرية من قرى تروا رفيير، أطلقوا طائراتهم الورقية في السماء بعد ان لونوها وكتبوا عليها قصائد شعرية مختارة .

عشرة أيام، وعشرة ليالي، تسمع خلالها شعراً لشعراء، قد تعرفهم أو لا تعرفهم، بول ماري لابوانت، جاك بروليت، كاستون ميرون، وأجمل الأشعار للشاعرة البرازيلية أنجلين، والبرتغالي سارمينولويس فيليب، الذي تحدث بفرح قبل أن يقرأ أشعاره، عن صديقهِ الذي حصل على جائزة نوبل، كما أخرج مقاطع شعرية من شعر نَليكام، أكبر شعراء كيوبك الذي مات عام 1941 بعد ان اصيب بالجنون .
استمعنا الى شعر الكثيرين، والذين اخترقوا بكلماتهم جدران الصمت، وجعلوا الجميع يشعر ان الحياة الحقيقية هي في موضع آخر، حيث جاء شعراء كثيرون من بلدان تعاني من مشاكل متنوعة، من إيران، من الجزائر، سلافيين، و ... ...واستُقبِلت اشعارهم بحرارة المشاعر .
لم تكن للاوقات السعيدة حضور كبير في شعر المهرجان، أولم تحتل مساحة تُذكر في مواضيع شعرهم ... لكن انعكاسات هذا المهرجان تبقى مشعة في الذاكرة وتشحن النفس ككتلة هائلة من المشاعر .

 لقطات من وحي المهرجان


* 10أيام ، 115 شاعر، 30 بلدا، 5 قارات و 400 نشاط

* تم إنشاء مهرجان الشعر الدولي في خريف عام 1985 ، في مدينة الأنهار الثلاث. فمن خلال صدور أول طبعة، لوكلير فيليكس، أُعلِنتْ تروا رفييرعاصمة للشعر، واستقطب مهرجانها الأول، 80 شاعرا ًو 5000 شخص من محبي الشعر. نقل مقر الحدث الى Zénob، قبلة الحياة الفكرية والثقافية في تروا رفيير، حيث فيها العديد من الفنانين والمثقفين، وبذا تم إنشاء الحركة الأدبية والثقافية حول مكان فيه سمة للتقاليد الثقافية من المبدعين والجمهور الذي يلتف حوله.

*  تروا رفيير، عاصمة الشعر، وهي أيضا مقر الاتحاد الدولي لمهرجان الشعر الذي يساهم في  تعزيز الاتفاقات والشراكات، والمهرجانات الشعرية في العالم . وأول رئيس للاتحاد هوGaston Bellemare. غاستون بلمار

* تسمى تروا رفيير، مهد الحضارة، لاكتشاف موجودات حضارية يعود تاريخها الى القرن الرابع الميلادي اي قبل كولومبس، منها قصر يحمل أحجار منقوشة .

 

 

عالية كريم

رئيسة تحرير "معكم"

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved