Deprecated: Required parameter $lineno follows optional parameter $only in /home/public/maakom.link/mini2/vendor/twig/twig/lib/Twig/Node/Include.php on line 20
إيقاعات عصر الباروك Baroque Architecture

إيقاعات عصر الباروك Baroque Architecture

2016-02-12
لا شك وأن عمارة عصر الباروك تعتبر تحولاً طبيعياً في أساليب العمارة في دول الغرب، واعتبرت خاتمة مميزة لعصر النهضة، ولأنها اهتمت بشكلٍ كبير بشكل الكتل والألوان البراقة التي تنوعت بين القرمزي والذهبي والأخضر، وقد غلب على طرازات أبنية هذا العصر الذوق العام المرهف وظهوره بدرجة لم يبد عليها من قبل، وتُعد هذه الفترة من الفترات الذهبية لوجود اللون في داخل وخارج الأبنية أيضاً. وقد تم الاهتمام بالفضاءات الخارجية التي أصبحت في عصر الباروك لا تحيط بالعمارة، وإنما في الحقيقة تنتج عنها. وهذا الإتجاه كان بداة إعطاء الحياة للعمل الذي كان جامداً ومملاً من تطبيق النظريات والنسب التي فرضها (فيتروفيوس)( ) في عصر النهضة. وقد كانت بدايات هذه العمارة في روما، ومنها انتقلت إلى جميع أنحاء أوروبا. وهذه الفترة المعمارية كانت لها خصائصها الإبداعية العامة التي تتميز بها، كما كانت لها سماتها الخاصة والتي اكتسبتها من وجودها في كل دولة على إنفراد.
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/1f27c2dd-57b8-4f26-9d53-56ec376ab623.jpeg
كنيسة كارل في فيينا
وقد اتجه هذا الطراز فى بدايته نحو الإبداع الفني بالإبهار الحجمي والشكلي وذلك عن طريق بلاستيكية واستمرارية الكتل والفراغات الداخلية والخارجية من خلال التكسيرات الركنية لربط الواجهات بعضها ببعض ومن خلال التكسيرات في القطاع لربط الجدران بالأسقف المائلة أو المعقودة. كما اتجه هذا الطراز نحو الجمال من خلال الخط المنحني الذي يستمر في المسقط والقطاع وواجهات المباني، ويربط الفراغات الخارجية بالكتل المعمارية.

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/ed215d7e-5fea-4260-8e90-3da5987f7fbe.jpeg
كنيسة بوك بورك
وفي تطور لاحق للكنائس فقد شمل اختلاف الكتلة عن ذي قبل، حيث تحولت من مجموعات من كتل وفراغات ذات اتجاهات طولية وعرضية مميزة ومتصلة استمرت حتى نهاية القرن السادس عشر إلى اتجاه جديد نحو تأكيد الكتلة والفراغ الداخلي الديناميكي المتكامل الذي لا يقبل التقسيم. ومما ساعد على تحقيق ذلك استمرار الجدار الخارجي في الفناء وفي دواخل الكنائس كما فى كنيسة سانت كارلو ألا كواترو فونتين (St. Carlo alla Quattro Fontane) حيث لا توجد أركان بالصورة المعروفة. 

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/4a587e2f-8000-42de-8720-ceb37a8b05f0.jpeg
كنيسة البانثيون في باريس
مسقط ضريح على شكل صليب أغريقي، والقبة ثلاثية، الخارجية من الحجر المكسي بالرصاص، والداخلية مفتوحة لرؤية الزخارف والرسوم الموجودة على القبة الوسطى.


كما ظهرت الجدران متموجة لتبدو وكأنها نتيجة لتفاعل القوى الداخلية. أما الخطوط المتموجة التي تنتقل إلى الدواخل في العقود والكرانيش والزخارف وتيجان الأعمدة داخل الفراغ الديناميكي المتحرك فقد ظهرت فى كنيسة دى وايز بلجريمج (Die Wies Pilgrimage). وفي بعض الكنائس الأخرى استعانت الواجهات بتكوين كلاسيكي وأضيفت بعض التكوينات الحلزونية على الجوانب كما في كنيسة سانت سوزانا (St. Susanna) في روما للمعماري كارلو مودرنو (Carlo Moderno).

