ولكنْ كما شغلتْ نفسَها بنَحيَيْنِ أختُ بني عامرِ

2016-01-16
" الجواهري العظيم "

وقَرُبَتْ من هذه الواقعةِ ، واقعةُ ذاتِ النحيَينِ ،  وهي امرأةٌ من بني هُذيل جاءت عكاظَ ،  ومعها نَحيانِ من سمِنٍ تبيعهما ، فأتاها خوات بن جُبَير ( ر ) فأخذ منها نَحْياً ، ففتحه ، فذاقه ، فدفعَه إليها ، فأمسكتْه باليدِ الأخرى ، ثم سعى برِجْلَيها ، فجعلتْ تضطربُ ، ولا تُخْلي رأسَ النحيَينِ ، حتى قضى حاجتَه ، فقالت العرب : أشغَلُ من ذاتِ النحيَينِ .
*
الجواهري كان رئيس اتحاد الأدباء في تأسيسه الأول الفريد .
وكان " الإتحاد " يضمّ العراق كلّه  ، من مهدي المخزومي ، والحبّوبي ، وأنور المائي ، وصلاح خالص ،  وعلي جواد الطاهر .  أنا أيضاً كنت في هيأته الإدارية ، أيّام كان ألفريد سمعان محاسباً دقيقاً .
أردتُ القول إن الإتحاد كان اتحاداً بالفعل ، كان منظمةً وطنيةً ، كان خيمةً شفيفةً .
لم يكن  الإتحادُ  واجهةً حزبيةً .
ومن هنا جاء صموده في وجه الضغوط  .
ومن هنا كانت أمسياته تتألّق بالآلاف الذين يتسلّقون حتى الجدران  ، ويعتلون الأشجارَ ...
تحت نخلة الإتحاد حضر عبد الكريم قاسم احتفاءً بمؤتمرٍ .
*
الآن ...
اختُطِفَ الإتحاد .
أي أنه لم يَعُدْ خيمةً وطنيةً .
كما اختُطِف الحزبُ الشيوعيّ العراقيّ  ، من جانب جواسيس فاسدين ، اختُطِف اتحاد الأدباء .
الآن يتولّى شأنَه أناسٌ بلا شأنٍ .
*
الهجوم الأخير ، كان سبقه هجومٌ آخر ،  والسبب المعلَن : 
العرَق !
*
بين العراق والعرَق ، الكثيرُ .
*
الأمرٌ ليس هنا ، بإطلاقٍ  ...
الأمرُ أن الذين أداروا  زوبعةً في فنجانٍ ، متوهِّمين تدويخ الناس بتواقيع  " الشيوعيّين "  المنبوذين ، النابذين ، في المَهاجرِ البعيدةِ ، أقول إن على من أداروا هذه الحملة المضحكة ، دفاعاً عن العرَق ، لا عن العراق ، أن ينتبهوا إلى ما هو أجدى ،  وأكثرُ إلحاحاً ...
ألم يسمعوا بأن هوشيار زيباري  يريد أن " يرهن " نفط البصرة  لدى المستثمرين المستعمرين ؟
ألم يسمعوا بأن العراقَ مستعمَرٌ ؟.
ألم ينتبهوا ، ولو لحظةً ، إلى أن واجبهم الأول ، العمل من أجل عراقٍ مستقلٍّ ، ديمقراطيّ ، حُرٍّ ؟
إن كان اتحاد فاضل ثامر الأبله ، منظمةً وطنيةً ، فعليه أن ينتخي للوطن ، لا أن يتسلّى بموفدٍ من المعصوم بالله فؤاد ، أو بطلعة مهدي الحافظ غير البهيّة ...
لكن هوشيار زيباري  ، من العائلة المقدّسة ، من أولياء النعمة ...
مَن يجرؤ على تعليق الجرس ؟

لندن  22.06.2015

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved