كشف عازف القانون والمؤلف والباحث الموسيقي العراقي سالم حسين الأمير عبر محاضرة ، تخللتها فقرات سمعية على آلة القانون في "دارة الفنون" التابعة لمؤسسة شومان اواخر تسعينيات القرن الماضي ، وقدم خلالها تمهيداَ نظرياَ عن الموسيقى في بلاد الرافدين وعبر مراحل حضارتها السومرية والاكدية والبابلية، كشف عن نص غنائي اعتبره "أول اغنية حب في التاريخ"، تولت ترجمته وغناءه وعزفه على القيثارة السومرية البروفسورة آن كيلمر الاستاذة في جامعة شيكاغو .
وأشار الأمير الذي عرف مؤلفاَ موسيقياَ لعمل استمد مؤثراته من تاريخ العراق القديم، وحمل عنوان "جلجامش" وجاء على اربع حركات وسجله على القانون بمصاحبة الاوركسترا، الى ان جهود كيلمر التي أمضت وقتاَ طويلاَ في تعلم النوطة الموسيقية المعاصرة، لمقارنتها بالنوطة الموسيقية المكتوبة بالحروف المسمارية ، كذلك تعلمها العزف على آلة القيثارة السومرية - صنعت كيلمر مثيلتها وبحجمها وأوتارها وغنت بصوتها اغنية، هي أول أغنية حب في التاريخ- .
القيثارة السومرية: حين عزفت اول اغنية حب في التاريخ
وفي قراءة لاثر الموسيقى في تاريخ العراق القديم، نوه الأمير ان الموسيقى كانت جزء من عبادة سكان العراق القدامى، وطقوسهم الدينية المختلفة كما اثبتت ذلك الكتابات المسمارية المدونة على الرقوم الطينية والمنحوتات على الآثار الجدارية والتي تقول ان الموسيقى دخلت جداول الدروس في المدارس الدينية الخاصة بالكهنة ورجال الدين لتخريج موسيقين متخصصين في الموسيقى الدينية وهو ما تسير عليه الكنيسة في العصر الحاضر .
وذكر ان الملوك عنوا بالموسيقى واهلها، ووضعوا مناهج لدراستها من قبل الامراء والاميرات، في مدارس موسيقية أكد انها لم تكن خالية من النظريات الموسيقية التي عثر على بعض مدوناتها في ( أور ) و ( آشور ) في نصوص الكتابات المسمارية كما عثر على نصوص رياضية تتعلق بالسلم الموسيقي لبلاد ما بين النهرين .
وفي هذا الصدد يشير سالم حسين الأمير الى ان المنقبين الآثاريين والباحثين من ألمان وانجليز واميركيين وفرنسيين اتفقوا على ان السلم الذي عثروا عليه كان سباعياَ، وان أصل "السلم الفيثاغوري" يرجع الى البابليين الذين وضعوه قبل الاغريق، وهناك نصوص مسمارية تتضمن نوطات موسيقية ونصوص غنائية .
واللافت في حرص سالم حسين الأمير على هذا الجانب الموسيقي التاريخي، تعلمه للغة الأكدية والأشورية كي يتعمق في فهم النصوص الموسيقية والغنائية، وصولاَ الى كتابة رؤى موسيقية خاصة به، تحاكي الامتداد التاريخي والانساني، في حضارة وادي الرافدين .
وفي محاضرته، قدم سالم حسين الأمير الذي عرف ملحناَ لعديد من الاسماء الغنائية العراقية والعربية، مقطوعات موسيقية على آلة القانون ثم أسمع الحاضرين " أول اغنية حب في التاريخ" والتي تقول كلماتها :
أيها العريس ...حبيب انت الى قلبي
وسيم أنت جميل.. حلو كالعسل
أيها الأسد ..حبيب انت الى قلبي
وسيم أنت جميل ..حلو كالعسل
لقد ملكتني فدعني أقف أمامك واجفة
أيها العريس هلاّ حملتني معك الى المخدع
أيها العريس دعني أضمك إليّ
دعنا نتمتع بهده الوسامة الحلوة
أيها العريس لقد تمتعت وابتهجت معي
فاخبر امي وستقدم لك الطيبات
وأبي سيغدق عليك الهبات
روحك.. أنا أدري كيف أبهج روحك
قلبك ..أنا أدري كيف أبهج قلبك
أيها العريس أغفِ في بيتنا حتى الفجر
مادمت تحبني - ياشورس -
الذي ملأ قلب إيليل غبطة
ضمني اليك