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/dc8f507d-215f-4140-9459-a3fe83d0ff46.jpeg


//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/44e83f4b-0bc9-4478-b31f-487076abf9ab.jpeg
قصر بلوا - واجهة الفناء الداخلي
مع برج السلم الحلزوني المفتوح


وقد اتجه طراز الباروك في القصور الفرنسية اتجاهات خاصة، حيث تأكدت بلاستيكية المسقط والقطاع، عن طريق تأكيد الأركان والمداخل بالأسقف المائلة والمخروطية،  فيما عرف باسم أسقف مانسارد (Mansard roofs) نسبة إلى المعماري فرانسوا مانسارد (Francois Mansard). كما استعملت القباب في قصر ميزون (Chateau de Maisons) في فرنسا. وفي بعض التصميمات، نفذت هذه الابراج الركنية على شكل أسطوانات تعلوها أسقف مخروطية كما في قصر بيري. وقد تأكدت هذه الاشكال الاسطوانية بدرجة أكثر فى السلالم ذات الاعمدة، وفي السلالم المكشوفة، كما في قصر بلوا (Chateau de Blois) وقصر شامبورد (Chateau de Chambord).

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/906ba477-dd02-4ca3-98ee-29d7e41b5b6d.jpeg
قصر ميزون بالقرب من فرنسا

أما عن الحركة والفراغ المعماري، فقد كان عصر الباروك رمزاً لتحرير الفراغ حيث يعد بمثابة ثورة على قوانين الهندسة البدائية والسكون والسيمترية والعلاقة الثابتة بين الداخل والخارج، فهو بجوار كونه يمثل عمارة القرنين السادس عشر والسابع عشر، إلا أنه أصبح أيضاً يمثل حالة حرية وانطلاق من معارف أكاديمية وقواعد سابقة. وقد بدأ الباروك في اكتساب شخصيته وفي خلق اتجاه فراغي جديد على أيدي كل من بوروميني (Borromini) ونيومان (Neuman)، وكانت هذه الحركة تعني التحرر من القواعد الكلاسيكية، وتقبل الجرأة في التشكيل كهدف من خلال التعبير ببعض التأثيرات الحرة، مثل عدم التماثل وعدم النظام، والبعد عن عمل أية فوارق بين العمارة وفني النحت والتصوير كفنون مكملة لها. وأصبح لفظ باروك يطلق على حرية كل عصر وطراز، حتى وصلنا إلى فترة الباروك المعاصرة (Neo-baroque).

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/3b15529a-8665-495e-8a0e-6c718fa7365f.jpeg
كنيسة سانت باول – لندن
المسقط على شكل صليب لاتيني والقبة معقدة التصميم تتكون من ثلاث قباب، الداخلية من الطابوق (الطوب) والوسطى مخروطية من الطابوق أيضاً والخارجية من الخشب المغطى بالرصاص.
ومن أفضل الأمثلة على التحرر من هذه القواعد الكلاسيكية كنيسة سانت كارلو ألا كواترو فونتين بروما. وفي هذا المثال تظهر عظمة الباروك ليس فقط في البلاستيكية المعمارية، ولكن أيضاً في معالجة الفراغ الداخلي، والأداة التي شكلت الديناميكية القوطية. ففي حين أن الأخيرة تحقق التناقض بين محورين أحدهما رأسى والآخر طولي أفقي، نجد أن ديناميكية الباروك نتجت من التجربة البلاستيكية الكتلية. فالخط القوطي يوجه العين إلى ذروة المبنى، وبذلك يمنع الحائط من الظهور ككتلة مصمتة. بينما في الباروك تنكسر كل الجدران وتلتوى وتتعرج لتتجسد ككتلة فتخلق فراغاً جديداً. هذه الحركة ألغت تماماً إمكانات التقسيم الانتفاعي للفراغ إلى مكونات هندسية. 
وفي حين أن مهندسي القرن السادس عشر كانوا يضعون القبة فوق المبنى مع الاحتفاظ بكل منهما مميزة عن الأخرى. فإن (بوروميني) صمم فراغ كنيسة (سان كارلو ألا كواترو فونتين) بحيث تبدو القبة وكأنها استمرار لتشكيل المقطع.
وفي كنيسة (فيرزيهين هايلنكين) (St.Viezehen Heilzen) في ألمانيا حُذفت القبة بأكملها لتحقيق الاندماج والاستمرارية بين الجدران والسقف الذي يتكون من ثلاثة أشكال بيضوية، يتبع كل منها الآخر دون أي توقف، ولهذا أضيفت دائرتان تمثلان أجنحة الكنيسة.
وللحصول على نتيجة أكثر تأثيراً وضع نيومان المذبح أسفل البيضاوي الثاني في المنتصف مع وجود مذبحين آخرين على الجانبين، والكل تغلفه الزخارف المضاءة بطريقة مبهرة. هذه الإضاءة بصفة خاصة هي التي ميزت طراز الباروك عن كل الطرز المعمارية الأخرى.

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/bf54e3dd-b707-4bfe-a848-bd770cc039f1.jpeg
كنيسة فيرزيهين هايلنكين

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved