يوم القِرد
كان ، وهو الشريدُ ، يريدُ ، الوصولَ إلى غابةٍ
كان يحملُ نظرتَهُ وابتسامتَه والبراغيثَ ،
مثلَ الجوازِ الذي سوف يحملُه ذاتَ يومٍ ...
لقد بَعُدَ العهدُ ؛
والغابةُ ، الآنَ ، صارتْ دروباً ، شوارعَ
أو مَلْعَباً يتعاركُ فيه الصغارُ على كرةٍ .
أين يمضي إذاً في العشيّةِ ؟
أيّانَ ترفعهُ دوحةٌ بذراعَينِ من ورقٍ ولِحاءٍ ...
وأنّى سيُغْمِضُ عينيه ، في هدأةِ المستحيلِ ؟
لقد قطعَ البحرَ
واستنفدَ البَرَّ ،
يحملُ نظرتَه ، وابتسامتَه ، والبراغيثَ
بحثاً عن الغابةِ ...
الآنَ ، سوفَ ترِقُّ له ، في الحديقةِ ، مصطبةٌ ؛
وهو يسألُها ، ذاهلاً ، أن تنامْ .
22.04.2015 تورنتو
يومُ الله
لا سبيلَ إلى حيثُ يسْكنُ إلاّ سبيلُ الكنيسةِ !
كم حاولَ الاستدارةَ
واللفَّ
والدورانَ ، فراراً من المسْلَكِ الأحدِ !
الطوْقُ أُحْكِمَ ...
يا سيّدي :
لا سبيلَ إلى حيثُ تسْكنُ إلاّ سبيلُ الكنيسةِ ...
فاهدأْ
وكُنْ عاقلاً ، وحكيماً ، وأحبِبْ ، على الكُرْهِ ، تلكَ البنايةَ
أبوابَها ، وحجارةَ قرميدِها ، والصليبَ الذي في الأعالي .
لا تَقُلْ إنّ جدرانَها تحْجِبُ النورَ عنكَ ،
ولا تسأل البلديّةَ عن مَسكنٍ لا تُطِلُّ عليه الكنيسةُ ...
أنتَ إنْ قُلتَ هذا حُرِمْتَ حِساءَكَ
والخبزَ ؛
إنْ قُلْتَ هذا طُرِدْتَ من الجنّةِ ...
الناسُ راضونَ
فاهدأْ
وكُنْ مثلَ ما هم عليه :
الجنون !
22.04.2015 تورنتو
يومُ التِبِت
يدفنُ التبِتيّونَ موتاهمو في رؤوسِ الجبالِ
ويَتَّرِكونَ لتلكَ الطيورِ الجوارِحِ في الهمَلايا ، الطعامَ العجيبَ ...
ولكنّهم ههنا في السهوبِ التي ليس فيها طيورٌ كتلك التي في ذُرى الهمَلايا ؛
هنا ، الشُّرُفاتُ ستكتظُّ :
تلك بيارقُ بوذا ،
وتلك التي في أناملِهِم ، سُبَحٌ ، نحو مترَينِ طُولاً
وتلك ثيابُ النساءِ ، التي تتماثَلُ عرضاً ولوناً وطولا ...
تُرى ، أين يمضي ، هنا ، التبِتيّونَ ، بالميّتينَ ؟
العماراتُ ليس بها ، ههنا ، سُلّمٌ للسطوحِ ...
وليس بها مثلُ تلك الطيورِ الجوارحِ في الهملايا ،
تُرى :
أين يَمضي ، هنا ، التبِتيّونَ ؟
قهوةُ تِمْ هورْتِنز ، البدءُ
قهوةُ تِمْ هورتِنز ، المنتهى ...
Tim Hortons
*
إننا لن نضيع ...
والدلاي لاما ربُّ الجميع !
