ستٌ وخمسون من الأعوام مرتْ
لم يزل زهو التجلي والبهاءِ ..
على الشفاهْ
كادت حمائمنا تغني في السماءْ
والصبح والطرقات تفرحُ ..
والأهازيج التنادي بالمحبة والوفاءْ
وكأننا ..
بالمسك نغسل أرضنا ..
ونخيلنا .. وجروح أيامٍ طويلهْ
كان إبتلاج زماننا
فجر التفجر والرهانْ
ودعاؤنا .. وصلاتنا .. هو أن نكونْ
لا غير إلّا أن نكون ْ
يا ويلنا في غفلة رحل الصباحْ
وظل في الأعماق جرحٌ ..
ظل يسألنا السؤال عن الجوابْ
أكان حلم قلوبنا ، خزفا ..
تكسر فوق مفترق الدروبْ ؟
لمَ يالبطل المحاربُ ..
يا إبن قاسم ْ..
يا وضوحٌ في الوضوحْ
لمَ يا نسر الأعالي قد رحلت ؟
تركت خلفك راية ً مكسورة ً ..
وطنا يتيمْ
لا شئ غير.. ..
ألسنة الحرائقْ
وليل الليل ليلْ
وما حملت يداك سوى القلب النقي.
وأصداءا تظل مدى الزمانْ
يا لكنت طلعا من نخيل بلادنا
وكنت ملح عصورنا
كنت لنا الخل الصفي
واليوم نلمس جرحنا
ومواجع الذكرى وأشواق الحنينْ
تالله ما شحبت ذكراك
ما نسيَ الزمانْ
يا كبرياءٌ للرجولْهْ
ويا نبي الذكرياتْ
يا ليتك اليوم ترى ماذا ما جرى
منذ أن ..
ماتت أمانينا الحبيبة..
وإستكنا ..
لتسافد الخصيان ، في أرض النبوات ِ ..
ومفتاح الحضاره ْ
الجمر يحرق وجهنا
والنار كفنها الرمادْ
حتى إذا سئم الرماد من الرمادْ
وجاءنا النزع الأخيرْ ؟
جلس اللئام الى اللئامْ
يتقاسمون حصادنا وتراثنا ..
وأي شئ قد تيقى
من شتات بلادنا
... ...
هم ْبعدما باعوا وباعوا ..
وإستراحوا من ذُبالات الضمير ْ .
------------------------------------------------------------------------------*عنوان القصيدة مستعار من مطلع لقصيدة عصماء ألقاها الشاعر الكبير الشهيد أسعد الشبيبي من على شرفة مبنى محافظة البصرة (تحية لثورة تموز المجيدة)
في تموز 1958