والذي قيْدُهُ يَزينُ يديهِ

2012-09-28
" إلى//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/2c9ea4f2-0585-4113-b599-9f73cc94e2b1.jpeg كلّ أصدقائي الأدباء الذين مزّقتهم المنافي ولم أرهم منذ عقود بعد أن انتفضتُ من قبري"

أيـها القـلبُ مَـن تـكونُ لتـهفو!؟
رحل العشقُ من فؤادِ العشيقِ

صـفّق الصبـرُ جانـحـيهِ وولّـى
كان عونا وكان خيرَ رفيق

فـالمـسافـات تـوّهـتـنـي بـعيــدا
لا أرى في العيون رسم الطريق

داهمتْـني الأفكار طول حياتي
غير قولٍ سمعتُ من زنديق

"إن وعث الترابِ فيَّ رفاتٌ
حملتْهُ الرياحُ في يومِ ضيقِ"

والشجى في القلوبِ جمرٌ تسامى
قذفتْهُ حجارةُ المنجنيقِ

ما لَهذي الأيام تمضي سريعا
إنّ شوطي يكاد يُطفي شهيقي

أعـجـزتْنـي السنون بـِكْـرا لأنــي
لا أرى في المكان مرأى الصديقِ

لا سميرٌ يزورني بعـض حيـنٍ
عشتُ وحدي بلا أنيسٍ شفيقِ

ألـفُ ليلى كسبـتُ طول حياتي
بيْدَ أني وهبْتهنّ شروقِي

لـم يـكن ذلـك الـرمـادُ ســوانـا
بزغت منهُ جذوة الفينيقِ

ظـمأ النجـمُ طالبـاً في الأعالي
كأسَ ماءٍ يبلُّ حرقةَ ريقِ

يا فراتَ الأسى غفوتَ طويلاً!!
دجلةَ الخيرِ والنماءِ أفيقي

وطنٌ عقَّ أهلَهُ لا يساوي
أن نسميهِ بالعظيم العريقِ

فالرعايا تضيعُ بين وعودٍ
شابها الكذبُ في ضياع الحقوقِ

كلّ حينٍ ينقُّ ضفدعُ مكْرٍ
يأسن الماءُ من صفيرِ النقيقِ

أَنَسوا اللعبَ بالحبالِ كثيرا
وتمادَوا بجرِّ حبلِ العقوق

كلما أمطرت سمائي نعيما
أسكتوا الرعدَ من وميض البروقِ

مَن يروّي بقاعـنا من نميـرٍ؟؟
يرتدي الحسنَ في اللباس الأنيق

قــم لِـحـجِّ الـديــار برّاً بِـربّـي
نستمدّ الإيمانَ في التشريقِ

علقَ القلبُ في الحجاز مراراً
إنّما الشوقُ للإلهِ المشوقِ

ما لعيني يزاحمُ السهدُ نومي
فكأَنّا معاً كظِلِّي اللصيق

والذي غابَ في السجون طويلا
نسيَ اللعبَ في الهواء الطليق

والذي قيدُه يزينُ يديهِ
يستطيبُ الحياةَ في التضييق

ويرى في الغرابِ صوتاً شَجِيّا
يتغنّى مع انبعاثِ النعيقِ

والذي يرتوي من البحر ملحا
يأنفُ السعْيَ لانتشال الغريقِ

يا مراحي وبهجتي ورجائي
أقبلَ السعْدُ في مُحيَّا شقيقي

جمعَ اللهُ شملَنا بعدَ نأْيٍّ
وسعى الوردُ لاصطحابِ الرحيق

حقَّقَ اللهُ منيتي ومرادي
ما أجَلَّ الحاني بذا التحقيقِ

جواد كاظم غلوم
jawadghalom@yahoo.com

 

جواد غلوم

خريج كلية الآداب/جامعة بغداد / قسم اللغة العربية لعام 1974-1975. عمل في التدريس بعد التخرج لغاية العام/1990 وفي الصحافة وهو طالب في الجامعة ونشرت في معظم الصحف والمجلات وقتذاك. سافر إلى خارج العراق بسبب الاضطهاد وظروف الحصار وعمل خلالها أستاذا في الأدب العربي/ ليبيا. عاد للعراق سنة/2004 وينشر في العديد من الصحف الورقية والالكترونية. ولديه اربع مجموعات شعرية مطبوعة وكتابان بعنوان / مذكرات مثقف عراقي أوان الحصار، و قطاف من شجرتَي الادب والفن وهي مقالات في النقد الادبي .

jawadghalom@yahoo.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved