منذ 4000 سنة قبل الميلاد، كانت موطناً للعديد من الشعوب، بسبب موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر وعلى تقاطع الطرق بين آسيا وأفريقيا وأوروبا. كانت أحدى أهم مدن النبطيين الذين توسعوا في المنطقة واستوطنوها. وكانت معبرا لطرق التجارة الدولية، تمر وتعود من خلالها القوافل القادمة من الحجاز وجنوب الجزيرة العربية متجهة إلى مصر أو بلاد الشام .
أطلق اليونانيون عليها اسم بيرنايس وأطلق عليها الرومان مسمى إيلا أو إلينا.
خلال العهد الروماني كان طريق فيانوفاتريانا يتجه جنوبا من دمشق مارا بعمّان وينتهي فيها، ومن هناك تتصل بالطريق المتجه غربا إلى فلسطين ومصر.
اصبحت تحت الحكم الإسلامي، في العصر الإسلامي، ثم تنقلت ملكيتها بين العديد من السلالات الحاكمة مثل الأمويين والعباسيين والفاطميين والمماليك، خلال القرن الثاني عشر الميلادي قام الصليبيون باحتلال المنطقة وبنوا فيها قلعة لا تزال محفوظة إلى الآن. وبالإضافة إلى بناء القلعة قاموا بتحصين جزيرة تتبع الآن المياه الإقليمية المصرية وتبعد 7 كم عنها وتسمى جزيرة فرعون .
في عام 1170م استعادها صلاح الدين الأيوبي، ثم استولى عليها المماليك في عام 1250م وبنوا فيها حصنا في القرن الرابع عشر في عهد آخر حكامهم وهو قانصوه الغوري.
مع بداية القرن السادس عشر خضعت المنطقة لنفوذ العثمانيين وفي فترة حكمهم بدأت تفقد أهميتها فصارت قرية صغيرة تعيش على صيد الأسماك.
خلال الحرب العالمية الأولى أجبرت القوات العثمانية على مغادرة القرية على يد القوات العربية بقيادة الشريف الحسين بن علي سنة 1917 فضمها لمملكته في الحجاز الأمر الذي أدى إلى فتح الأبواب لخطوط الدعم القادمة من مصر إلى القوات البريطانية والعربية في الأردن وفلسطين .
في عام 1965م تم الاتفاق بين الأردن والسعودية على أن تأخذ السعودية 6000 كم من الأراضي الصحراوية الداخلية الأردنية مقابل 12 كم على الساحل في المنطقة القريبة منها .
انها مدينة العقبة، أجمل المدن الأردنية، تقع على ساحل البحر الأحمر في أقصى جنوب الأردن، وهي مركز محافظة العقبة. تبعد عن العاصمة عمّان حوالي 330 كلم. وتتميز بأنها منطقة استراتيجية والمنفذ البحري الوحيد للأردن .
وللعقبة حدود مع مدينة حقل في المملكة العربية السعودية عبر مركز حدود الدرة, ومصر وأيضا مع مدينة ايلات عبر معبر وادي عربة وكلتا المدينتين تقعان على رأس خليج العقبة المتفرع من البحر الأحمر. وتشتهر العقبة كمنظقة للغوص بشواطئها المطلة على البحر الأحمر.
كان اسمها إيلة، في لغة العبرانيٍين، أو السرياني، وتعني اسم الرب، وفي رأي آخر، أيلة مشتقة من (أيل) الواردة في نص " جلجاميش " بمعنى الله، وكان (أيل) إله الأكديين والكنعانيين والعبرانيين، وهي بالتالي سامّية وتعني (الله) وبهذا تتفق مع تفسير علماء اللغة العربية»
أما اسم العقبة فبرز في العصر المملوكي، حيث كانت المدينة تذكر بأيلة أو عقبة أيلة ردحاً طويلاً من الزمن، حتى غلب اسم العقبة عليها في العصر المملوكي .
والعقبة في اللغة العربية هي الطريق الوعر في الجبل وجمعها عقب، وعقاب، وعقبات .
تعتبر مدينة العقبة مدينة فريدة وجميلة وذات خصوصية. فهي مدينة غنية بالجبال الأرجوانية الوعرة التي يتغير لونها وشكلها مع تغير أوقات النهار. وعلى شواطئ العقبة، يستجم الزوار تحت أشعة الشمس قبل الغطس في المياه الباردة المنعشة، ويعتبر المشهد الطبيعي في العقبة مثيرا للانتباه، حيث الشاطئ الضيق، والميناء الوحيد في البلد المحاط بالجبال المزينة بأشجار النخيل. وتقع منطقة الميناء في شرق المدينة، وتحصل الأردن على معظم ثرواتها من خلال هذا الطريق .
تتمثل فرادة مدينة العقبة في الأسرار التي تزخر بها مياهها، حيث يوجد في الأعماق بعضا من أكثر الشعب المرجانية جمالا في العالم. وفي الغالب فإن تلك الشعب تجعل من الغطس أمرا مثيرا للعجب والدهشة. ولقد تم اكتشاف أكثر من 140 نوعا من الأحياء المرجانية في مياه العقبة، ومن بينها هنالك العديد من الأنواع التي تستوطن في هذا الإقليم. وهنالك العديد من النشاطات المائية الأخرى فهنالك قوارب البدالات وقوارب الإبحار والتزلج على الماء كما ويمكن استئجار قوارب التجديف أيضا. ويعتبر التزلج على الماء تجربة ممتعة على القارب الزجاجي. كما وأن الصيد من على الشاطئ يعد أمرا متميزاً نظرا لعمق المياه القريبة من الحافة. كما ويمكن أيضا القيام بالصيد من القوارب.
اضغط على الصورة للتكبير