قبل حوالي ستة شهور ، نشرتُ المادة هذه المعنونة ( حُكْمُ الغلامَين ) ، بعد أن تابعتُ تلميعاً معيّناً ، وبداياتٍ لتحالفاتٍ سخيفةٍ هي جزءٌ من سياسة " التدويخ " التي جاء بها الاحتلالُ القائمُ .
الآن ، والنهايةُ أوشكتْ ، أعني نهاية المالكي التي أمرَ بها المحتلّون الأميركانُ ...
لا بُدّ من إعدادٍ سريعٍ لبديلٍ ، لا يختلف عن حكمٍ سابقٍ ، إلاّ بتفصيل تافه : بدل الواحد ، خُذْ إثنَين !
فجأةً بزغَ عمّار الحكيم منقذاً .
وفجأةً طلعَ علينا مقتدى ، منذِراً ...
وشرعَ معلِّقون سياسيون ، يلَمِّعون النعالَ التي ستنهال على رؤوس الشعب المسكين ...
المؤسف أن هذا يَحْدُثُ مع انهيار كاملٍ لليسار العراقيّ ، تَمَثّلَ أنموذجُه في الحزب الشيوعي الكردستاني ، الامتداد الكردي للحزب الشيوعي العراقيّ الذي هو في طريق الزوال التدريجي المفضّل لدى إدارةٍ جاءت من الخارج وانقضّت على حزبٍ عريقٍ حتى أجهزتْ عليه أو كادت ...
المصيرُ ذاتُه لحِقَ الحزب الوطني الديموقراطي .
لندن 4/11/2013
حُكْمُ الغلامَين
وردَ في "المفاخَرة بين الجواري والغلمان " للجاحظ
قال صاحبُ الغِلمان: إن من فضل الغلام على الجارية أن الجارية إذا وُصفت بكمال الحسن قيل: كأنَّها غلام، ووصيفةٌ غلامية
قال الشاعر يصف جارية :
لها قدُّ الغلام وعارضاهُ وتفتير المبتَّلة اللَّعوبِ
*
وأكثر من ذلك قول الله عزّ وجلّ : "يطوف عليهمْ غلمانٌ لهمْ كأنهم لؤلؤ مكنونٌ "
وقال تبارك وتعالى: "يطوف عليهم ولْدانٌ مُخلَّدون. بأكوابٍ وأباريق". فوصفهم في غير موضعٍ من كتابه، وشوَّق إليهم أوْلياءه
*
) وقال أبو نواس ( رواه سعدي يوسف
مقصوصةُ الشَّعرِ غُلاميّةٌ تصلُحُ للّوطيّ والزاني
*
تعاقَبَ على حكم بلاد ما بين النهرَين ، أقوامٌ وسلاطينُ ، طُغاةٌ وأولياءٌ ، مُصلِحون ومفسِدون ... إلخ .
لكنْ تعاقَبَ على حُكْمهِ ، أيضاً ، الجواري ، والخِصْيانُ ( جمْعُ خَصِيٍّ ) , وللذين لم يسمعوا بالأمر أقولُ : كان لنا بالبصرة أرضٌ ، وقفٌ لمكّةَ . وفي كل عامٍ كان يأتي خَصِيٌّ من هناك ليأخذ عوائد الوقف المكيّ . مرةً ، وأنا صبيٌّ ، اصحبني عمٌّ لي،
عبد الجبار الشهاب، إلى مكتب الخِصيان بالبصرة، وهناك رأيتُهم . كانوا من ذوي البشرة السمراء ، وإذا تكلّموا كان صوتُهم رفيعاً، كصوت امرأة . كدتُ أضحكُ، لكن عمّي لكزني
*
قلتُ : تعاقَبَ على حُكم العراق مَن تعاقَبَ
خصيانٌ ومماليك :
خليفةٌ في قفصٍ بين وصيفٍ وبَغا
يقولُ ما قالا له، كما تقولُ الببغا
*
وحكمتْه الجواري : الخاتون ، مِسْ بَيل مثلاً
التي أعلَتْ عرشاً لفيصل الأول ...
*
اليوم، نحن أمام حُكْمٍ جديدٍ، في فترة العراق المظلمة الحاليّة
حٌكْمِ الغِلْمان !
وسوف يذكرُ التاريخُ أن شعباً مستغفَلاً، هو الشعب العراقيّ، يحكمُهُ، ويتحكّمُ به غلامان
الغلام الأول : عمّار الحكيم
الغلام الثاني : مقتدى الصدر
تقع، بالمصادفة، أمام ناظري المتعَب، صورٌ لاجتماعات وتجمُّعات، لأرى هذينِ التافهَينِ، يخطبان ويخاطِبان، كأنهما نافخُ البوقِ العجيب الذي أخذ الفئرانَ إلى النهر ...
*
معروفٌ، لديّ في الأقلّ، أنّ الغلامَين، يقودان منظّمتَي ميليشيا أميركيّتينِ
لكن الشعب العراقيّ المستغفَل يرى غير ما أرى
إذاً، فليحكُما العراق المستباح ...
العراق حكمَه الخِصيانُ
العراق حكمتْه الجواري
العراقُ حكمَه المطهِّرجي، الجعفري
العراق حكمه بائع المسابح، المملوكيّ
العراق حكمه الطبيبُ القاتلُ، إياد علاّوي
والآن :
جاءُ حُكْمُ الغلاميَن
الغلام الأول : عمّار الحكيم
الغلام الثاني : مقتدى الصدر
لندن 18/6/2013