لا يشبه سعدي يوسف اليوم، صورته في الأمس، فما بين « الأخضر بن يوسف»، و» الشيوعي الأخير» عبرت مياه كثيرة، ما وضع قصيدته محل سجال صاخب. الشاعر الذي ألقى بظلاله على تجارب شعرية عربية كثيرة، لجأ في تجاربه الأخيرة إلى معجم آخر، يكاد يخلو من البريق لانخراطه...
انا على يقين كامل، بأنني سأكف عن الكتابة يوم جمعة، أو نهار سبت، كل نفس ذائقة الموت، وأنا أعرف أن أسوأ ذنب اقترفته طوال حياتي هو أنني ما زلت حياً»، هذا ما قاله عبد الستار ناصر (1947 ــ 2013)، في حوارٍ قديم معه، وقد صدقت نبوءته أخيراً.
«أنا الآن مدوّن حياة، ولستُ شاعراً». هكذا يختصر الأخضر بن يوسف مرحلته الأخيرة التي تمخّضت عن أربعة إصدارات جديدة عن «دار التكوين» الدمشقيّة. شاعر الفوضى والعزلة والترحال، يواصل التحديق إلى الموجودات من دون مواربة، ويرصد شعريّة اليومي والشفوي بأقل قدر...
نشأت في بيت وطني عريق، وفيه التقطت لوثة الكتابة. الروائيّة التي لم تفتقر يوماً إلى الجرأة عاشت زمناً صاخباً، وقصص حبّ مطنطنة، وشرّعت أبواب الحريّة أمام الأدب النسائي