تورنتو 22.04.2015
يومُ الغرافيتي
إنْ تكُنْ بَرشلونةْ
أقربَ المدُنِ الأجنبيّةِ للقلبِ ؛
فالفنُّ ما كانَ أقربَ
في هذه القلعةِ الكنَديّةِ ... تورنتو
إنّكَ بين العمائرِ ، فأرٌ تناهبَهُ الفقرُ
والذُّعرُ ...
أنتَ الذي جئتَ من كوكبٍ آخرَ ، الخبزُ لكْ
والزنازينُ قد قدّرَتْ منزلَكْ ،
والتمَشِّي على الماءِ لكْ ...
والقميصُ الذي كان يلبسُهُ اللصُّ لكْ .
أطبَقَ الفخُّ :
فاهدأْ قليلاً
ودَعْ شارعَ الناسِ للناسِ ...
دَعْ برشلونةَ نائمةً في البعيدِ ، وناعمةً ، هشّةً ، مثلَ أطفالِ مِيرو
وكُنْ في الزُّقاقِ الفقيرِ ،
لترسُمَ ما يجعلُ الوهمَ أجملَ
ما يجعلُ الوحلَ يبدو معارِجَ نحو السماء !
تورنتو 22.04.2015
يومُ البحيرة
تبدو بُحيرةُ أونتارْيو كأنّ بها بحراً ، وأنّ وراءَ البحرِ
سلسلةً من الجبالِ ، وأنّ الطيرَ يهبطُ في تلك الجبالِ
إذا ما الليلُ جَنَّ ، ليأتي في الصباحِ إلى الساحاتِ
يصرخُ موجوعاً من الجوعِ ، كم حاولتُ أن أجدَ
الخبزَ الذي كان يرميه الحُفاةُ له ... كانت نوارسُ
تورِنتو تَخاطَفُ كي تناهبَ الخبزَ ، حُرّاً في الهواءِ.
لِمَنْ ، إذاً ، أكْنِزُ الماسَ ؟ انتهَيتُ إلى أني سأُطعِمُ
أسرابَ النوارسِ ماساً ...
يابُحيرةَ أونتاريو
سلاماً
أليسَ البحرُ ... ما يَعِدُ ؟
تورنتو 24.04.2015
يومُ الشمس
شمسُ نيسانَ باردةٌ رطْبةٌ ...
أهْيَ عشبُ البُحيرةِ علَّقَهُ عابثٌ بالسماءِ ؟
الغيومُ الشفيفةُ سارتْ إلى مُستقَرٍّ لها ...
كي تُدَبِّرَ للناسِ في البلدةِ الكنَديّةِ شمساً ؛
ولكنّها شمسُ نيسانَ :
باردةٌ
رطْبةٌ ...
والبُحيرةُ هادئةٌ ، شِبْهُ قاتمةٍ
ماؤها من رصاصٍ مُذابٍ ،
نوارسُها ، منذُ قَرنٍ ، تلوذُ بما هيّأتْهُ الكنائسُ .
هل تَغْرُبُ الشمسُ ؟
هل تُشرِقُ الشمسُ ؟
بَلْ ...
هل تساوى هنا ، لَيلُنا والنهارْ ؟
................
................
...............
شمسُ نيسانَ ، باردةٌ ، رَطْبةٌ ...
تورنتو 25.04.2015
يومُ الصين
أنتَ في الـــــ ـChinatown
لستَ في كنَدا ...
فاتَّئِدْ ، واعتمِدْ ما تراه أمامَكَ :
أنتَ ترى اللافتاتِ ...
أتقرأُ ؟
إنْ لم تكُنْ تقرأُ الصينَ ، فاذهَبْ إلى حيثُ تقرأُ !
أنتَ في الــ Chinatown
أطرشُ في زَفّةٍ !
غيرَ أنك تدخلُ ...
أعني سيأخذُكَ اللونُ حتى النهايةِ ،
حتى ترى أنّ ما كنتَ تحسَبُهُ كنَدا ، لم يكُنْ ، أبداً ، كنَدا ...
أنتَ في الصينِ
فلنحتفِلْ !
تورنتو 25.04.2015