تحل هذه الأيام الذكرى الـ 45 ليوم الأرض الخالد.. هذا اليوم الذي شكل انعطافة تاريخية ونقطة هامة ومرحلة فارقة في مسيرة الحركة الوطنية والسياسية الفلسطينية، وجاء تتويجًا لنضالات جماهيرنا العربية الفلسطينية في مواجهة سياسة السلب والمصادرة وهدم البيوت .
لم يكن يوم الأرض حدثًا عابرًا، بل فصلًا تاريخيًا جديدًا، يؤكد بما لا يدع للشك أن الهوية الفلسطينية لشعبنا الصابر الصامد، صاحب الحق التاريخي بالأرض، لن تنالها كل المخططات العنصرية ومشاريع التهويد التي رسمتها وفرضتها المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة على الأقلية العربية الفلسطينية، التي صمدت وبقيت في أرضها ووطنها، وواجهت كل محاولات التهجير والترحيل والطرد من الوطن التي قامت بها حكومات اسرائيل المتعاقبة، وظلت قابضة على جمرة الصمود والبقاء والمقاومة والتمسك بهويتها الوطنية التاريخية .
ومرة تلو المرة يثبت التاريخ، أن صراع شعبنا مع الحركة الصهيونية والفكر الكوليونالي الإستعماري والعقلية العنصرية الإحتلالية والإبرتهايدية، ومع المؤسسة الحاكمة التي شرعت قانون القومية العنصري، لا ترغب بالسلام، ولا تحترم الإتفاقات التي وقعتها مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في أوسلو، ومع الدول العربية، هذا الصراع يتركز بالأساس على الأرض التي تشكل معالم هويتنا الوطنية الفلسطينية المرتبطة بالرواية التاريخية لشعبنا .
فالأرض تعني بالنسبة لنا، نحن الفلسطينيين، الهوية والوجود والحياة والوطن والمصير، وهي الماضي والحاضر والمستقبل، وهي القضية الرئيسية والأساسية بكل أبعادها السياسية والوطنية المصيرية .
عاش يوم الأرض الخالد، والمجد لصناع يوم الأرض الخالد، والمجد لجميع شهداء شعبنا الذين جادوا بدمائهم دفاعًا عن الأرض والوطن والقضية الوطنية، ولنهتف مع الفارس الشاعر الفلسطيني الراحل توفيق زياد، أحد صناع هذا اليوم التاريخي :
ازرعوني زنبقًا أحمر في الصدرِ
وفي كل المداخل
واحضنوني مرجة خضراء
تبكي وتصلي وتقاتل
وخذوني زورقًا من خشب الورد
وأوراق الخمائل
إنني صوت المنادي
وأنا حادي القوافل
ودمي الزهرةُ والشمسُ
وأمواج السنابل
وانا بركان حبٍّ وصَبَا
وهتافاتي مشاعل .