ليس من السهولة على ما نزعم، امكانية التمييز ،اوالفصل المطلق - وان قسرياً - بين ما يمكن تسميته "اخوانيات" الجواهري الشعرية من جهة، وقصائده في مناسبات ثقافية أو سياسية أو وطنية عامة من جهة ثانية، إذ يتداخل فيها الخاص مع العام،
في أجواء نفسية بالغة الشدة والتعقيد مرّ بها الجواهري عامي1953 و 1954 جاءت مطولة "كفارة وندم" لتنفّس عن بعض ما انتاب الشاعر من أحاسيس مرهفة وليعاتبَ فيها النفس قبل غيرها، بقسوة وصراحة لربما قلّ مثيلها في أي من قصائد الديوان،
العنوان اعلاه وسمٌ لاطروحة دكتوراه حازها الدارس احمد الذهب في مفتتح شهرآب الحالي من جامعة السودان، وشملت تمهيداً عن تاريخ البلاد العراقية وأحوالها الثقافية، وخمسة فصول عن حياة الشاعر العظيم ونشاطاته الثقافية والصحفية...
ابتعاداً مؤقتاً عن أجواء السياسة والوطنيات والمواجهات واللواعج، دعونا نحط الركاب اليوم عند قبسات من عوالم الجواهري الغزلية وفي عشق الحياة والجمال، والتي مابرحت ترافقه حتى أعوامه الأخيرة، وهو في التسعينات من العمر...