في رحلة طيران جلست شقراء جميلة جداً بجانب مرشح رئاسة سلطة محلية من بلاد 48..التي باتت تعرف لعظمتها بقارة اسرائيل.
الشقراء شدت أنظاره. قال لنفسه: "لو كان لها عقل بقدر نصف جمالها لقبلت ان اكون نائب لها في السلطة المحلية.. او حتى سكرتيرها الشخصي". وأضاف متمتما:" سبحان الذي يهب الجمال لمن لا عقل له". بعد تفكير أضاف لنفسه: "الرحلة طويلة، ومع شقراء جميلة وغبية بالتأكيد ستكون رحلة ممتعة جداً.. وقد أقنعها ان تقبل وظيفة في مكتبي الرئاسي.. مع مثل هذا الجمال لا يشعر الرئيس بالملل من كثرة المطالبين بتنفيذ الوعود!!
وبدأ يعاكسها.. من أين سيدتي؟ هل تعرفين من أنا؟ يجب ان تعرفي ، صوري ملأت الحيطان والمواقع كيف لم تشاهدي صوري؟.. أسافر يا سيدتي لنقل خبرتي في نشر الصور الانتخابية وصياغة الشعارات عن البديل والتغيير والانتصار القادم والحكمة وصاحب القرار وهمة الشباب لعجوز في الثمانين ومهرجانات التغيير والانتصار والتبديل وصنع القرار والتفاف الجماهير والحصول على اليورو بعد هبوط اسهم الدولار..، وكيف تشكل قائمة ومرشح يرفعوا الرأس.. انا بالتأكيد يا جميلة سأفوز برئاسة السلطة المحلية ضد العصابات السابقة، وها هو دفتري معي لأسجل اسمك كمديرة مكتبي في دورة الرئاسة القادمة.. ما اسمك سيدتي؟ ، مكتبي يحتاج الى موظفات جميلات لاستقبال الناس ، كل الناس.. الرحلة ستكون طويلة يا سيدتي، هل تعرّفينني على نفسك؟ ما رأيك ان نتسلّى بلعبة جميلة حتى لا نشعر بالوقت!!..
عشرات الأسئلة.. وهي تنظر اليه شذرا وتحاول التمّلص من مضايقته لها، وهو يزداد اقتناعاً انها صيد رائع لمرشح صار اسمه عنواناً للانتصارات القادمة في قارة اسرائيل ..ومن يعرف ؟ ربما ينجز انتصارا غير مسبوق في تاريخ القارة تجعله خبيرا دوليا في تحقيق الانتصارات، عندها سيحتاجها اكثر لرحلاته الدولية.
- "اسمعي يا سيدتي الجميلة، أقترح عليك لعبة، نسبة الفوز من واحد لي الى عشرة لك.. انا أسألك.. اذا لم تعرفي الإجابة تدفعين لي 10 شواقل. ثم تسألينني أنت. اذا لم أعرف الجواب أدفع لك 100 شاقل.. ما رأيك؟"
وضحك ضحكة كبيرة معتزاً بمعلوماته وقدرته على الانتصار عليها وعلى عصابة السلطة المحلية .. وبالتأكيد على هذه السيدة الشقراء الجميلة والغبية والمغرية بنفس الوقت.
نظرت اليه بطرف عينها، وهزّت رأسها موافقة.
- "وقعت بالفخ" قال معتداً بنفسه، شاعراً ان الطريق ليجعلها طوع بنانه قد انجزت، متفائلا ان هذا أول انتصار له في معركته للفوز برئاسة السلطة المحلية في بلدة تقع في قارة اسرائيل. سألها:
- ما المسافة بين الكرة الأرضية وأقرب كوكب في المجموعة الشمسية؟
لم تجب، أخرجت من حقيبتها 10 شواقل وأعطته إياها... ضحك سعيدا لأنه أثبت تفوقه بالذكاء عليها من السؤال الأول.
- "الآن دورك". قال لها.
سألته:
- ما الذي يصعد التلّ بثلاث سيقان وينزل منه بأربع..؟
فكّر طويلاً. شعر بالإحراج لأنه لم يعرف الجواب. ثم اضطر الى إخراج محفظته ودفع لها 100 شاقل. الشقراء أدخلت النقود في حقيبتها دون ان تقول شيئاً.
مرشح الرئاسة الذي يرفع الراس مع قائمة مرشحيه، أمسكته الحيرة. قال لنفسه: "يبدو انها أذكى مما توقعت" سألها:
- حسنا.. ما هو الجواب لسؤالك؟
دون ان تقول الشقراء اية كلمة، أخرجت من محفظتها 10 شواقل وأعطتها لمرشح الرئاسة!!